صورة أرشيفية
تُعرف مصر دومًا بأنها "هوليوود الشرق"، نظرًا لما لها من تاريخ طويل في صناعة السينما والدراما العربية، إلى جانب كونها موقعًا متميزًا لتصوير الكثير من الأفلام العالمية، بسبب المشاهد الطبيعية والتاريخية التي تتواجد في محافظات مصر المختلفة.
منذ الخمسينيات اعتاد نجوم السينما العالمية زيارة مصر من أجل تصوير أفلامهم، خاصة تلك التي تتعلق بالحضارة الفرعونية، ولكن خلال السنوات الأخيرة خرجت مصر من خريطة الدول العربية الجاذبة لصناع السينما العالمية، وباتت تتصدر دول أخرى المشهد، أبرزها دولة المغرب، ومدينة دبي الإماراتية.
وحول معرفة سبب ابتعاد مصر عن المشهد، واتجاه نجوم "هوليوود" إلى المغرب لتصوير أفلامهم، حتى تلك التي تتناول الحضارة الفرعونية، وكان آخرها فيلم "المومياء" بطولة النجمين توم كروز، وراسل كرو، الذي سيعرض في 9 يونيو المقبل، تواصلت "الوطن" مع عدد من الجهات المسؤولة عن الأمر.
في البداية قال الدكتور خالد عبدالجليل، رئيس جهاز الرقابة على المصنفات الفنية، إن هناك العديد من الأمور التي تُعيق تسهيل استخراج تصاريح تصوير الأفلام الأجنبية في مصر.
وأكد "عبدالجليل" أن الجهاز والقائمين على صناعة السينما، وعددا من الجهات الأخرى طالبوا رئاسة الوزراء بضرورة حل معوقات استخراج تصريحات تصوير الأفلام الأجنبية في مصر، من خلال توفير "الشباك الواحد"، حيث يحصل من خلاله المنتج أو الشركة المندوبة على كل التصاريح اللازمة وإنهاء كل الإجراءات المتعلقة بعمله من خلال هذا الشباك.
وقال عبدالجليل إنه طالب بتواجد هذا الشباك في المركز القومي للسينما، على أساس أن هناك أمرين متعلقين بإجراء استخراج التصوير، وهما موافقة الرقابة، والموافقة الأمنية على دخول معدات التصوير في الجمارك.
وأضاف: "سارعت خلال الفترة الماضية بإنشاء وحدة داخل المركز القومي للسينما، مهمتها الأساسية تنشيط تسهيلات تصوير الأفلام الأجنبية، وهي وحدة محترمة جدًا تضم جميع الشركات العاملة في تصوير الأفلام الأجنبية في مصر بحيث تتكاتف لتشجيع تصوير الأفلام الأجنبية في مصر".
وشهدت مدينة الغردقة تصوير آخر فيلم أجنبي على أرض مصر، عام 2014، وهو فيلم A Hologram for the King، بطولة توم هانكس، ليدخل ضمن قائمة العديد من النجوم الذين وجدوا في أرض الفراعنة صورا جذابة ومساعدة لنجاح أفلامهم.
في السياق ذاته، قال السفير صلاح الدين عبدالمقصود، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، وهي الجهة المسؤولة عن استخراج تصاريح تصوير الأفلام الوثائقية في مصر، إنه لا توجد معوقات لتصوير الأفلام الأجنبية في مصر، مشيرًا إلى أن هناك أبعادا أخرى تتعلق باستخراج تصريحات لتصوير أفلام روائية طويلة في مصر.
وأكد "عبدالمقصود" في تصريح خاص لـ"الوطن"، أنه لا يمكن للدولة منح تصريحات لتصوير أي فيلم بصورة عامة، خاصة وأنه ربما يكون هناك أفلام بها أمور مدسوسة تُسيء بشكل كبير لمصر.
وتابع: "استخراج تصوير فيلم أجنبي طويل في مصر يتطلب تقديم الشركة المنتجة لنسخة من السيناريو، أو تصور حول قصة الفيلم، حتى يتم مراجعتها للتأكد من عدم وجود أمور تُخالف القيم الدينية أو الاجتماعية للمجتمع المصري".
وشدد رئيس الهيئة العامة للاستعلامات على أن مصر لا تُمانع استخراج تصريحات لتصوير أفلام أجنبية في مصر، ولكن كل فيلم وله ظروفه.
وأوضح عبدالمقصود أن صناعة السينما حاليًا باتت عملية عرض وطلب، لذلك ربما يُفضل صناع السينما العالمية المغرب عن مصر لأمور إنتاجية، نظرًا لأن التصوير في المعابد الفرعونية والأماكن الأثرية قد يكون أمرا مُكلفا على المنتجين.
تشير الإحصاءات السنوية للسينما المغربية خلال عام 2015، إلى أن عدد الأفلام الأجنبية المصورة في المغرب وصلت لـ20 فيلما طويلا، ووصلت الميزانية الإجمالية لتصوير 20 فيلما في المغرب إلى 143 مليونا و729 ألف درهم.
كما أقامت المغرب استديوهات للتصوير السينمائي في مدينة "ورزازات" أصبحت تنافس الاستديوهات العالمية، وتم بناء ديكورات لمعابد وآثار فرعونية.
تعليقات الفيسبوك