رؤساء جامعات: نفتقد تسويق الأبحاث.. وعوائدها يمكن أن تحل أزمات كثيرة
أحد نماذج برمجة المحاكاة
أكد عدد من رؤساء الجامعات أن أزمة تفعيل الأبحاث ومشروعات التخرج فى الجامعة أساسها افتقاد ثقافة التسويق، التى يمكن أن تمنح هذه المشروعات دفعة قوية، وتخرج بها إلى النور، وأشاروا إلى أن عوائد تسويق تلك المشروعات سواء لدى القطاع الخاص أو فى الخارج، يمكن أن تسهم فى حل الأزمات المالية للجامعات، مع الاحتفاظ بحقوق الملكية الفكرية للطلاب والباحثين والخريجين.
رئيس «المنصورة»: نرصد ميزانيات لتسويق المشروعات المهمة.. ولا بد من ربطها بالواقع الصناعى.. والجيش تبنى فكرة طالب عن كشف الألغام
وقال الدكتور محمد حسن القناوى، رئيس جامعة المنصورة، إن الجامعة تمنح البحث العلمى أهمية كبرى، وترصد له أعلى الميزانيات التى تتيح للطلاب وأعضاء هيئة التدريس والخريجين تطبيقه على أرض الواقع فى مصر، وأضاف لـ«الوطن» أن جميع مشروعات البحث العلمى للطلاب تحفظ فى أمانات الجامعة بأسمائهم، وذلك بعد تسجيل براءة الاختراع له بأسماء أصحابها، مشيراً إلى أن المشروعات ذات الأهمية هى التى ترتبط بأرض الواقع، وتكون ذات أهمية واستفادة للمجتمع، ترصد لها الميزانيات المالية من الجامعة، إضافة إلى أنه يتم تسويقها مباشرة للجهات المختصة بعد الانتهاء منها، وذلك بالتنسيق مع صاحب المشروع البحثى، وتابع قائلاً: «مثل مشروع لطالب فى كلية الهندسة عن اختراعه لجهاز يكشف عن الألغام فى باطن الأرض وتم التنسيق مع القوات المسلحة التى احتضنت فكرة الجهاز وصممته».
وطالب رئيس جامعة المنصورة بضرورة ربط البحث العلمى فى مصر بالواقع الصناعى الموجود بكل نطاق يحيط بأى مركز أبحاث موجود فى مصر، سواء بالجامعات أو المراكز البحثية التابعة لبعض الجهات، وأضاف أن حقوق الملكية الفكرية محفوظة لكل مخترع بالجامعة وأى جامعة مصرية، عن طريق مراكز تسجيل الملكية الفكرية بالجامعات بالتنسيق مع أكاديمية البحث العلمى، وأكد «القناوى» أن بعض الجامعات المصرية تفتقد تسويق الأبحاث ونشرها خارج حدود الجامعات، خاصة فى الخارج، مشيراً إلى أن آليات النشر للأبحاث ينقصها بعض المعايير التسويقية الجيدة التى ممكن أن تصبح من أهم الموارد المالية التى تساهم فى سد العجز المالى لدى بعض الجامعات.
وقال الدكتور عبدالناصر سنجاب، نائب رئيس جامعة عين شمس لشئون الدراسات العليا والبحث العلمى، إن الجامعة بدأت فى تنفيذ مخطط زيادة الأبحاث العلمية للطلاب الدارسين والخريجين بالجامعة منذ عامين، خاصة فى كلية الصيدلة، مشيراً إلى أن الجامعة رصدت ميزانيات ضخمة لمشروعات الأبحاث العلمية للطلاب والخريجين لحثهم على العمل البحثى، مضيفاً أن هناك لجنة تعقد دائماً من أعضاء هيئة التدريس بالجامعة وبعض الجامعات الأخرى لمناقشة الأبحاث الجادة التى تنفذ على أرض الواقع ومن ثم اعتمادها وتخصيص الميزانية المناسبة لها.
وأكد «سنجاب» أن الجامعة تتعاون مع أصحاب المشروعات البحثية من أجل تسويقها خارج الجامعة، خاصة فى مشروعات الأبحاث الدوائية الخاصة بكلية الصيدلة والعلوم، مشيراً إلى أن الجامعة تسعى حالياً لأن تتبنى تنفيذ العديد من الأبحاث العلمية فى صناعة الدواء وتسويقها للخارج.
وتابع نائب رئيس جامعة عين شمس لشئون الدراسات العليا، أن تسجيل براءة الاختراع للأبحاث العلمية موجود بكل جامعة مصرية، بشرط جدية البحث وارتباطه بالواقع المعاصر لظروف واحتياجات الدولة، نظراً لكثرة مشروعات الأبحاث التى ينتجها الطلاب، منوهاً إلى أن عنصر اختيار نوع البحث وظروفه هى من أهم المشكلات التى تواجه الطلاب فى اختيار الأبحاث وتطبيقها، وطالب «سنجاب» بأن يتحول البحث العلمى فى مصر إلى بحث علمى خدمى للمجتمع وتطبيقى للواقع، واستطرد قائلاً «البحث العلمى فى المجتمع يناقش مشاكل الطرق والدواء والغذاء، وأتمنى أن يكون تطوير وحل جميع مشاكلنا عن طريق الأبحاث العلمية، وتشجيع الطلاب على المعايشة الميدانية لما يقدمونه من أبحاث تفيد مجتمعاتهم مثل الغرب».
وقال الدكتور ماجد نجم، القائم بأعمال رئيس جامعة حلوان، إن الهدف من إنشاء الجامعة هو تنمية وخدمة المجتمع المصرى عن طريق البحث العلمى، مضيفاً أن جامعة حلوان هى تطبيقية عملية، وذلك لأن كثيراً من مشروعات التخرج تنتجها الكليات العملية، مثل هندسة حلوان وهندسة المطرية وكليتى الحاسبات والمعلومات والفنون التطبيقية ويؤخذ بها على أرض الواقع، وأكد «نجم» أن المشروعات البحثية التى ينتجها طلاب الكليات العملية يتم تسويقها خارج أسوار الجامعة لقطاع الأعمال «العام والخاص»، حيث تتم الاستفادة منها فى سوق العمل، مشيراً إلى أن هناك تنوعاً فى إنتاج مشروعات التخرج بالجامعة، من حيث ما يمكن الاستفادة منه على أرض الواقع وتطبيقه عملياً، مثل مشروعات كلية الهندسة والحاسبات والمعلومات، وهناك ما لم تكن له أهمية ويؤرشف داخل الجامعة ويحفظ فى سجلات الأبحاث بالجامعة، مؤكداً أن حقوق الملكية الفكرية محفوظة لكل مشروعات التخرج، ويتم تسجيلها بأكاديمية البحث العلمى بعد أخذ الموافقة عليها من الجامعة، ونوه «نجم» بأن الجامعة تتبنى حالياً فكرة تسويق مشروعات التخرج ذات الأهمية نيابة عن الطلاب، خارج حدود الجامعة، مثل مشروعات التخرج لطلاب الهندسة عن تكنولوجيا هندسة السيارات، حيث تم تسويقها فى أمريكا وسنغافورا».