أول اختبار «قيادة»: على جنب يا أسطى.. الثورة باظت مننا
غابت القيادة عن الثورة وعادت إلى نقطة الـ«صفر»
بعد سنوات طويلة من انعزال الشباب عن المشاركة السياسية قامت ثورة 25 يناير، تنفس المصريون الصعداء واعتبروا الثورة رداً من الشباب على اتهامهم بالسلبية، قامت الثورة وخلعت نظاماً كان جاثماً على الصدور، لكن سرعان ما ضاعت وتاه أصحابها وتشتتوا ين التكتلات والائتلافات والروابط السياسية التى كونوها، كل منها كانت له أغراض ومطالب مختلفة، وفى حين رأى بعض الخبراء السياسيين أن شباب الثورة لم يكن لديهم وعى كاف وخطوات محسوبة، رد الشباب الثورة بقولهم «احنا نجحنا فى خلع نظام لكن الثورة اتخطفت».
قبل الثورة لم يكن محمد فتحى مشاركاً فى الحياة السياسية، ولا منتمياً لأى حزب سياسى ولا متابعاً للأحداث إلا عن طريق موقع الـ«فيس بوك» فقط، لكن بمجرد أن قامت الثورة شارك فيها على أمل أن تفتح آفاقاً جديدة للشباب: «إحنا عملنا ثورة، فجرنا حالة الغضب اللى كانت موجودة فى الشارع وقتها نتيجة تراكمات 30 سنة، لكن مفيش حد كان عنده طموح فى إنه يمسك منصب سياسى لأننا غير مؤهلين لده، احنا نتاج تعليم فاشل وعشان كده ثُرنا على النظام».
صنف محمد السعيد، منسق «تكتل الشباب» حالة الميدان وقت اندلاع الثورة: «الشباب فى الميدان كانوا نوعين: شباب بيلبى النداء وقف مع الثوار، لأن الأهداف والمطالب كانت واحدة، وشباب سياسى بيمثل أكثر من حزب وفصيل»، واصفاً الاثنين بأنهما كان لديهما صبر وقوة تحمل وعدم استعجال للنتائج لكن هناك عوامل ساعدت على فشل الثورة: «الإخوان كانوا أكبر شوكة فى ظهر الثورة، سعوا لتحقيق مصالح شخصية، ولا يعيب الشباب الذين قاموا بالثورة سوى أنهم لم يكونوا مخططين بشكل جيد لما بعد التنحى».
شارك محمد عز الدين فى ثورة يناير، ويرجع لها الفضل فى توعية الشباب بالحياة السياسية: «ثورة يناير درس سياسى كبير اتعلمنا منه، قبلها كنا منفصلين تماماً مش سلبيين بسبب اللى كان بيحصل»، لكنه اعترف بأن الشباب فشلوا فى العمل السياسى بعد الثورة لتفرقهم وتشتتهم فى روابط وتكتلات عديدة. يرى عمرو هاشم ربيع، نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أنه لا بد من معالجة المشاكل الخاصة بالشباب حتى يتكون لديه وعى سياسى، لا بد من القضاء على مشكلة البطالة والإفراج عن الشباب المحبوسين سياسياً حتى يتم تخفيف الغل الموجود داخل نفوس بعض الشباب، ويقيم «ربيع» تجربة الشباب فى الثورة بالجيدة: «الثورة فشلت بس مش بسبب الشباب، فشلت بسبب السلطة اللى قمعت طموح الشباب وقتها، لو الشباب كان عندهم خبرة سياسية كافية ماكانوش خرجوا من الميدان».
ضعف المؤسسية والحياة الحزبية يضعها الدكتور معتز بالله عبدالفتاح، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أحد أهم الأسباب التى أدت إلى عدم وجود خبرة سياسية كافية لدى الشباب، وبالتالى عدم الاستفادة من قدراتهم: «السن مش مرتبط نهائياً بالخبرة»، أما تجربة الشباب خلال ثورة يناير، فيرى أيضاً أن الشباب كان ينقصه الكثير من الخبرات السياسية: «الشباب كان عندهم نقص فى الخبرات حتى بعد التنحى كان صعب عليهم يختاروا منصب رئيس الوزراء كانوا بيقترحوا أسماء قديمة هما مش عارفينها، مع إن كان فيه قيادات من التيارات الثورية، الشباب نجحوا فى تفجير الثورة ولكن فشلوا فى إدارتها بسبب غياب التنظيم».