كاتبة بحرينية: مصر سبقت الجميع باقتراح قوة مشتركة لمحاربة الإرهاب
الكاتبة الصحفية البحرينية فوزية رشيد
أكدت الكاتبة الصحفية البحرينية فوزية رشيد أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب يتبنى رؤية جديدة تجاه المنطقة تقوم على سلام واستقرار المنطقة، بعكس سابقيه الذين دعموا الفوضى فى الشرق الأوسط، وأضافت، فى حوار لـ«الوطن»، أن «تغير الرؤية الأمريكية يعود إلى فشل مخطط الفوضى فى الشرق الأوسط الذى تبنته الإدارات السابقة والرهان الأمريكى على إيران والإخوان، وإلى نص الحوار:
■ بداية، ما رأيكِ بخصوص مخرجات القمة الإسلامية الأمريكية وزيارة الرئيس الأمريكى «ترامب» إلى السعودية؟
- مخرجات القمة تأكيد أن هناك متغيراً أمريكياً فى الرؤية تجاه المنطقة العربية وتجاه الخليج وتجاه الدول الإسلامية بشكل عام. ومن خلال هذا المتغير فى الرؤية الأمريكية، أرى أنه أتى بعد فشل المخطط الذى بدأ فى المنطقة بما سُمى «الربيع العربى» ومحاولات إشاعة الفوضى، وكأن الآن الخطاب الجديد للرئيس «ترامب» يوحى أن هناك رؤية أخرى تتبنى استقرار المنطقة والسلام بدلاً من مبدأ الفوضى وتدمير الدول العربية.
فوزية رشيد لـ«الوطن»: «ترامب» يقود سياسة جديدة بعد فشل الرهان على إيران والإخوان
■ وما أسباب ذلك التغير فى السياسة الأمريكية تجاه المنطقة؟
- «واشنطن» كان رهانها خاسراً، الولايات المتحدة فيما سبق، تحديداً راهنت على الإرهاب سواء من خلال الدور الإيرانى، فأعطت الضوء الأخضر لإيران للتدخل فى المنطقة والهيمنة على 4 دول عربية كما يتشدق الإيرانيون، إلى جانب رهانها على الإخوان فى أن يستحوذوا على الحكم، ففشل هذا الرهان سواء كان الرهان الشيعى أو الرهان على الإخوان. وإلى جانب هذا مع إثبات الدول وقوفها وصمودها فى مواجهة هذا المخطط سواء فى الخليج أو فى مصر، وكلنا نتذكر موقف الخليج والسعودية بقوة مع مصر ضد هذا المخطط بعد أحداث 30 يونيو، وبالتالى هذا المخطط يبدو أنه فشل. أضف إلى ذلك أن دول الخليج ومصر نوعت التحالفات مع دول أخرى كبرى، وأصبحت الخاسرة هى أمريكا بعد فشل مخططها فى الشرق الأوسط، وبالتالى فكان لا بد لها من العودة مرة أخرى إلى الشرق الأوسط ولمصالحها، ولكن بوجه جديد، وأعتقد أن الوجه المناسب كان دونالد ترامب.
الإدارات الأمريكية السابقة تبنت الفوضى وتدمير الدول تحت ما سمى «الربيع العربى»
■ كيف وكانت هناك معارضة كبيرة ضده لا تزال مستمرة؟
- أعتقد وفق ما قلته أن «ترامب» ابن المؤسسة الأمريكية وليس من خارجها كما يقال، هو فى نظرى ابن مؤسسة صنع القرار الأمريكى، بعد فشل الرهان على الإخوان وإيران، كان لا بد من طرح رؤية جديدة فى القمم الثلاث التى عقدت فى السعودية، بوجه جديد من خلال الدعوة إلى السلام والاستقرار فى المنطقة، والدعوة إلى شراكة اقتصادية وأمنية وعسكرية، والدعوة إلى أن يكون هناك علاقة أخرى مع دول المنطقة، إلى جانب الصفقات الكبيرة التى عُقدت خلال القمة.
■ فيما يتعلق بإعلان تشكيل جيش من نحو 34 ألف جندى لمحاربة الإرهاب، ما جدية هذا الطرح من وجهة نظرك؟
- هذا الطرح سبق أن كان لمصر السبق فى تقديمه عام 2015 عندما تحدثت عن تشكيل قوة عربية مشتركة، وأعتقد أن هذه المرة المتغير الأمريكى تجاه المنطقة سواء كان متغيراً مرحلياً أم دائماً، استراتيجياً أم تكتيكياً، لا بد للدول العربية والإسلامية أن تنتهز فرصة الانفتاح الأمريكى الآن لتوصل رسائل كثيرة إلى العالم، بإنشاء القوة العربية الموحدة أو الإسلامية، ورسائل سياسية ودينية تفصل الإسلام عمن انتحله من الإخوان أو الدواعش أو متطرفى الشيعة، ولا بد للدول الإسلامية والعربية أن تنتهز تلك الفرصة لتوضيح هذه الرسائل للعالم لتوضح حقيقة الوضع فى العالم العربى الملغم، الإرهاب نشأ ليس بفعل بيئة داخلية وإنما كان بتشجيع وتبنّ استخباراتى علنى للإرهاب فى المنطقة، ما دام الآن هناك لغة جديدة تتم المخاطبة والحوار بها، فلا بد من انتهاز ذلك.