«سناء».. زهرة الصبار
صورة تعبيرية
رغم حرمانها من نعمة الإنجاب، ظلت «حفيظة» زوجة العمدة «عتمان» محتفظة بقوتها وصلابتها فى مواجهة «فاطمة»، الزوجة الثانية للعمدة، لم يكسرها حمل «فاطمة»، ولا مرض العمدة، بقيت حتى آخر دقيقة فى الفيلم مرفوعة الرأس لا تحنى هامتها، هكذا جسدت ثريا يوسف عطا الله، أو سناء جميل، ملامح الزوجة الأولى، صاحبة النفوذ والسلطة، والكلمة العليا التى لا ترد، وهى صفات يبدو أن سناء لُقنت إياها فى أعوامها الأولى حيث وُلدت وشبت فى محافظة المنيا بصعيد مصر لأسرة قبطية محافظة، دفعت بها إلى المدارس الفرنسية لتتلقى تعليمها الأولى فيها، ما سيلازمها على مدار حياتها، فتتخذ من الفرنسية لغة للتفكير والحياة، ثم تتغلب على ذلك بالإرادة الصلبة، حين تفكر فى الاشتغال بالفن، فتمرن نفسها جيداً على استخدام اللغة العربية قبل أن تعترض أسرتها على امتهانها التمثيل، وتحاول منعها من الالتحاق بالمعهد العالى للفنون المسرحية، ويصل الأمر إلى حد أن يصفعها شقيقها الأكبر على إحدى أذنيها فيصيبها فيها بالصمم، لتتخذ الفتاة الصعيدية قرارها بالرحيل إلى القاهرة تاركة خلفها أسرتها، فتخوض غمار العمل الفنى ممثلة فى المسرح والسينما والتليفزيون فى وقت لاحق، لتجسد أروع الأعمال الدرامية، غير عابئة بأسرتها التى أخذت قراراً بمقاطعتها تماماً، فلا يتبع جنازتها التى شُيعت قبل نحو 15 عاماً أحد من أقاربها، رغم حرص زوجها الكاتب الكبير لويس جريس على تأخير الجنازة رغبة منه فى أن يصل خبر موت زوجته لأى من عائلتها ليودعونها الوداع الأخير.