«بهجورى».. صخب الخطوط
صورة تعبيرية
«فنك يصبح عالمياً من تلقاء محليته»، ربما لخص الكاتب الكبير نجيب محفوظ بهذه المقولة سر نجاح وعالمية رسام الكاريكاتير الساخر والفنان العالمى جورج البهجورى، الذى طبع ملامح قريته الصعيدية «بهجورة»، إحدى قرى محافظة قنا، على لوحاته، التى أبهرت العالم، لتمنحه أيضاً اسمها لقباً له، ليعرف الفنان جورج عبدالمسيح بشاى، بـ«جورج البهجورى».
الملامح الصعيدية، وسمار الوجوه، والخطوط المحفورة فى وجوه أهل الصعيد الشقيانين، استطاعت أن تكون سر إلهام الفنان العالمى، ليعبر بخطوطه ورسوماته عن دواخل الشخصيات، التى أثرت فيه من الاحتكاك بالشخصية الصعيدية، فاستطاع بأسلوبه المتميز، وتأثره بمدرسة الاختزال، أن يعبر عن مساحة كبيرة من دواخل الشخصيات.
تراث وعالم البهجورى التشكيلى غنى، استطاع به أن يجسد الكثير من التجارب التشكيلية فى العالم، لكن خطوطه المختزلة المعبرة عن كثير من المعانى، وجدت عالماً أوسع لها فى الكاريكاتير، فروح فنان الكاريكاتير الساخرة، توظفت فى رسوماته ليضخم بعض ملامح الوجه على حساب الأخرى، فيضخم العينين أو الرأس، على حساب الجسد، ويكشف عن بدايات وسر نزوعه إلى إضفاء المسحة الكاريكاتيرية بقوله «إن سر هذا يرجع إلى محاولته فى الطفولة رسم زوجة أبيه بطريقة كاريكاتيرية».
«البهجورى» الذى وُلد عام 1932، عمل كرسام كاريكاتيرى منذ عام 1953 وحتى 1975، ليسافر بعدها إلى باريس، ويقيم بها لسنوات، قبل أن يعود للقاهرة فى التسعينات، حصد العديد من الجوائز، منها الجائزة العالمية الأولى فى الكاريكاتير فى روما عام 1985.