ميمي شكيب.. سيدة حرف الراء التي ماتت على طريقة سعاد حسني
ميمي شكيب
مثل السندريلا سعاد حسني، جاءت نهاية ميمي شكيب عبر سقوطها، أو رميها من نافذة منزلها في 20 مايو 1983، ولم يتم اتهام أحد وأغلقت القضية ضد مجهول، وجاء ذلك أعقاب اتهامها في إدارة شبكة منافية للآداب بشقتها ومعها مجموعة من الفتيات.
تلك السيدة التي كانت مثالا للإغراء في عصرها، وإحدى أيقونات مسرح نجيب الريحاني، ودلوعة فرقته، والتي كانت ملامحها تمتلئ بالجرأة والاقتحام، زاد تلك الجرأة طريقة نطقها لحرف الراء بتحويله "غين"، ولأننا مصابون بعقدة الخواجة، فقد صار هذا النطق من سمات الإثارة في الأنثى لدينا.
انقلبت حياتها بعد وفاة والدها، وتم حرمانها من الميراث هي وشقيقتها زوزو شكيب، بسبب رفض والدتهما العيش مع أهل زوجها وترك بناتها لها، فبحثت عن عمل، لتصبح بعد ذلك ساحرة الوسط الفني.
شهد تاريخها الفني غلبة أدوار الشر بفعل ملامحها الحادة، ربما باستثناء دور شهير لها مع زوجها، سراج منير، والفنان زكي رستم في فيلم "معلهش يا زهر"، لكنها حتى في هذا الدور كانت أيقونة إغراء من زاوية أخرى، عبر تلميح زملاء زوجها في العمل، بأن زوجته على علاقة بمديره.
ظهرت "ميمي" في دور الفتاة اللعوب في فيلم "فاطمة" مع أم كلثوم عام 1946.
وكانت زوجة الأب الشريرة في "ساعة لقلبك" مع شادية وكمال الشناوي عام 1950.
وفي "الحموات الفاتنات" قامت بدور حماة شيك تحاول أن تزن كفة ماري منيب الشعبية في هذا الفيلم، حيث كانت الاثنتان في صراع حامٍ على السيطرة على منزل الزوجية الجديد الخاص بابنة ميمي وابن "ماري".
وفي "دعاء الكروان" أدت واحدا من أشهر أدوارها، حيث لعب دور "زنوبة المخدماتية" التي تقدم الخادمات للمهندس الزراعي، وقد حازت عن دورها في الفيلم جائزة أفضل ممثلة دور ثاني.
مشوار ميمي شكيب السينمائي بدأ في عام 1934 بدور صغير في فيلم "ابن الشعب" ثم فيلم "الحل الأخير" في العام التالي وتعددت بعد ذلك أدوارها، وكان آخر أفلامها "طائر على الطريق" و"حدوتة مصرية" ثم "الذئاب" عام 1983 حيث وافتها المنية.
جمعتها قصة حب كبيرة بالفنان سراج منير، شهدت الكثير من المفارقات تارة رفض أهلها لهذا الزواج وتارة رفض أهله، حتى انتصر الحب وتزوجا، واستمر زواجهما طويلا حتى وفاته، ولم تتزوج بعده أحدا.