أحمد عادل.. في النهار طالب بـ"الحقوق" وبعد "الفطار" بائع غزل بنات
احمد بائع غزل البنات في رمضان
يخرج كل يوم من منزله عقب صلاة المغرب بنصف ساعة، بعد أن ينتهي من تناول إفطاره مُتجهًا بعربته الصغيرة المُزينة بعدد من أكياس غزل البنات ذات اللونين الأبيض والزهري إلى تقاطع شارع المتوكل مع شارع سعيد في طنطا، المكان الذي اعتاد أن يقف فيه قبل 3 سنوات.
أحمد عادل، 20 عامًا، طالب في السنة الثانية من كلية حقوق في جامعة المنصورة، بدأ مشروعه الخاص في بيع غزل البنات عن طريق الصدفة منذ 8 أعوام، مثله مثل أي طفل يحب الحلويات والسكر والألوان المُبهجة، "وأنا صغير كنت بحب غزل البنات وشوفت واحد بيعملها عندنا في الشارع فعجبتني الفكرة وكبرت في دماغي وقررت أعمل مشروع خاص ليّا، وروحت اشتريت الآلة ووقفت تحت بيتنا، بعد كده الدنيا مشيت معايا، وحبيت فكرة المشروع وحبيت أستغله أكتر وأبيع في أماكن مختلفة".
الطالب العشريني يقضي أيامه في هذا الشهر مسافرًا صباحًا أثناء صيامه وفي جو يملؤه التوتر وارتفاع درجات الحرارة لأداء امتحاناته الجامعية النهائية في جامعته بالمنصورة، ويعود إلى طنطا عصرًا ليقضي ساعات ما قبل الإفطار مع عائلته، ثم يتجه إلى عمله الخاص بعد آذان المغرب بوجه مبتسم بشوش ليصنع جوا من السعادة والبهجة على من حوله "بذاكر وبحضر امتحاني الصبح وبنزل من بيتي في قحافة أبيع بعد الفطار هنا لحد الساعة 12 كده وقبل ما الشارع يفضى بكون مروح عشان أتسحر".
اعتاد أحمد النزول يوميًا للشارع من أجل أن يجمع مبلغا من المال ينفق به على نفسه منذ أن كان في الثانية عشرة من عمره، يتجول في مختلف شوارع طنطا، فتراه تارةً يقف بجانب أحد المحال التجارية، وتارةً صباحًا عند إحدى الكليات "كنت بقف زمان في شارع حسان عند محل التلاوي، والصبح عند كلية تجارة في شارع سعيد وكلية تربية في مُحب".