"السيسي" يمهل الرئاسة والمعارضة أسبوعا للوصول إلى توافق
يعتزم وزير الدفاع المصري الفريق أول عبد الفتاح السيسي، الدعوة خلال أيام إلى "حوار وطني بين القوى السياسية" المتناحرة، وذلك في أعقاب تصريحاته التي أكد فيها على أن الجيش "لن يظل صامتا أمام انزلاق البلاد في صراع يصعب السيطرة عليه"، وطالب القوى السياسية بالتواصل إلى "مصالحة حقيقية" قبل مظاهرات المعارضة المرتقبة الأحد المقبل، حسبما أفاد مصدر مقرب من الجيش المصري واسع الإطلاع.
وأوضح المصدر ذاته الذي طلب عدم الكشف عن هويته أن "وزير الدفاع يسعى بقوة من خلال دعوته هذه إلى إيجاد صيغة من التفاهم حول القضايا محل الخلاف لتجنب خطر المواجهات والعنف" المتوقع مع اندلاع مظاهرات الأحد المقبل، مضيفا أن هذه المبادرة طرحها السيسي على الرئيس مرسي خلال لقائه معه عصر اليوم.
وأوضح المصدر أن "المؤسسة العسكرية تتواصل مع كافة الأطراف لعدم الانجراف إلى العنف"، مشيرا إلى أن "الجيش أعطى مهلة للوصول إلى حل سياسي والوصول إلى تفاهمات سياسية قبل 30 يونيو الجاري لكن في حال وصول الأمر للمساس بالأمن القومي المصري فلن ينتظر الجيش وسيتدخل لصالح الوطن".
وتوقع أن تلقى دعوة السيسي للحوار "مباركة من مؤسسة الرئاسة على عكس دعوة الحوار التي أطلقتها المؤسسة العسكرية في نوفمبر الماضي علي خلفية الخلاف حول الإعلان الدستوري الذي صدر في ذلك الوقت ولم ترحب بها الرئاسة".
وقال وزير الدفاع المصري، في تجمع عسكري اليوم، قبيل لقائه ومرسي، إن الجيش المصري "لن يظل صامتا أمام انزلاق البلاد في صراع تصعب السيطرة عليه"، موضحا أن القوات المسلحة "تجنبت خلال الفترة السابقة الدخول في المعترك السياسي إلا أن مسؤوليتها الوطنية والأخلاقية تجاه شعبها تحتم عليها التدخل لمنع انزلاق مصر في نفق مظلم من الصراع أو الاقتتال الداخلي"، كما طالب القوى السياسية بـ"التوافق والمصالحة الحقيقية" قبل مظاهرات مرتقبة للمعارضة في 30 يونيو الجاري.
وأوضح السيسي في كلمة ألقاها اليوم الأحد خلال ندوة تثقيفية نظمتها القوات المسلحة بمسرح الجلاء للقوات المسلحة شرقي القاهرة، أن "القوات المسلحة على وعى كامل بما يدور في الشأن العام الداخلي دون المشاركة أو التدخل لأن القوات المسلحة تعمل بتجرد وحياد تام، وولاء رجالها لمصر وشعبها العظيم".
ولفت السيسي إلي أن "القوات المسلحة تدعو الجميع دون أى مزايدات لإيجاد صيغة تفاهم وتوافق ومصالحة حقيقية لحماية مصر وشعبها ولدينا من الوقت أسبوع (يقصد قبل انطلاق مظاهرات للمعارضة في 30 يونيو الجاري) يمكن أن يتحقق خلاله الكثير، وهى دعوة متجردة إلا من حب الوطن وحاضرة ومستقبله".
ومنذ الجمعة الماضي، يعتصم عشرات المصريين أمام مقر وزارة الدفاع بوسط القاهرة لمطالبة الجيش بالتدخل في الحياة السياسية والعودة لقيادة البلاد في ظل ما اعتبروه "فشل" الرئيس محمد مرسي في إدارة البلاد وتصاعد حالة الانقسام.
وتصاعدت حدة التصريحات "النارية" والاتهامات المتبادلة بين مؤيدي الرئيس المصري محمد مرسي ومعارضيه خلال الأيام القليلة الماضية والتي وصلت إلى حد التهديد.
وشهدت مظاهرة، الجمعة، التي نظمتها أحزاب إسلامية داعمة لمرسي بالقاهرة تحت عنوان "لا للعنف"، تصريحات حادة من قبل أنصار الرئيس حيث توعد أحدهم "بثورة إسلامية" في مقابل حراك المعارضة، ووصف آخر معارضيه "بالعرايا"، في مقابل وصف أحد المعارضين المشاركة في مظاهرات 30 يونيو ضد النظام الحالي بـ"الجهاد لإنقاذ مصر من خطر الإخوان المسلمين".
كما شهدت مظاهرة الجمعة انتقادات للمؤسسة العسكرية من أحد قيادات جماعة الإخوان المسلمين، الذي تحدث عن مسؤوليتها عن هزيمة مصر أمام إسرائيل في حرب يونيو 1967.
وتستعد قوى معارضة لمظاهرات تقول إنها ستكون ضخمة في 30 يونيو الجاري، الموافق للذكرى الأولى لانتخاب مرسي رئيسا لمصر، وذلك بهدف مطالبته بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، بدعوى "فشله" في إدارة البلاد، وسط مخاوف من اندلاع أعمال عنف مع المؤيدين.
الأخبار المتعلقة:
خبير استراتيجي: الجيش سينزل الشارع وفقا لرغبة الشعب وسيحقق مطالبه
عبدالله كمال تعليقا على بيان "السيسي": الجيش قطع الطريق على محاولات الإجراءات الاستثنائية
"الإخوان": خطاب "السيسي" يؤكد انحياز الجيش للشرعية الممثلة في الرئيس المنتخب
الحريري معلقًا على اجتماع مرسي والسيسي: لا مجال للتفاوض إلا على الرحيل
رئيس "التجمع": الشعب ينتظر استقالة "مرسي" ومحاكمته وليس إقالة الحكومة
بكري: مرسي أبلغ "السيسي" بغضبه من تصريحاته.. ووزير الدفاع: الجيش لن يقف صامتا
فرحة بين متظاهري الدفاع بعد بيان "السيسي"
عاجل| انتهاء لقاء السيسي بالرئيس مرسي
السيسي: لن نسمح بالتعدي على إرادة الشعب.. وليس من المروءة أن نصمت أمام ترويع أهالينا