"الانتخابات الإيرانية" خارج التوقعات.. وخبير: المنافسة ضارية
رئيسي وروحاني
ساعات قليلة، وتبدأ الانتخابات الرئاسية الإيرانية 2017، في دورتها الثانية عشر، والمقررة في 19 مايو الجاري، تزامنا مع الدورة الخامسة لانتخابات المجالس البلدية والقروية والانتخابات التكميلية لمجلس الشورى الإسلامي.
منذ فتح باب الترشح في 11 إبريل الماضي، وأثير جدل كبير بشأن الانتخابات بدأ بتقدم أكثر من 800 شخص للترشح، بينهم سياسيون ورجال دين وعمال بناء وأشخاص غير معروفين وليس لديهم سوابق سياسية مع شعارات انتخابية غريبة، وسط احتجاجات من شخصيات ومسؤولين وصفوا سياسية الترشيح بأنها حولت العملية الانتخابية إلى "سخرية" أمام العالم، حسمته وزارة الداخلية بإعلان 6 متنافسين فقط بالانتخابات الذين وقع عليهم الاختيار في مجلس صيانة الدستور، وهم "حسن روحاني، وإبراهيم رئيسي، ومحمد باقر قاليباف، وإسحاق جهانغيري، ومصطفى هاشمى طبا، ومصطفى مير سليم".
محمد محسن أبو النور: شبه انقلاب مكتمل الأركان في الخريطة الإنتخابية الإيرانية
ولكن الأمر لم يخلو من الجدال، حيث ساهم في تأجيج ذلك استبعاد الرئيس السابق أحمدي نجاد، من السباق رغم تقدمه بأوراق الترشيح، حيث أعلن مجلس صياغة الدستور ذلك إلى أن الأمر يتعلق بقضايا الفساد المالي التي تلحق بأحمد نجاد فيما يتعلق بالموازنة العامة.
وقال الدكتور محمد محسن أبوالنور، الخبير في الشؤون الإيرانية، إن خوضه كان يعني مخالفة للمرشد الأعلى علي خامنئي، الذي نوه بشكل غير مباشر بعدم رغبته في ترشح "نجاد"، ما كان سيمثل شكلا من أشكال الانقلاب على شكل الدولة كون خامنئي يُعتبر كبير الدولة.
ولم يخمد الجدال الإيراني بعد ذلك، فقبل ساعات قليلة من الصمت الانتخابي، المقرر في 17 مايو الجاري، أعلن المرشح محمد باقر قاليباف المحسوب على التيار المحافظ، انسحابه لصالح المرشح رئيسي، يوم الاثنين الماضي، وبعد يوم واحد أعقبه المرشح الإصلاحي إسحاق جهانجيري، انسحابه لصالح روحاني.
وفي الساعات الأولى من صباح اليوم، انسحب أيضا المرشح سيد مصطفى مير سليم، الذي يعدّ من السياسيين المحافظين المتشددين، من سباق الانتخابات الرئاسية في إيران، لصالح المرشح إبراهيم رئيسي.
خبير الشئون الإيرانية: روحاني يخشى تزوير الانتخابات لصالح رئيسي.. و"هاشيمي" فرصه ضعيفة
وهو ما قصر المنافسة الرئاسية على 3 مرشحين فقط، قبل ساعات من توجه المواطنين لصناديق الاقتراع، وهم "روحاني، ورئيسي، وهاشيمي"، ما يعني أن المنافسة ستكون حامية وأن الفوز ليس سهلا على الإطلاق، بحسب ما قاله أبوالنور.
وقال في تصريح لـ"الوطن"، إن تلك الانسحابات المتعددة هدفها التكتل السياسي للفريقين المتنافسين الإصلاحيين والمحافظين، وهو ما قلب الموازين في الأسبوع الأخير بالانتخابات، ووصف الأمر بأنه "شبه انقلاب مكتمل الأركان في الخريطة الانتخابية"، مشيرا إلى أن الأمر نفسه حدث من قبل في إيران بالانتخابات الرئاسية الماضية عام 2013.
الرئيس الحالي حسن روحاني، كان الخيار الأرجح للمرشد خامنئي والمجتمع الإيراني منذ بداية الانتخابات وحتى قبل الأيام الخمسة الماضية، قبل أن يتفاجئ الجميع بالظهور القوي لإبراهيم رئيسي عبر الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، إلى أن توالت الانسحابات لصالحه، وبذلك أصبحت فرص فوزه أكبر، على حد ما أورده الخبير في الشئون الإيرانية، مرجحا أن تحسم الانتخابات من الجولة الأولى.
وتابع أن المرشح الإصلاحي هاشمي غير المنسحب حتى الآن لا حظوظ له بالمرة، مشيرا إلى أن آخر استطلاع للرأي نشره مركز "إيسبا" الإيراني، حصل فيه روحاني على نسبة 47%، ورئيسي على 27%، ومنح هاشمي 1.2% من الأصوات، ولأن أصوات الناخبين الإيرانيين تبلغ نحو 56.4 مليون صوت؛ فإن نصيب الأخير يبلغ "نظريا" نحو نصف مليون صوت.
وعلى الرغم من الشعبية الجارفة لروحاني في طهران، وإصرار الناخبين الشبان وطبقة التكنوقراط والمتعلمين والجامعيين على انتخابه، إلا أن رغبة المرشد في تصعيد رئيسي قد تتجاوز رغبة الشارع في تحديد اسم الرئيس الإيراني القادم، في رأي أبو النور، لافتا إلى أن "هناك مؤامرة كبرى على روحاني" يعرفها ويدرك أبعادها جيدا، وهو ما يتضح من خلال لهجة أحاديثه الصحفية وبياناته الإلكترونية، والذي يحاول من خلاله أن يحتمي بالشعب لإنقاذه من محاولة التلاعب بالنتيجة، حيث طالب الحرس الثوري والباسيج بالابتعاد عن السياسة وعدم التدخل في نتيجة الانتخابات.