إعلاميون وصحفيون: «مرسى» ضاق ذرعاً بالنقد.. وسيتجه لإحالة إعلاميين إلى محاكمات استثنائية
انتقد عدد من الإعلاميين والصحفيين الهجومَ الذى شنه الرئيس محمد مرسى، فى خطابه مساء أمس الأول، على الإعلام، وخصوصاً الإساءة التى وجهها لمكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين الأسبق، مشيرين إلى أنه لجأ إلى أسلوب التهديد والوعيد للإعلاميين لأنهم هم من يكشفون أخطاءه وأنه «ضاق ذرعاً بالنقد»، وسيتجه إلى إحالة إعلاميين إلى محاكمات استثنائية.
وقال أسامة هيكل، وزير الإعلام السابق، إن خطاب مرسى حمل تهديدات لمصر كلها وليس فقط للإعلاميين، مضيفاً لـ«الوطن»، أنه كان أقل بكثير من الأحداث التى تمر بها البلاد، واستمر لأكثر من ساعتين ونصف يهدد كل من اختلفوا معه فى الرأى، ليكشف للجميع أنه «ضاق ذرعاً بالنقد الموجه له»، كما أنه فشل فى إثبات أنه قدم أى شىء إيجابى خلال فترة عام وركز فقط على تعليق فشله على شماعة النظام السابق.
وأضاف: «الإعلام هو الأداة الرئيسية فى كشف إخفاق الرئيس، ولذلك يريد أن يشوه كل العاملين فى الحقل الإعلامى الذين يكشفون خطاياه، والغريب أن هذا الخطاب جاء فى وقت يحتشد فيه الملايين ضده فى 30 يونيو، وتتراص فيه السيارات بالآلاف أمام محطات الوقود بحثاً عن نقطة بنزين، ويعانى المواطنون من ارتفاع فى الأسعار ولم يعد هناك من يؤيده، لكنه لجأ إلى أسلوب آخر مثل إساءته للكاتب الكبير مكرم محمد أحمد، رغم أنه أكبر منه سناً وفكراً، ولم يفعل سوى كتابة مقالات يفند فيها أخطاء الرئيس، ليحاول أن يشوهه ويهينه، وتناسى أن مكرم نفسه هو الذى كان يتبنى فكرة الحوار مع الإخوان والجماعات الدينية أثناء حكم النظام السابق، ولم يكن يليق برئيس الدولة أن يكشف كراهيته له بهذا الشكل الذى لا يليق بمنصب رئيس الدولة».
وتابع «هيكل»: «الرئيس تحدث عن صاحب قناتى سى بى سى ودريم، وأن لهما مخالفات مالية دون أدلة أو سند قانونى، رغم أن ذلك ليس من شأنه بل من اختصاص النيابة العامة، ولذلك أتوقع أن يلجأ إلى محاكمة عدد من الصحفيين والإعلاميين محاكمات استثنائية فى إطار محاولاته السيطرة على الإعلام كما أراد من قبل السيطرة على القضاء والقوات المسلحة التى لا تزال عصية عليه هو وجماعته».
وقال يحيى قلاش، المتحدث باسم اللجنة الوطنية للدفاع عن حرية التعبير، إن خطاب الرئيس يدل على مدى عُزلته، وعدم قدرته على إدارة الدولة، مشيراً إلى أن الخطاب لم يرقَ لحجم ما تمر به الدولة والأزمة التى ستواجهها فى 30 يونيو.
واستنكر حديثَ الرئيس عن مكرم محمد أحمد وهجومه على القضاء والإعلاميين، قائلاً: «الرئيس يدخل فى معارك صغيرة، وظل طوال ساعات يهاجم القضاء فى حين أن ما قاله يتطلب أن تتخذ ضده الإجراءات القانونية إن صحت».
وأوضح «قلاش» أن ما يفهم من سياق الخطاب أن الرئيس معادٍ للقضاء والصحافة والإعلام ورجال الأعمال وحتى البسطاء، قائلاً: «حتى أرقامه الاقتصادية ليست صحيحة».
وأشار إلى أن الخطاب يؤكد أن مصر فى حاجة لرئيس جديد، وأن «مرسى» لم ينجح فى المهمة التى أوكلها له الشعب، مشيراً إلى أن المصريين ظلوا 3 ساعات فى مسرحية هزلية، وأن ما قيل هزل فى وقت الجد، والحديث أكد أننا ابتعدنا عن شكل الدولة وليس أهداف الثورة فقط، حسب قوله.
وقال صلاح عيسى، الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للصحافة، إن الخطاب ينطبق عليه المثل السودانى «كلام ساكت» فهو لا يحتوى على أى مضامين، وللأسف ما ورد بشأن الإعلام يدل على نفس المنهج المتبع بأن أزمات البلاد سببها الإعلام. وأوضح أن الصحافة والإعلام يرصدان الواقع ويطرحان الرؤى ولا علاقة لهما بأى اتهامات بالتحريض، مضيفاً: «كان على الرئيس أن يستمع لما يقوله الإعلام وما يوجهه له».
وشدد على أن حديث «مرسى» عن نقيب الصحفيين الأسبق لا يجوز، مشيراً إلى أنه قامة كبيرة ويقول آراءه بكل شجاعة، وتابع: «الرئيس يخدع نفسه وشعبه بإنجازات وهمية ولا يوجد إنجازات من أى نوع سوى السعى لأخونة الدولة».
من جانبه، قال الكاتب الصحفى عبدالله السناوى، إن الرئيس يلوح بمحاكمات عسكرية للإعلاميين، ما يعنى أن الأمر خطير ولا يحدث فى الدول الديكتاتورية، مضيفاً أن الخطاب متناقض ويبدو فيه «مرسى» ضيق الصدر، وإطلاق الاتهامات جزافاً بغرض التهديد والوعيد ينتقص من قيمة الرئيس بصورة فادحة.