خبراء تعليم: فكرة بلا خطة.. وتطوير المناهج أولى بالاهتمام
![صدمة الطلاب وأولياء الأمور من الامتحانات «صورة أرشيفية»](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/3767225761495298858.jpg)
صدمة الطلاب وأولياء الأمور من الامتحانات «صورة أرشيفية»
فكرة بدون خطة، وملامح بدون آلية، ونظام ثانوية عامة مهدد بالاعتماد على الدروس الخصوصية، ومدارس غير جاهزة، ومعلم غير مؤهل، ومناهج عقيمة، وطالب غير مستعد، هذه كلها تفاصيل «فوبيا» تثير ذعر الأسر المصرية من جهة، وتثير الجدل بين الخبراء والوزراء السابقين والطلاب وأولياء الأمور من جهة أخرى، منذ إعلان الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم، ملامح نظام الثانوية العامة الجديد.
«الرافعى»: إصلاح نظام «الثانوية» الحالى يتطلب تأهيل المدرس وحل مشكلة الكثافة.. و«العربى»: أى تغيير دون «ميكنة» سيفشل
قال الدكتور محب الرافعى، وزير التربية والتعليم الأسبق، إن نظام الثانوية العامة الجديد أو «الثانوية التراكمية» الذى أعلن عنه الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم حتى الآن مجرد فكرة بلا خطة، فلم يعلن عن الخطة أو آليات التنفيذ والتقويم والقياس التى تطبق فى النظام الجديد، مشيراً إلى أن النظام التراكمى فى الثانوية العامة يتطلب لتطبيقه وجود خطة واضحة شاملة بجميع الآليات التى تطبق لمنع الدروس الخصوصية وتطوير المناهج ووجود بنية تكنولوجية أو تدريب المدرسين وأساليب القياس، خاصة فى ظل قصر الفترة الموجودة.
وأضاف «الرافعى» أن النظام الحالى يحتاج إلى تغيير، ولكن قبل التغيير لا بد من وجود دراسة شاملة وبرنامج كامل وآليات، وعرض النظام الجديد بعد الانتهاء من الخطة للحوار المجتمعى وأخذ رأى خبراء التعليم ورأى أولياء الأمور والطلاب، وإعداد استمارة استطلاع رأى للمعلمين وإدارة المدرسة بمدى توافق المدرسة وهل هناك إمكانيات لتطبيق هذا النظام؟ وهل المدرس مؤهل لشرحه للطلاب وهل هناك بنية تكنولوجية لتطبيقه وخاصة مع قصر الزمن؟
الوزير الأسبق أكد أن الثانوية العامة فى شكلها الحالى مرفوضة، وأن الامتحانات تكون سنة واحدة «يا تصيب يا تخيب» مرفوضة، وتحتاج التغيير، ولكن متى نبدأ؟ حسب الدراسة والآليات ومؤشرات القياس ومدى جاهزية المدارس ورضا الطلاب وأولياء الأمور قبل التطبيق، لابد من الرد على جميع التساؤلات: هل هناك بنية تكنولوجية فى تطبيق هذا النظام وبنك المعرفة؟ هل المدرس مدرب ومؤهل؟ هل تم حل كثافات الفصول؟ حتى يمكن متابعة الأبحاث والمشاريع؟ وهل هناك تمويل والإعلان عن الخطة الزمنية والإعلان عن المعوقات؟
وعن المخاوف من النظام الجديد قبل أن يكون عبئاً على الأسرة بسبب الدروس الخصوصية، قال «الرافعى» إنه يمكن القضاء على الدروس الخصوصية من خلال مهارات التفكير والبحث عندما تعتمد الدراسة على المهارات والأبحاث، فلن نجد داعياً للدروس الخصوصية، قائلاً إن النظام الجديد فكرة تحتاج دراسة وقابلة للتطبيق ونحتاج للتغيير والبدء فى ظل وجود مقاومة للتغيير.
وعن تخوف أولياء الأمور من حدوث فجوة تعليمية من نقل الطلاب من مرحلة الابتدائية والإعدادية إلى نظام جديد بالمرحلة الثانوية، قال «الرافعى» إن طالب مرحلة التعليم الأساسى يتعلم مهارات معينة فلا خوف فى حالة وجود خطة واضحة، فمثلاً طالب الإعدادى الذى يلتحق بالتعليم الفنى يكون الجزء العملى فى الدراسة أكثر من النظرى والنظام مختلف تماماً.
«نظام الثانوية العامة التراكمى هيزود الدروس مش هيحاربها وسيفشل»، هذا ما أكده الدكتور جمال العربى، وزير التربية والتعليم الأسبق، مشيراً إلى أن جعل نظام الثانوية العامة لمدة 3 سنوات سيكون عبئاً كبيراً على الأسرة المصرية بسبب الدروس الخصوصية إضافة إلى زيادة قوة المعلم داخل الفصل وتحكمه فى درجات الطلاب والضغط عليهم لإعطائهم دروساً.
واستنكر «العربى» تطبيق نظام جديد فى الثانوية العامة دون حل المشكلة الأساسية قائلاً: «أى تغيير سيحدث فى الوزارة دون الميكنة وحل المشاكل وإعداد المعلم وتطوير المناهج سيفشل فشلاً ذريعاً، فكان من المفترض أن يتم تأجيل الثانوية العامة لمدة عام حتى تتم دراسة ووضع آليات وتأهيل المعلم وتدريبه وحل مشاكله المادية وتطوير المناهج وتغيير ثقافة المجتمع ووضع نظام» مضيفاً: إزاى هنطور حاجة مبتورة ونعالجها؟!».
وقال «العربى» إنه «لا بد أن نرسم للخريج بعد 12 عاماً المهارات والقيم التى سيكتسبها، فلابد من أن يتم فصل تام بين الثانوية العامة والمجاميع والدخول للجامعات، الطالب لازم يشعر أن الثانوية مش مرتبطة بمستقبله، وأنه هيحتاج دروس خصوصية عشان الامتحان ويدخل الجامعة، ولابد من أن نصلح حال المعلم حتى أغنيه عن الدروس، فالمعلم فى مصر أقل الفئات فى الحصول على راتبه».
وقال عبدالناصر إسماعيل، رئيس اتحاد المعلمين المصريين، إن «هذا النظام سيؤدى إلى تحويل الثانوية العامة إلى ثلاث سنوات بدلاً من سنة واحدة، وهو ما سيعتبر كارثة على الأسرة المصرية، والطالب سيدخل ثانوية عشان يجيب مجموع يدخل الجامعة لو تخيلنا أن النظام المقترح تراكمى وسيعتبر المجموع جزء مهم للالتحاق بالجامعة فسيكون هذا معناه أن الثلاث سنوات دروس حتى لو كانت نسبة الامتحان للمجموع 30%».
وأضاف أن عملية التطوير لا بد لها من ميزانية معلنة من أجل إعادة ترتيب البنية التحتية للمدارس، ولابد لأى مشروع أن يطرح على المجتمع وأصحاب المصلحة للنقاش، ويأخذ فى الاعتبار مخاوف أصحاب المصلحة من فكرة خصخصة التعليم فى مجتمع إحدى سماته أنه مجتمع فقير، وأن تكون له حاضنة اجتماعية، وهذا لن يحدث إلا إذا كان كما قلت يتصف بالعدالة والكفاءة والمساواة.