«فرانس برس»: أهالى «أبومسلم» يتفاخرون بقتل الشيعة
أعدت وكالة «فرانس برس» تقريراً عن مقتل 4 من الشيعة فى قرية مصرية، مشيرة إلى أن عدداً من أهالى قرية مصرية عبَّروا عن شعورهم بالفخر بعدما أقدم المئات من سكانها على الاعتداء على أربعة من الشيعة وضربهم حتى الموت وسحلهم بسبب انتمائهم المذهبى، فى أول اعتداء عنيف وكبير ضد الشيعة فى مصر بعد انتشار التحريض ضد هذه الأقلية مؤخراً.
ونقلت الوكالة عن الشيعى ضياء محرم قوله وهو يبكى: «إن شحاتة كان يحضر احتفالاً دينياً مع شيعة القرية بمناسبة ليلة النصف من شعبان».
وقال النجار ياسر يحيى لـ«فرانس برس»: «عندما علم الأهالى أن حسن شحاتة فى القرية طلبوا من صاحب المنزل تسليمه لهم، لكنه رفض، ما جعلهم يهاجمون المنزل». وأضاف أن «الأهالى أحضروا مطارق ضخمة وهدموا جزءاً من حائط المنزل وأخرجوا الشيعة واحداً تلو الآخر ثم قتلوهم ضرباً فى تلك الساحة»، مشيراً إلى ساحة كبيرة أمام ورشته شهدت واقعة السحل والقتل.
وقال مصمم الأثاث سامح المصرى: «حاولت إنقاذهم لكن الأهالى كانوا مصرين على قتلهم»، وتابع: «سحلوهم حتى مدخل القرية، لقد كانت لحظات بشعة».
وقال شهود عيان لـ«فرانس برس» إن مئات الأهالى كانوا يرددون «الله أكبر.. الله أكبر» و«الشيعة كفار» أثناء الاعتداء على الشيعة وسحلهم فى الشارع.
وهناك نحو عشرين أسرة شيعية فى قرية «أبومسلم»، ويتهم الأهالى القيادى الشيعى «شحاتة» بنشر المذهب الشيعى بين أهلها.
وقال أحد أهالى القرية لـ«فرانس برس»، طالباً عدم ذكر اسمه، إن «الغضب كبير ضد شحاتة لأنه تسبب فى اعتناق عدد من شباب القرية للمذهب الشيعى مؤخراً».
واستخدم أهالى القرية، ومعظمهم لا تبدو عليهم مظاهر التدين، كلمة «كفار» لوصف الشيعة أثناء حديثهم عنهم أمام مراسل «فرانس برس» الذى زار القرية.
ولم يُظهر الأهالى أى ندم أو خجل من الواقعة، بل إن شباب القرية راحوا يتبادلون فيما بينهم مقاطع فيديو لسحل الشيعة الأربعة بفخر وحماس واضح.
وقال المدرس محمد إسماعيل وهو يجلس أمام منزله: «نحن سعداء بما حدث، وكنا نتمنى أن يحدث منذ زمن».
ويتهم الشيعة الدولةَ فى مصر بعدم توفير الحماية لهم، خاصة من مضايقات وتحريض السلفيين مذهبياً ضدهم، كما يشكون تعرضهم لتحريض مذهبى علنى فى القنوات الدينية.
وقال بهاء أنور، المتحدث باسم شيعة مصر لــ«فرانس برس»: «أحمّل مرسى المسئولية كاملة لما حدث لأن هناك تحريضاً طائفياً مستمراً ضد الشيعة فى زاوية أبومسلم منذ أسبوعين ولم يتدخل أحد رغم إبلاغنا السلطات».
وأضاف «أنور»: «الدولة تتخاذل مع دعوات التحريض ضدنا بل وتتبناها، ما حدث نتيجة لتحريض منظم ضد الشيعة فى مصر وتشترك فيه الدولة»، مشيراً إلى أن «الشرطة لم تحمِ الشيعة المحاصرين رغم وجودها فى القرية».
وقال بائع الطيور عبدالله حجازى إن «الشرطة كانت موجودة خلال الاعتداء لكنها لم تتدخل لمنعه».
لكن اللواء عبدالعظيم نصر الدين، نائب مدير أمن الجيزة، قال لـ«فرانس برس»: «حاولنا التدخل لكن التجمهر الكبير للأهالى والشوارع الضيقة منعتنا من التقدم لتفريق الحشود». وتابع وهو جالس بين قواته خارج القرية: «الأهالى هاجمونا بالشوم والسنج ما اضطرنا للانسحاب».
وأكد اللواء نصرالدين أن «الشرطة نجحت فى إخراج 25 شيعياً من المنزل المحاصر وهو ما قلل من عدد الضحايا». وقال مصدر أمنى إنه «جرى تحديد هوية بعض المتسببين فى الحادث» والتحقيق جارٍ للتحرى والتأكد من تورطهم فى الأحداث.