هدى شعراوى.. المرأة ثورة
صورة تعبيرية
«لم يعد شىء بعدها كما كان».. هكذا وصفت هدى شعراوى، فى مذكراتها، ليلة زفافها من ابن عمها الذى كان يكبرها بـ40 عاماً كاملة، بينما كانت قاصراً لم تتجاوز 13 عاماً، ابنة المنيا عانت، مثل كثير من نساء الصعيد، من عادات وتقاليد يعد بعضها ظالماً للمرأة، ولكنها لم تتمكن من السير على هوى القطيع، صمتت وتحملت كثيراً وعندما حان الوقت غضبت فتمردت فكتبت.
«رفعنا النقاب أنا وسيزا النبراوى، وقرأنا الفاتحة ثم خطونا على سلم الباخرة مكشوفتى الوجه، وتلفتنا لنرى تأثير ذلك على الجموع، ولكن لم نجد أى تأثير، لأن الجميع توجه إلى سعد متشوقين لطلعته»، ذلك الموقف الذى ظنته عابراً لانشغال الجموع بمقابلة الزعيم سعد زغلول بعد عودته من المنفى، تلقت بعده وابلاً من الانتقادات لكنها أبداً لم تلتفت لأى منها.
كسر التابوهات أصبح لعبتها التى تجيدها، فشاركت فى تنظيم مظاهرات عام 1919 وترأست لجنة الوفد للسيدات، وفى عام 1927 أسست الاتحاد النسائى المصرى، وفى حين كانت قريناتها من نساء الصعيد يولدن ويمُتن بالأمية كانت هى تصدر مجلة «الإيجبسيان» الفرنسية.
لم تخجل «شعراوى» من أن تكتب فى مذكراتها، متذمرة، عن رغبتها فى التدخين لتهدئة أعصابها، وبقوة وصمود امرأة وقفت أمام مرضها وظلت تحاربه إلى أن أعلن قلبها فض الاشتباك وتوفيت بسكتة قلبية عام 1947، رحلت وتركت بجوارها أوراقاً كتبتها عن القضية الفلسطينية.