بالصور| القصة الكاملة لـ"الهجمات الإلكترونية".. العالم ضد القراصنة
صورة أرشيفية
تفاجئ العالم مساء الجمعة، بتعرض العديد من الدول لهجوم إلكتروني استهدف مؤسسات وهيئات حكومية وخاصة، بواسطة برنامج معلوماتي خبيث.
وقال خبراء في الأمن المعلوماتي لعدد من وكالات الأنباء العالمية إن 99 دولة تعرضت لأكثر 45 ألف هجوم، ومن بين هذه الدول بريطانيا وروسيا وأوكرانيا والهند والصين وإيطاليا وإسبانيا وأستراليا وبلجيكا وفرنسا وألمانيا والمكسيك.
ويقوم البرنامج الخبيث المستخدم في الهجمات بإغلاق ملفات المستخدمين، ويجبرهم على دفع فديات مالية مقابل إعادة فتحها، تتراوح ما بين 300 إلى 600 دولار.
البداية في بريطانيا:
بدأ الانهيار التكنولوجي في وقت سابق، في بريطانيا عندما أصيبت أكثر من 40 منظمة صحية وطنية بما في ذلك المستشفيات وغرف الجراحات العامة بالفيروس.
وأشارت هيئة التأمين الصحي البريطانية إلى أن رسائل أجهزة الكمبيوتر تُظهر نصوص تحتوي على: "عفوا، قد تم تشفير الملفات الخاصة بك"، لافتة إلى أن القراصنة طلبوا فدية قدرها 230 جنيه إسترليني لاستعادة الوصول إلى جهاز الكمبيوتر وإلا فإن خطوط سوف تزول إلى الأبد".
وأضافت الهيئة أنه لا يمكنها تأكيد أن بيانات المرضى قد تم سرقتها أم لا في الوقت الحالي، وقالت إن الأطباء غير قادرين على الوصول ملفات المرضى وخاصة تلك لمخزنة على الانترنت، الأمر الذي يهدد حياة كثيرين.
ولجأ الأطباء في مراكز الرعاية الصحية المتأثّرة بالعطل إلى استخدام الورق والأقلام في عملهم، بعد تعطل جميع نظم الحواسيب والهواتف، وفقاً لصحفية "بلاكبول جازيت"، وهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".
وزارة الداخلية الروسية:
وفي روسيا، أعلنت شركة "MegaFon" الروسية أنها أغلقت عددًا من خوادم شبكتها الحاسوبية بسبب الهجمات الإلكترونية، مشيرة إلى أن الحواسيب هوجمت ببرمجيات خبيثة من نوع "ransomware"، والتي كنتيجة لها يطالب القراصنة بدفع مبالغ مالية للوصول إلى البيانات المشفرة عن طريق فيروس.
كما تعرضت أجهزة كمبيوتر وزارة الداخلية الروسية لهذا الهجوم، إلا أن الوزارة أعلنت في وقت لاحق تصديها لهذه القرصنة الإلكترونية، مشيرة إلى أنها لم تفقد أي معلومات أو بيانات.
وقالت متحدثة باسم وزارة الداخلية الروسية، إيرينا فولك، لوكالة "أنترفاكس" الروسية، إن حوالي ألف جهاز كمبيوتر في الوزارة تأثر بالهجوم الإلكتروني.
كما تأثرت شركة "فيديكس" متعددة الجنسيات من عملية القرصنة، وقالوا في بيان، إنهم "ينفذون خطوات علاجية"، وكان نظام السكك الحديدية الألمانية أيضًا قد تأثر بالهجوم.
وفي إسبانيا، تأثرت شبكة الهاتف المحمول "تيليفونيكا"، وشركة الطاقة "إيبيردرولا"، ومزود مرافق الغاز الطبيعي أيضًا من الفيروس، واتخذت بعض الشركات الكبيرة في إسبانيا خطوات وقائية لإحباط الهجمات.
وكالة الأمن القومي الأمريكية "المسؤولة" عن الهجوم:
تشير أصابع الاتهام إلى وكالة الأمن القومي الأمريكية، بأنها السبب الرئيسي وراء هذا الهجوم، بحسب ما قاله المتعاقد السابق بالوكالة، إدوارد سنودن، عبر حسابه الشخصي بموقع التدوينات القصيرة "تويتر".
واعتبر سنودن أن البرنامج الخبيث الذي اعتمد عليه القراصنة في شن الهجوم، كان متاحا على الإنترنت في 14 أبريل الماضي عبر جماعة القرصنة التي تطلق على نفسها اسم "وسطاء الظل"، التي ادعت العام الماضي أنها استولت على "أسلحة إلكترونية" من وكالة الأمن القومي الأمريكية.
كما حث سنودن الكونجرس الأمريكي للتحقق من درجة ضعف أنظمة التشغيل المستخدمة في المستشفيات في الولايات المتحدة، على خلفية الهجمات على المرافق الطبية في بريطانيا.
"ويكيليكس" يُحذر من الهجوم قبل شهرين:
وذكر موقع التسريبات الشهير "ويكيليكس" أنه كان قد حذر سابقًا من انتشار غير منضبط للبرمجيات الخبيثة من قبل الاستخبارات الأمريكية، وذلك في سلسلة نشراته "Vault 7"، حيث نشر في 7 مارس الماضي، أكبر عملية تسريب لوثائق سرية من وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية تحت مسمى "Vault 7".
هجوم إلكتروني "غير مسبوق":
في السياق ذاته، اعتبر جهاز الشرطة الأوروبية (يوروبول)، أن مستوى الهجوم الإلكتروني الدولي الذي يؤثر على عدد من الدول والمنظمات "غير مسبوق".
وقال "يوروبول" في بيان إن "الهجوم الأخير بمستوى غير مسبوق وسيتطلب تحقيقا دوليا معقدا لمعرفة المذنبين".
وأوضح أن المركز الأوروبي لمكافحة الجرائم المعلوماتية "يتعاون مع وحدات الإجرام الإلكتروني في الدول المتضررة والشركاء الصناعيين الكبار، لتخفيف التهديد ومساعدة الضحايا".