بروفايل| «ماكرون».. الشاب يحكم «الإليزيه»
صورة تعبيرية
لم تعلم بريجيت ترونيوكس، المُعلمة الفرنسية أن تلميذها الصغير سيصبح رئيساً لبلادها فى يوم من الأيام، ولم تُدرك أن الشاب الذى قرّر الزواج بها بعد تخرجه عام 2007، رغم أنها تكبره بأربعة وعشرين عاماً سيمنحها لقب سيدة قصر الإليزيه الأولى.
الرئيس الفرنسى الجديد إيمانويل ماكرون، البالغ من العمر 39 عاماً، ويعتبر أصغر رئيس شهدته البلاد على الإطلاق، كان مرشح تيار الوسط، واستطاع جذب ملايين الناخبين تجاهه، حتى اقتنص مقعد الرئاسة بأكبر نسبة تصويت شهدتها باريس منذ فوز الرئيس الفرنسى الأسبق جاك شيراك فى عام 2001، وذلك بعد معركة شرسة بينه وبين منافسته مرشحة اليمين ماريان لوبان، التى وصف سياستها بأنها تصب فى مصلحة الإرهابيين، بعد أن وصفته بـ«المحبّب من النظام»، واتهمته بالتهاون فى التصدى للتشدّد الإسلامى.
«ماكرون» الذى درس الإدارة العامة فى جامعة «إكول ناسيونال دى أدمنيستراسيون» التى تُدرّب كبار الإداريين فى فرنسا، عمل على تشكيل حركته السياسية الجديدة المسماة «إن مارش» أو «إلى الأمام»، وأشار إلى أن ما وصفه بالصدع الذى عفى عليه الزمن بين اليسار واليمين تمكن من الهيمنة على السياسة الفرنسية لأعوام.
وحصل إيمانويل ماكرون على شهادته الجامعية الأولى من «معاهد الدراسات السياسية» فى باريس التى ترتادها النخبة، ثم على الماجستير فى الفلسفة من جامعة «غرب باريس نانتير»، ثم عمل مفتشاً فى وزارة الاقتصاد بين عامى 2004 و2008، وأمضى أربع سنوات فى العمل ببنك روتشيلد التجارى.
فى عام 2012، انضم «ماكرون» إلى حكومة الرئيس الاشتراكى فرنسوا أولاند، وخلال فترة شغله منصب وزير الاقتصاد فى عهد «أولاند» من عام 2014 حتى 2016، سعى «ماكرون» نحو استصدار قانون يتضمّن عدداً من تدابير التحرّر الاقتصادى المتعلقة بقطاع النقل، وساعات العمل خلال أيام الأحد وغيرها من القضايا.
ويسعى الرئيس الفرنسى الشاب إلى تخفيض ضريبة الثروة والتأمينات الاجتماعية لتحفيز العمالة وإلغاء ضريبة الإقامة التى يدفعها معظم المواطنين، كما أعلن عن رغبته فى خفض الإنفاق العام بمقدار 60 مليار يورو من خلال تعديل برامج التأمين الصحى والاجتماعى. الأمر الآخر الذى يسعى له «ماكرون» من خلال تأييد الانضمام إلى أوروبا، هو تعزيز التعاون مع الاتحاد الأوروبى عن طريق العمل مع ألمانيا، التى تعد أكبر الدول الفاعلة فى الاتحاد الأوروبى، ليبدأ فصل جديد فى تاريخ فرنسا مع دول أوروبا الأخرى.