"أنور وجدي" فشل في الهروب إلى هيوليود ليصبح فتى الشاشة الأول
انور وجدي
جمع أنور وجدي، فتى الشاشة الأول، الذي اشتهر بتقديمه دور الشاب الثري المدلل في أعماله الفنية، بين موهبة التمثيل والتأليف والإخراج فكان أحد من ساهموا في صناعة السينما وتطويرها بتقديمه العديد من الأفلام الناجحة.
وكان يتطلع أنور وجدى، المولد في 11 أكتوبر 1904، إلى أن يصبح فنان يصل سقف طموحات الفنية إلى هوليوود، فقرر السفر إلى أمريكا وأقنع أصدقاءه الذين عملوا معه في الفرق الفنية الصغيرة التي كان يعمل بها، فتسللوا إلى باخرة في بورسعيد وتم ضبطهم ففشلت محاولة سفرهم.
فحاول إيجاد طريقة أخرى لتحقيق حلمه إلى أن وصول إلى الفنان يوسف وهبي لكي يعمل معه اي شيء حتى وإن لم يكن له علاقة بالتمثيل، فهو كان يُريد التواجد إلى جانب الممثلين لإيمانه بأن الفرصة ستأتي في يوم ما، وبالفعل عمل سكرتيرًا خاصًا ليوسف وهبي وكان يُسلم مواعيد التصوير إلى الفنانين، إلى أن أتيحت له الفرصة وشارك في عدد من المسرحيات بأدوار صغيرة، وفي يوم قرر يوسف وهبي الاستعانة ببعض الشباب للمشاركة في أدوار ثانوية في فيلمه الجديد فكان من بينهم أنور وجدي.
وبعدها قدم أدوار صغيرة في عدد من الأفلام مثل "أولاد الذوات، والدفاع" وحينها قرر الاتجاه للسينما وترك خشبة المسرح، وتوالت أعماله إلى أن أصبح فتى الشاشة الأول، وقدم العديد من الأفلام التي ظهر فيها بدور الشاب المدلل ابن العائلة الثرية، ليُقرر بعدها تقديم أدوار مختلفة.
عام 1945 اتجه أنور وجدي إلى عالم الكتابة والإنتاج، فكتب سيناريو فيلم "ليلى بنت الفقراء"، وقام بإنتاجه أيضاً واختار في دور البطولة ليلى مراد فكانت نجمة السينما المصرية وقتها، واختار المخرج كمال سليم لإخراج الفيلم إلا أنه توفي قبل إخراجه فقرر أنور وجدي الاتجاه إلى الإخراج أيضاً وحقق الفيلم نجاحًا كبيرا.
أشيع أن أنور وجدي شعر بالغيرة من كمال الشناوي، وأن الأخير في أحد اللقاءات انتقد وجدي وقال أن وزنه الزائد فى منطقة البطن، لم يُعد يُمكنه من القيان بدور الشاب، وهو ما أحزن أنور وجدي كثيرا ليعاتب بعدها الشناوي ويخبرة أن زيادة وزنه ترجع إلى معانته مع المرض، ما جعل الشناوي يبكي ويعتذر له كثيراً ومن وقتها بدات علاقة الصداقة بينهما.
وتقديراً لدور أنور وجدى فى ازدهار السينما أنتج الفنان كمال الشناوي عام 1961 فيلمًا قام ببطولته يروي قصة حياة الفنان أنور وجدي، وقدمت فيه الفنانة صباح دور ليلى مراد، وظهرت فيه ليلى فوزى بشخصيتها الحقيقة.
عُرف عن أنور وجدي أنه كان يرغب في تكوين ثروة نظرًا لأنه عاش فترة عصيبة فى بداية حياته فلم يكن يجد وقتها طعامًا يأكله، ويقال عنه أنه كان يدعي الله بأن يحصل على مليون جنيه "وهو مبلغ ضخم للغاية في ذاك الوقت"، وأن يعطية الله أمراض الدنيا كلها، ويبدو أن أبواب السماء كانت مفتوحة فاستطاع أنور وجدي تكوين ثروة كبيرة وصلت إلى نصف مليون جنيه، وأكثر لكنه عاش يعاني من أمراض الكلى وسرطان المعدة.
،
وتوفى أنور وجدى فى 14 مايو عام 1955 أثناء علاجه بالسويد قبل أن يكمل عامه الـ51 بعد صراع طويل مع المرض.