مسؤول بحكومة حماس: قبول استقالة رامي الحمد الله ليس مفاجئا
رأت حكومة حماس بغزة، أن قبول الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اليوم، لاستقالة رئيس حكومته رامي الحمدالله من منصبه لم يكن مفاجأة.
وقال الدكتور يوسف رزقة، المستشار السياسي لرئيس حكومة حماس، في تصريحات خاصة اليوم، إن المفاجأة تمثلت في تقدم الحمدالله باستقالته بعد 18 يوما من توليه منصبه.
وأضاف أن "تعيين الرئيس عباس لنائبين لرئيس حكومة رام الله قلص من صلاحيات الحمدالله الذي كان يرغب في مزيد من الصلاحيات والاختصاصات"، لافتا إلى أن هذا التعيين خارج إطار النظام الفلسطيني المتعارف عليه، فمن المفترض أن يقوم رئيس الوزراء بهذه الخطوة، وليس رئيس السلطة الفلسطينية الذي تمسك بالاحتفاظ بأكبر قدر من الصلاحيات من خلال ابتكار ذلك.
وحسب مصادر فلسطينية ، برزت عدة مشاكل بين الحمدالله ونائبه الدكتور محمد مصطفى، رئيس صندوق الاستثمار الفلسطيني، الذي تردد اسمه كثيرا في تولي الحكومة بعد استقالة سلام فياض.
وعن تجربة اختيار شخصية أكاديمية مثل رامي الحمدالله لتولى الحكومة، قال رزقة إن الوضع في الضفة الغربية المحتلة يتطلب شخصية من إطار حزبي وليس من إطار أكاديمي، لافتا إلى أن الشخص الأكاديمي في الجامعات يتمتع بقدر كبير من الحرية يفتقدها حين يتحول للعمل السياسي، وبالتالي تصبح معضلة لديه بين الواقع المقيد إليه وما تعود عليه.
وتوقع رزقة أن يلجأ عباس إلى أحد النائبين محمد مصطفى، أو زياد أبوعمرو، ويكلفه بإدارة الحكومة أو يبحث عن شخصية ثالثة تكون أقرب إلى العمل الحزبي والسياسي منها إلى الأكاديمي، مستبعدا إمكانية أن يلجأ الرئيس عباس إلى إعلان حكومة توافق بديلة عن اختيار رئيس جديد لحكومة رام الله.
وعن إمكانية التوصل إلى حكومة توافق في 15 أغسطس المقبل، حسبما أعلن، قال "إن هذا الموعد إعلامي وليس بموقف سياسي محدد من حماس وفتح وأعلنه عزام الأحمد عضو مركزية فتح ولم تصدق عليه حماس بل كذبته".
وعن تأثير ذلك على ملف المصالحة، قال رزقة إن الحكومات التي تشكل لا تؤثر على المصالحة سلبا أو إيجابا لأن المصالحة مرتبطة بوجود إرادة من الجانبين، فتح وحماس، لتطبيق ما تم الاتفاق عليه بدقة من الطرفين، حسبما تم التوقيع عليه، إضافة إلى التخلص من التدخلات التي ترفض أن تكون حماس شريكة في حكومة توافق تدير الشأن الفلسطيني.
وأضاف "أن السلطة الفلسطينية ما تزال لديها الأمل في استئناف المفاوضات بخلاف أن هناك جولة قادمة لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري للمنطقة، والتي لم تحسم نتائجها بعد".
وكان الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبوردينة، قد أكد أن الرئيس محمود عباس قَبِل، اليوم، استقالة رئيس الوزراء رامي الحمدالله، وكلفه بتسيير أعمال الحكومة إلى حين تشكيل حكومة جديدة.
في الوقت نفسه، قالت حركة حماس إن إصرار الحمدالله على الاستقالة وقبولها من الرئيس عباس، يعكس عمق الأزمة الحقيقية التي تعاني منها مؤسسات السلطة، نتيجة وجود مراكز قوى وتجاذبات كثيرة وتنازع للصلاحيات أوصلت إلى هذه النتيجة المتوقعة.
وقال الناطق باسم حماس، فوزي برهوم "يجب أن تكون هذه الاستقالة بمثابة الخط الفاصل بين مرحلة التدهور الحاصلة في مؤسسات السلطة ومرحلة بنائها من جديد على أسس ديمقراطية ووطنية، وأن هذا لا يتحقق إلا بالتطبيق الفعلي والتام لكافة بنود اتفاق القاهرة، بما فيه تشكيل حكومة توافق وطني تنهي الانقسام وترعى مصالح الشعب وتلبي طموحاته".