«الوطن» تخوض مغامرة صيد «تماسيح النيل»
«الوطن» تخوض مغامرة صيد «تماسيح النيل»
نسج المصريون على مدار العصور الماضية أساطير متعددة عن تماسيح النيل، بدءاً من تسميتها بـ«الفك المفترس» و«وحش النيل»، ووصفوها بأنها من أشرس الحيوانات المفترسة، وتوسعت الأحاديث خلال الفترة الماضية عن التماسيح؛ فيقول البعض إن طول المصرية منها يصل إلى 30 متراً، وتنهش كل ما تقابله، وذلك تزامناً مع ظهور بعض التماسيح فى مجارٍ مائية بمحافظات مختلفة على غير العادة، وسط تأكيدات حكومية أن هناك من ألقاها فى تلك المجارى المائية، وأنها ليست مناطق تستوطنها.
رافقنا «وحدة البيئة» ليلة كاملة ورصدنا حياة «30 ألف وحش» فى «بحيرة ناصر»
«الوطن» خاضت مغامرة صحفية لكشف عالم التماسيح فى بحيرة ناصر، أكبر تجمع حصرى لتماسيح النيل فى مصر، والتعرف على خصائصها وطبيعة وجودها فى البحيرة، من خلال مرافقة وحدة التماسيح بوزارة البيئة فى رحلة لصيد التماسيح ليلاً، بغرض أخذ عينات من بعض التماسيح التى تنجح الوحدة فى اصطيادها، ومد الوزارة بها، بين الحين والآخر. الطريق إلى «أوكار التماسيح» بدأ بالتواصل مع الدكتور خالد فهمى، وزير البيئة، بحكم مسئولية الوزارة عن التنوع الإحيائى وحماية الطبيعة لمصر، ليصدر توجيهات مباشرة لوحدة التماسيح، وهم خبراء الحياة البرية المتخصصون بالتماسيح، والتابعون للوزارة، باستقبالنا فى مقرها بأسوان، ومرافقتنا لها فى رحلة بحثية عن التماسيح فى بحيرة ناصر. وبالفعل توجهنا إلى «عروس الجنوب» لنبدأ رحلة محفوفة بالمخاطر، للبحث عن 30 ألفاً من أصحاب «الفكوك المفترسة»، فى عقر دارهم بالبحيرة. وتكشف الرحلة إلى «أوكار التماسيح» عن خرافات فى الأساطير المنسوجة فى الخيال الشعبى عنها؛ فأكبر تمساح مصرى شوهد حتى اليوم لا يزيد طوله على 5 أمتار، كما أن الحوادث الموثقة جراء وجود التماسيح فى محيط الصيد بالبحيرة لا تزيد على حالتين فقط. ومؤخراً، اتجهت الحكومة لدراسة استثمار هذا العدد الهائل من تماسيح البحيرة، باعتباره ثروة قومية، وسط تقديرات أن القيمة الاقتصادية للتمساح البالغ من العمر عاماً واحداً تصل لأكثر من 1500 دولار.