«بليغ».. بحر الألحان
صورة تعبيرية
رغم مولده فى شبرا بالقاهرة، ومعايشته منذ الطفولة وحتى الكبر حياة القاهرة بصخبها وكل تناقضاتها، فإن أصول الملحن الكبير بليغ حمدى الصعيدية، ونسبه الذى يعود إلى مركز طهطا بسوهاج، استطاعت أن تترك بصماتها فى روحه، التى ترجمها فى كثير من ألحانه، وربما ساعدت مربيته الصعيدية، عبر أغانيها التى غنتها له من التراث الصعيدى منذ الصغر، فى تنمية هذا الأثر لديه.
لغة أخرى خلقتها ألحان الموسيقار بليغ حمدى لتوازى، بل تصبح أكثر قوة من الكلمات، فقد استطاع الموسيقار الراحل أن يجسد ويترجم الرهبة التى عاشتها قرية الدهاشنة الصعيدية فى فيلم «شىء من الخوف»، بموسيقاه، لتجسد ألحانه تطور أحداث الفيلم، التى بدأت بالخوف والرهبة والصمت، ثم الغضب المكتوم، لتنتهى بالثورة، والتى خلقت للفيلم صوتاً وإحساساً كانا سبباً فى إنجاحه إلى جانب السيناريو والحوار.
كان للموسيقار الكبير الفضل فى نشر التراث الصعيدى، فاستطاع أن يجسد اللون الصعيدى فى ألحانه بشكل جذب كل من يسمعه له، فأدخل المزمار الصعيدى، والإيقاعات المتعلقة بالتراث الصعيدى، فى بعض الأغانى التى لحنها لعبدالحليم حافظ، كأغنية «أنا كل ما أجول التوبة يا بوى ترمينى المجادير يا عين».
لحّن الموسيقار الراحل لعمالقة الغناء العربى، فقد لحن لعبدالحليم حافظ، نجاة، فايزة أحمد، وردة، وشادية، وكان حلمه التلحين لكوكب الشرق، فلحن لها عشر أغنيات، آخرها سيرة الحب التي لحنها وهو على فراش المرض .