خبراء إعلام: خطاب الرئيس الأكثر تعبيراً عن «المطلوب»
مصافحة «السيسى» و«سلمان» خلال قمة «الرياض»
قال خبراء وأساتذة إعلام لـ«الوطن» إن خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال القمة العربية الإسلامية - الأمريكية التى عقدت فى العاصمة السعودية «الرياض»، أمس الأول، تضمن رؤية واضحة ومحددة للموقف المصرى فى مواجهة التطرف، معتبرين أن هذا الخطاب من أهم الخطب التى ألقاها الرئيس «السيسى» منذ تولية الرئاسة، وأكثرها إحكاماً، ووضوحاً فى الأفكار، وتعبيراً عن المطلوب، وأن خطب الرئيس المكتوبة «أكثر دقة» من نظيرتها المرتجلة.
وقالت الدكتورة ليلى عبدالمجيد، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، إن «خطاب الرئيس تضمن رؤية واضحة ومحددة للموقف المصرى فى مواجهة الإرهاب، ورداً مفحماً على من يفسرون ظاهرة الإرهاب تبعاً لأهوائهم فى منطقة دون أخرى، أو من جماعة إلى أخرى»، مشيرة إلى أن «هذه لم تكن المرة الأولى التى يلقى فيها الرئيس خطاباً يتناول استراتيجية مصر فى مواجهة الإرهاب، فقد سبق أن بسّط هذه الاستراتيجية من قبل فى خطابة أمام الأمم المتحدة، وإن كان خطابه الأخير أكثر تكاملاً ووضوحاً».
«عبدالعزيز»: من حكمة «السيسى» أنه تجنب ذكر الدول الداعمة للإرهاب بالاسم فى الخطاب مثل قطر
وأضافت «عبدالمجيد»: «لقد أكد الرئيس نقطة مهمة، وهى أن الإرهابى ليس فقط من يحمل السلاح، ولكن من يعطى ملاذاً آمناً للإرهابيين، ويوفر لهم منصات إعلامية يبثون من خلالها سمومهم للعالم، يعد إرهابياً أيضاً»، منوهة إلى أن «هناك دولاً تسببت فى مقتل مئات الآلاف من البشر بشراء السلاح للإرهابيين، وما زالت دول أخرى مثل قطر تمول الإرهاب، فيما تفتح تركيا أبوابها للهاربين منهم، وذلك دون أن يسمى هذه الدول، بل فهمها السامع من سياق الخطاب».
وأوضحت «عبدالمجيد» أن «مصر ذهبت إلى القمة لتوضيح رؤيتها بشأن ظاهرة الإرهاب، وقد وضع الرئيس رؤية متكاملة لمواجهة هذه الظاهرة من خلال استراتيجية تضمنت جميع الأبعاد الاقتصادية والفكرية والاجتماعية التى تتطلبها عملية مواجهة الفكر الإرهابى، والتى تمنع تفريخ المزيد من الإرهابيين».
من جانبه، قال ياسر عبدالعزيز، الخبير الإعلامى، إن «خطاب الرئيس فى قمة الرياض من أفضل الخطابات التى ألقاها وأكثرها إحكاماً ووضوحاً فى الأفكار وتعبيراً عن المطلوب، منذ إلقائه بيان 3 يوليو 2013، ومنذ ذلك الحين كانت خطابات الرئيس موزعة بين المكتوب والمرتجل، وفى بعض الأحيان كان يجانبه التوفيق، وقد أصبحنا الآن نعلم أن خطب الرئيس المكتوبة أكثر دقة وتعبيراً وأقل وقوعاً فى الأخطاء».
وأضاف «عبدالعزيز» أن «من بين الخطب المكتوبة، نستطيع اعتبار خطاب القمة هو الأكثر واقعية، ومن أهم مميزات هذا الخطاب أن الرئيس قام بإعطاء ترتيب منطقى لما يجب أن يقوم به العالم فى مواجهة التحدى الإرهابى الكبير، كما قام بوضع نظرية صدام الحضارات فى موقعها الطبيعى باعتبارها مظلة للكثير من الممارسات السلبية فى العلاقات الدولية، كما واجه الرئيس العالم بما يمكن اعتباره معايير مزدوجة فى تصنيف الجماعات الإرهابية، وسلط الأضواء الكاشفة على أدوار بعض الدول فى خدمة الإرهاب، فى ظل تقاعس المجتمع الدولى حيال هذه الدول».
واعتبر «عبدالعزيز» أنه «من الحكمة تجنب ذكر بعض الدول الداعمة للإرهاب مثل قطر بالاسم فى الخطاب، نظراً لأنه فى محفل دولى، وقطر كانت جزءًا من هذا الحدث، وبالتالى كانت هناك احتمالية لنشوب معركة كلامية من الممكن أن توتر الأجواء فى القمة».
وعن رسائل «السيسى» للرئيس الأمريكى دونالد ترامب، قال «عبدالعزيز» إن «هناك عدة رسائل وجهها الرئيس لنظيره الأمريكى، أهمها أن مصر تخوض حرباً حقيقية ضد الإرهاب، نيابة عن الآخرين، وتدفع أثماناً باهظة لا يدفعها هؤلاء الآخرون، فضلاً عن رسالة أخرى مفادها أن العالم وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية، لم يقم بواجبه لتجفيف منابع الإرهاب بدليل أن هناك دولاً توفر مظلة للإرهابيين، ولا تحاسَب أو تعاقَب على ذلك، أما الرسالة الثالثة فهى عدم تصنيف جماعة الإخوان كجماعة إرهابية، وهى مسألة تخل بالمواجهة الفعالة للجماعات المتطرفة، خاصة أن هذه الجماعات تعمل من خلال شبكات فعالة وخطاب أيديولوجى واحد».
من جهته، قال الدكتور سامى عبدالعزيز، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، إن «الرئيس قدم فى خطابه تصوراً متكاملاً لكيفية التعامل مع ظاهرة الإرهاب، واعتبر أن الإرهاب خطوة لاحقة للتطرف، وبالتالى فإنه حمّل العالم بكل مؤسساته مسئولية وأد التطرف فى مهده، ومن خلال توجيهه خطابه إلى العالم أجمع، فإن السيسى حض جميع الدول على التفاعل مع قضية الإرهاب، وحثها على التفاعل مع خطابه من خلال حديث موجه للعقول، كما وضع السيسى مسئولية مواجهة الإرهاب فى عنق الرئيس الأمريكى دونالد ترامب».