إهمال وفقر وأمراض: اللى سماها «دهسة».. ما كدبش
الأهالى يشتكون من سوء أحوال التعليم فى القرية
«طريق ضيق ومبانٍ متدنية مبنية من الطوب اللبن والبُلك الأبيض، ووجوه سكانها شاحبة من قلة الرعاية والخدمات لأعوام سابقة ومتتالية، يتم وضعها باستمرار على خريطة (القرى الأكثر فقراً)»، إنها قرية «الدهسة» فى مركز فرشوط بشمال محافظة قنا.
وقالت كريمة الكردى، رئيس الجمعية النسائية، إن «القرية قبل ثورة يناير 2011 أخذت حيزاً كبيراً فى الإعلام الذى تناقل مدى الإهمال والفقر فى القرية لفترات طويلة، ولكن كل هذا كان فرقعة إعلامية عجز المسئولون عن حلها وتوفير الخدمات، سوى بضعة بطاطين وإعادة تأهيل منازل قليلة، وظل الحال على ما هو حتى اللحظة، الناس يعانون من نقص الخدمات صحياً وتعليمياً ونقص مياه الشرب».
وتابعت «الكردى»: «إن أهل القرية يعمل معظمهم فى الزراعة ويتخطى عدد سكانها 20 ألف نسمة وتضم 10 نجوع منها نجع حاجر الدهسة، نسبة 30% أميون، رغم تسجيلهم فى برنامج محو الأمية، إلا أن أميتهم موجودة بالفعل ولا يجيدون القراءة والكتابة والحساب، خاصة الفتيات»، مشيرة إلى زيادة نشاط الجمعية فى تعليم الفتيات إلا أنها تحتاج إلى جهود فعلية من الدولة للحد من الأمية المتفشية التى أثرت على ثقافة القرية من كافة النواحى.
وأشار محمد فراج، أحد أبناء القرية، إلى أن القرية تتفشى بها الأمراض، خاصة أمراض الفشل الكلوى، لاعتمادهم على مياه يشربونها بعد شرائها من أشخاص يقومون ببيعها، حيث إن القرية تأتى لها المياه من محطات مياه نجع حمادى على فترات غير منتظمة، مؤكداً أن مياه الشرب تظل 15 يوماً منقطعة، خاصة فى فصل الصيف مما يجبر الأهالى على جلب مياه ملوثة تسبب الأمراض.
وتابع «فراج»: «القرية بها مدرستان آيلتان للسقوط، إحداهما ابتدائية والأخرى إعدادية للتعليم الأساسى، وصدرت لهما قرارات إزالة منذ سنوات، ولم يتم تجديدهما رغم مناشدات الأهالى بضرورة التجديد والتوسع وزيادة الفصول حتى يتمكن أبناؤهم من التعلم الجيد، كما أن الوحدة الصحية للقرية شبه منعدمة الخدمات فهى تمثل مبنى لا يوجد به حتى مصل للعقرب على حد وصفه»، مؤكداً أن القرية فى حالة حرمان تام للخدمات.
وقال سعيد محمد، أحد السكان، إن «المنازل الخاصة بنا فى حالة غرق تام بسبب ارتفاع منسوب المياه الجوفية، لعدم وجود صرف صحى بالقرية، كما أن أسلاك الكهرباء عارية، ولا يوجد لدينا وحدة إسعاف أو مطافى، حيث أن عدد السكان كبير 10 نجوع، وأن المعدل الطبيعى وحدة إسعاف ومطافى لكل 16 ألف نسمة، ونحن نقارب على 25 ألف نسمة ولا توجد لدينا تلك الخدمات».
وقال بركات الضمرانى، ناشط حقوقى وابن مركز فرشوط، إن «قرية الدهسة التى تضم 10 نجوع موضوعة على خريطة الفقر منذ سنوات عدة، ولم يتغير حال أهالها خدمياً ومعيشياً، فجميع أهل القرية فى حالة حرمان تام، بسبب نقص الخدمات، خاصة فى مياه الشرب، فأهلها يعيشون على الزراعة ودخولهم محدودة جداً ولا يملكون الصرف على أنفسهم صحياً ولا تعليمياً منتظرين خدمات الحكومة، فالمدارس بالقرية الفصول بها مكدسة».
وطالب «الضمرانى» مجلس الوزراء والمحافظ بسرعة رصد مشاكل القرية والعمل على حلها فى كافة القطاعات، وأنه علينا عدم الاكتفاء برصدها على خريطة الفقر فى كل تقرير دون تحرك من المسئولين.