الأهالى يشكون ارتفاع الإيجارات ويطالبون بتملك الوحدات
أهالي الأسمرات
برغم كل سبل الحياة التى تم توفيرها للأهالى فى مدينة الأسمرات، بداية من التجهيز الكامل للوحدات السكنية إلى الخدمات المدعمة التى تشمل كل جوانب المعيشة، إلا أن بعض المشكلات ظهرت خلال الأشهر الماضية، فى مقدمتها مشكلة الإيجار البالغ قيمته 300 جنيه شهرياً والذى ترفض بعض الأسر سداده.
«أبومحمد»: «صحيح حصلت نقلة فى حياتى.. لكن ده مش مبرر أدفع 300 جنيه فى الشهر»
سامح مغاورى، شاب ثلاثينى، قدم إلى الأسمرات قبل 5 أشهر وترك محل إقامته بهضبة الدويقة، هو أحد المعترضين على قيمة الإيجار، يقول: «مش بندفع الإيجار الشهرى من وقت ما وصلنا هنا، لأننا معترضين عليه وعايزين القيمة تقل لـ100 أو 150 جنيه بالكتير»، يقول إنه يحصل على يومية 100 جنيه نظير عمله فى مصنع ألومونيا، إلا أن بعض الأيام يضطر إلى المكوث فى منزله بسبب «قلة الشغل» بحسبه، وبالتالى يعانى من ظروف معيشية صعبة: «أنا مش متعاقد مع المصنع، بنشتغل باليومية، ولو مفيش شغل بقعد فى البيت من غير مرتب، وبالتالى 300 جنيه شهرياً كتير عليا، خاصة إن الحياه صعبة وغالية»، لديه 4 بنات «منى، رحمة، بسنت، ومريم»، الأسرة كلها سعيدة بالحياة فى الأسمرات كما يؤكد، إلا أن مشكلة الإيجار قد تدفعهم للرحيل، يضيف: «البيئة حلوة ومفيش حاجة وحشة، وحاسس بأمان على بناتى، بعكس ما كنت ساكن فى الدويقة وخايف عليهم من المشاكل والبلطجة، لكن مش هقدر أدفع 300 جنيه، ودى مشكلة بتقابل جيران كتيرة غيرى لأن معظمنا على باب الله».
سيد سيد عبدالرحمن، أحد الذين انتقلوا حديثاً للأسمرات، لم يمر عليه سوى أسبوعين فقط، يعترض هو أيضاً على الإيجار الشهرى: «أنا وافقت آجى هنا لأن الحياة حلوة زى ما عرفنا من جيرانا اللى نقلوا، لكن فى بيتى القديم كنت عايش بدون إيجار فى شقة ملك، ليه أدفع هنا 300 جنيه»، لدى «سيد»، البالغ من العمر 35 عاماً، 3 أبناء هم «سعيد، إسراء، وحميدة»، كانوا يقيمون فى منشأة ناصر ويعمل هناك بأحد المطاعم، لكن مشكلته لم تتوقف عند الإيجار فحسب، حيث يريد أن ينقل عربة الفول التى أصبح يعمل عليها حالياً من الدويقة إلى الأسمرات: «طبعاً الجهاز رافض، ولو جبت العربية وحطيتها جنب البيت واشتغلت عليها هيشيلوها لأنهم مانعين حد يعمل نشاط فى الشارع». الست نبوية، التى تسكن بصحبة والدتها العجوز، و4 أبناء، تريد هى الأخرى أن تضع «عربة حمص» أمام شقتها بالطابق الأول من إحدى العمائر بالأسمرات، لكنها تشكو من أن جهاز المدينة يمنعها من ذلك: «قالولنا عايزين نضافة، والحاجات دى هتبوظ شكل المدينة، طيب أنا كنت ببيع حمص فى مكانى القديم بمنشأة ناصر، وعايزة أبيع هنا.. أعمل إيه؟».
على رصيف مواجه لأحد ملاعب كرة القدم بالأسمرات، كان يجلس «أبومحمد» بجوار صديق عمره «أبوحسام»، كلاهما يرتدى جلباباً صعيدياً ويمسك فى يده عصا، قدما إلى المدينة بعد 45 سنة فى منشأة ناصر، يقول «أبومحمد»: «الإيجار كتير عليا، وأنا شغال عامل معمار، يوم فيه شغل وعشرة مفيش، أدفع منين، قررنا ماندفعش لو استمر الإيجار 300 جنيه»، يعترف بأن ثمة نقلة كبيرة حدثت له ولأسرته المكونة من زوجة و6 أبناء، منهم 3 أولاد و3 بنات، لكن ذلك لا يبرر أن يدفع الإيجار المقرر حسب قوله: «صحيح كنت فى عشش صفيح جنب سيدنا الحسين، ونقلت منشأة ناصر من أيام عبدالناصر، ولما جينا هنا فى تحيا مصر حسينا إن الحياة أحسن فعلاً، لكن إحنا مش هناكل ونشرب من الملاعب ومراكز الصحة والحدائق»، يقاطعه صديقه «أبوحسام» الذى يعول 5 أبناء جميعهم بمراحل تعليمية مختلفة، قائلاً: «إحنا فقرا قوى زى ما قال الريس السيسى فى خطاب له، وشايلين مصر على دماغنا، وحارسين المدينة، ولو شفنا حد بيعمل حاجة غلط بنزعق فيه علشان كل حاجة تفضل جميلة زى ما هى، بس ياريت يخفضولنا الإيجار ويملكونا المحلات اللى موجودة هنا»، عدد المحلات يبلغ 281 محلاً، لكن لم يتم توزيعها بين الأهالى حتى الآن، يريد «أبوحسام» واحداً منها: «أى محل أبيع وأشترى فيه وأجيب مكسب، بدل ما أنا متشحطط باليومية على باب الله».