بالفيديو| محرك "الباندا" في "صنع في مصر" يروي الكواليس: خسيت 10 كيلو
محرك الباندا مع مخرج الفيلم عمرو سلامة
محمد سلام: إرهاق "الماسكات" يظهر في السينما بعد يومين.. وعلى المسرح بعد 30 ليلة عرض
لعنة التحول إلى "باندا" أصابت "علاء"، وأصبح محاصرا داخل جسم كبير مغطى بـ"فرو سميك"، يلعب دور البطولة، ظنه الجميع في البداية "أحمد حلمي" لعدم تغير الصوت، إلا أنه كان شابًا نحيلًا زاده الدور نحلًا، فمكث "محمد سلام" داخل "الباندا" في فيلم "صنع في مصر" 40 يومًا دون توقف.
من فرقة الاستعراضات داخل أروقة كلية التجارة، نفد "سلام" إلى مسرح العرائس الذي شغفه حبًا منذ عرض المخصص للأطفال "الأبطال الثلاثة" من إخراج محمد كشك، الذي كان بمسرح البالون، لينتهي من رقصته الاستعراضية، ويقف يشاهد محركو العرائس "الماريونيت"، ويتابع حركاتهم، حتى هيأ له القدر أن يمتلك خيوطها بين يديه عندما تكرر غياب بعض المحركين، وطلب أن يمارس هو دورهم، وقد كان، حتى توالت العروض بالمسرح وصار هناك من يدعى "محمد سلام فنان عرائس".
حلمي كان بيساعدني في الأداء: "عاوزك تخاف أوي في المشهد ده"
ترشح "سلام" لدور "الباندا" في فيلم "صنع في مصر"، جاء من قِبل "شادي كشك" نجل المخرج الذي اكتشفه، ليذهب إلى مكتب النجم أحمد حلمي، لإجراء "بروفة" بسيطة وهو يرتدي "الباندا"، ويوافق على العمل رغم رؤيته أنه سيكون صعبًا، وظنه أنه سيؤدي مشهدين أو ما شابه، ليفاجأ بأنه سيلعب دور بطولة "من أول الفيلم لآخره".
لم تكن "الباندا" أو تلك الهيئة المعروفة بـ"الماسكات" أول تجربة لسلام من ناحية الهيئة، لكنه ارتدى "ماسكات" في عدة مسرحيات، منها "رحلة الشجعان، وفركش لما يكش"، وكليبات إحداها لفنان تونسي، منذ انضمامه إلى مسرح العرائس بالقاهرة، وتعييّنه به.
سلام: على الفنان إنكار نفسه عند ارتداء الماسك.. وإقناع نفسه بـ"أنا العروسة دي"
فقد سلام نحو 10 كيلو جرامات من وزنه، بعد الانتهاء من تصوير "صنع في مصر"، لكن ما أثار دهشته أكثر، أنه لم يستطع العودة إلى وزنه الذي كان عليه، وزاد نحو 2 كيلو فقط، وكأن "جسمي ثبت" لأن مدة التصوير كانت 40 يومًا، كما أفقدته مياه كثيرة من جسمه، وظهرت آثار الإرهاق والتعب عليه بعد يومين من التصوير، إذ يستغرق اليوم الواحد نحو 14 ساعة في التصوير، بينما العرض المسرحي قد يظهر الإرهاق بعد 30 ليلة عرض على سبيل المثال، لأن مدة العرض مرتديًا الماسك تكون لنحو نصف ساعة فقط.
يعتبر "سلام" دور "الباندا" من أهم أدوار حياته، لأن السينما لها سحرها، متمنيًا أن تعاد التجربة، خاصة أنه لم يتلقى عرضا مشابها، منذ الفيلم الذي عُرض في العام 2014، رغم عدم حبه لـ"الماسكات"، كونها أقل تقنيًا من "الماريونيت" أو "عرائس القفاز"، لأنه تحريكه أسهل، يقول: "جسمك كله بيساعدك تلعب الشخصية زي أي ممثل بشري"، لكن "الماريونيت" يحتاج تقنيات والحركة به محسوبة لأنه "حساس"، ولا يمكن لأي شخص إمساكها وتحريكها، "لكن الماسك ممكن أي حد يلبسه ويتحرك".
رغم عدم تفضيل سلام لـ"الماسكات"، إلا أن ما جعله يحب دور "الباندا" هو وجود تمثيل: "مش مجرد العروسة بتهزر وترقص، لكن كان في تمثيل وأداء"، كما كان يساعده الفنان أحمد حلمي: "كان مهتم بيّا جدا لأني أنا كنت حلمي في الدور ده"، وينبهه بتعليمات: "عاوز في الحتة دي تخاف أوي وريني كده ممكن تعمل إيه".
"يبدأ فنان العرائس من حيث ينتهي الممثل".. قاعدة يراها سلام وفناني العرائس، لشرح إمكانياتهم، فأي ممثل يمتلك أدواته كاملة في التمثيل، يمكنه أن يصبح فنان عرائس، فداخل العروسة أو عند تحريكها، يجب أن يكون فنان العرائس "مُنكرًا لذاته"، على حد تعبير سلام، فينسى نفسه تماما "أنا العروسة دي"، ويكون هناك تواصل مباشرة بين العقل والحجم الذي يرتديه، ولا يمر هذا التواصل على جسمي، حتى أجد نفسي أتحرك مثل الباندا في البيت أو عند الاستيقاظ أنهض من سريري على طريقتها: "فن العرائس من أصعب الفنون في الدنيا، بنقل روحي للعروسة، لو متنقلتش مش هيعجبك، وهتحس إن في كدب والموضوع هيكون زائف".