«الجماعة الإسلامية فى أسيوط»: دعاة «داعش» يستقطبون الشباب لتنفيذ أجندة «التنظيم»
عناصر من تنظيم الجماعة الإسلامية الأحمدية فى أسيوط
بدأت التنظيمات التى تتخذ من الدين راية لنشاطها، منذ ثورة 30 يونيو، التى أطاحت بحكم الإخوان، الدخول فى صدام مباشر مع الدولة كجماعة الإخوان، فيما انضم البعض الآخر للتنظيمات الإرهابية كتنظيم داعش والبعض الآخر بدأ يعمل فى الخفاء بتجنيد الشباب للانضمام لهذه التنظيمات، وهؤلاء غالبيتهم من المنتمين للجماعات الإسلامية، حيث لم يكن تأييد بعض قواعد الجماعة الإسلامية لتنظيم داعش خبراً مفاجئاً، إلا أن المفاجأة جاءت فى كشف أعضاء سابقين بالجماعة عن أعضاء آخرين من أسيوط اختاروا تأييد الإرهاب الأسود وتنفيذ أجندة التنظيم الإرهابى.
عضو منشق: أغلبهم يتمركزون فى «أبوتيج وديروط والقوصية»
وذكر مصدر من أعضاء الجماعة المنشقين، لـ«الوطن»، أن أغلب دعاة «داعش» فى محافظة أسيوط يتمركزون فى «أبوتيج» من المنتمين للجماعة الإسلامية، ويليه «ديروط، القوصية» يتمركز المنتمون للإخوان والجماعات معاً.
وأوضح المصدر أن الدعاة الأصليين يتمركزون فى «أبوتيج»، أما فى بقية المراكز فيقل عددهم بشكل ملحوظ، نظراً لقلة أعداد الجماعة الإسلامية بالأساس فى تلك المدن، مضيفاً أن الكثير من أعضاء الجماعة الإسلامية وأسرهم لا يريدون الصدام مع الدولة وتكرار ما تعرضوا له فى فترة التسعينات، لكن فى المقابل يوجد أيضاً العديد من قيادات الصف الثانى والشباب يميلون إلى العنف والصدام مع الدولة، ويرون فى «داعش» حلاً وأداة لإسقاط النظام الحالى، وأصبحوا يدعون لها ويستقطبون الشباب للانضمام إلى الخلايا الإرهابية فى البلاد بتنفيذ أجندة التنظيم الإرهابى.
وذكر المصدر أن فى محافظة أسيوط عدداً كبيراً، وأنها من أهم المحافظات بعد أسوان والأقصر، مشيراً إلى أن هناك من يدعو إلى «داعش» يسمى «محمد البدرى» ويستقطب الشباب لها، وهناك محمد شوقى من ديروط وعماد زكى وعبدالحميد أبوعقرب وصلاح رجب فى ديروط أيضاً وهو من المتورطين فى قضايا عنف وأحداث اقتحام أقسام الشرطة بأسيوط.
وقال قيادى سابق بالجماعة الإسلامية إن أكثر من 60% من شباب الجماعة الإسلامية بشكل عام أصبح مؤيداً لتنظيم الدولة.
ومن المساجد المشهورة، التى تسيطر عليها الجماعات بأسيوط، مسجد الشيخ منصور بأبوتيج الذى أنشأه منصور بيوض منذ قرابة نصف القرن، وسيطرت عليه الجماعات الإسلامية منذ الثمانينات نظراً لقربه من محل سكن «عبدالحميد أبوعقرب»، أمير الجماعة، وهو المسجد الوحيد الذى فتح ذراعيه للجماعة آنذاك وعقب ثورة يناير نظم أعضاء الجماعة بأبوتيج عدداً من الوقفات الاحتجاجية للمطالبة بفصل المسجد عن الأوقاف وجعله تابعاً للجماعة الإسلامية، وتدخل عامر عبدالرحيم، عضو مجلس الشعب السابق عن الجماعة الإسلامية، ونصحه مدير أوقاف أبوتيج آنذاك أن فصل المسجد عن الأوقاف لن يكون إلا عن طريق حكم محكمة، وبالفعل صدر حكم بفصل المسجد عن الأوقاف فى عام 2012 وهيمنة الجماعة عليه وكانت تخرج منه جميع مسيرات التيارات الإسلامية بأبوتيج، وفى عام 2013 وعقب ثورة 30 يونيو عاد للأوقاف مرة أخرى.
ومن المساجد الأخرى مساجد «مسلم والهدى وبدر»، وفى القوصية مسجد «الرحمن»، وفى مدينة أسيوط مسجد «عمر مكرم» وبه مقر الجمعية الشرعية التى تعد المقر الرئيسى للجماعات الإسلامية وتخرج منها كل كوادرها.
وذكر مصدر أمنى أن الأمن الوطنى أحبط عمليات إرهابية تستهدف شخصيات عامة وتعطل العمل داخل مؤسسات مهمة من بينها ما قامت به القوات من تصفية 7 أشخاص كانوا يتخذون من الجبل الشرقى بـ«عرب العوامر»، مكاناً يختبئون فيه لحين تنفيذ عملياتهم الإرهابية، بالرغم من إلقاء القبض على قيادات الجماعة الإرهابية والزج بهم فى السجون وإصدار أحكام ضدهم ما بين الإعدام والسجن، فإن المخططات لهدم الدولة ما زالت مستمرة، فى ظل بقاء الصف الثانى للجماعة الإرهابية خارج السجون وشغلهم المناصب فى المصالح الحكومية الخدمية والذين زرعتهم الجماعة فى الوزارات الخدمية خلال وجودها فى الحكم، ويعد هؤلاء أخطر ممن يقومون بعمليات إرهابية لأنهم يفشون أسرار عملهم للجماعة وعليه ينفذون مخططاتها.