نوبية تخاطب الرئيس: «لا نريد سوى عودة آمنة إلى أراضى الأجداد».. وتطالبه: «يا صاحب مشروع النهضة.. نريد أن نرى النهضة فى النوبة»
بمجرد أن سمعت السيدة النوبية عائشة محمد رضوان نبأ فوز الدكتور محمد مرسى بمنصب رئيس الجمهورية حتى دعت قائلة: يا رب اجعله خير، لا تحمل السيدة العجوز سوى بعض الأمانى، تصف نفسها بأنها «امرأة نوبية على باب الله تحلم بأن يأتى اليوم الذى يسمع فيه رئيس الجمهورية رسالتها ويقرؤها بقلبه لا بعقله ولا بعيون مستشاريه».
تتحدث السيدة بفخر واعتزاز: «فخورة أنا بحضارتى بطيبتى بنوبيتى، أنا ابنة كوشة وترهاقة، أنا ابنة مينا ونبات، أنا من بلاد الذهب والسحر والجمال، عشت وتربيت خلف ضفاف بحيرة ناصر قبل بناء السد العالى، عشت مع الخير وقطفت ثماره الحقيقية، كنا نزرع، ونأكل مما نزرعه، ولكن تغير الوضع بعد التهجير القسرى، تفرقنا وتركنا أرضنا وبيوتنا، نشعر بأن النوبى منذ ثورة 1952 مضطهد فى بلده وعلى أرضه، بعد أن ترك جزره وقراه خلف السد العالى، بعد قرار الرئيس عبدالناصر تهجير النوبيين لبناء السد العالى، وقبلها بناء خزان أسوان، ومع أننا شاركنا فى بناء الخزان والسد وضحينا بأرضنا وبيوتنا وزرعنا، لم نحصل على أبسط حقوقنا، حتى التعويضات حرمنا منها، تركنا الأرض الخصبة على نهر النيل وهجرنا إلى قرى تبعد عن مدينة أسوان أكثر من 80 كيلو مترا فى قرى التهجير فى نصر النوبة، وبعض القرى الأخرى، تقطعت أرحامنا، وتفرقنا فى الأرض، ما زلت أتذكر كل شبر فى أرضى، كل مكان فيها، أريد منك يا سيادة الرئيس قرارا بالعودة إلى أرضنا مثل شعب بورسعيد والإسماعيلية بعد الحرب، نريد إعمار البلاد، نريد منك أن تهتم بالسياحة، فأولادنا لا يعملون، إلا فى مجال السياحة، نناشدك ألا تأخذ قرارات تقف حائلا دون أن يأتى السائحون إلى مصر، رزق أبنائنا فى النوبة وأسوان فى رقبتك، يا صاحب مشروع النهضة نريد أن نرى النهضة على أرض النوبة، نريد اهتماما بالعادات والتقاليد والفلكلور النوبى، نريد إحياء تراثنا وهو جزء أصيل من التراث المصرى، نريد منك أن تضع فى خطتك بناء قرى نوبية جديدة مثل قرية كركر، وتبنى المدن بعيدا عن الزحام والضجيج؛ لتمتد بطول الأرض النوبية فى غرب النيل فى الظهير الصحراوى، حتى نعمر مصر، أحلم بأن تعود قريتى «دابود» إلى مكانها الأصلى، يبنى بها تجمعات عمرانية، وصناعية، وزراعية وسياحية، نتمنى أن يتعلم أبناؤنا تاريخهم النوبى المشرف فى المدارس، ونذكرهم بأجدادهم النوبيين الذين شاركوا فى بناء ونهضة وحكم مصر، فى الكتب زمان كانت هناك خريطة توضح أرض النوبة، الآن أحفادى ما عندهمش هذه الخريطة وبيقولولى فين اللى كنتى بتحكيه عن أرض النوبة القديمة، أطالب بحقوقى المشروعة مثل أى مصرى؛ لأنى مصرية حقيقية أفرح لفرح المصريين، نحن لسنا أقلية، نحن أصحاب تاريخ ومن الشعوب الأصيلة وأصحاب لغة كانت سببا من أسباب النصر فى حرب أكتوبر، والعدو لم يستطع تجنيد النوبيين حتى يفك لغز اللغة النوبية، ومع هذا تعرضنا للاضطهاد، أولادنا نايمين فى البيوت من قلة الشغل والسياحة، وتركنا أرضنا وبيوتنا، نريد إعلاما نزيها يتحدث عن حقوقنا، بدلا من الإعلام الذى شوه صورتنا، وتحدث عنا كخدم وبوابين، ونسوا أن فينا الأدباء مثل الأديب حجاج أدول وأصحاب الدكتوراة والماجستير مثل الدكتورة منال الطيبى وغيرهم من الشخصيات العامة فى المجتمع المصرى».