4 محاور لتفكيك بنية الإرهاب فى العالم
صورة أرشيفية
4 محاور حددها الرئيس عبدالفتاح السيسى، خلال كلمته التى ألقاها فى مؤتمر القمة الإسلامية العربية أمس الأول، لمواجهة الإرهاب فى الوطن العربى، جاء على رأسها محاربة التنظيمات الإسلامية دون تمييز، ومواجهة الدول الداعمة لتلك التنظيمات الإسلامية التى توفر لها غطاء الحماية والتدريب والتسليح والتمويل، وكذلك القضاء على قدرة تلك التنظيمات فى جذب أفراد وعناصر جديدة لها من خلال مواجهة الفكر بالفكر، وأن هذا لن يتحقق إلا من خلال الإصلاح السياسى والاقتصادى واحترام حقوق الإنسان والمواطنة، وتمكين المرأة والشباب، كما شدد الرئيس، خلال كلمته، على ضرورة بذل جميع الجهود لتسوية أزمات المنطقة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وتمسّك مصر بحل الدولتين.
مواجهة التنظيمات الإرهابية دون تمييز
سامح عيد، الباحث المتخصص فى شئون الجماعات الإسلامية، أكد أن طرح الرئيس السيسى حول مكافحة التنظيمات الإرهابية دون تمييز، أمر غير واقعى بالنسبة لدول الخليج وأمريكا، وخاصة فيما يتعلق بتنظيم جماعة الإخوان المسلمين ورعاية دولة خليجية مثل قطر لهذا التنظيم، وحرص الدول الخليجية الكبرى مثل السعودية والإمارات على علاقاتهما بقطر باعتبار الخليج كتلة واحدة. ولفت «عيد» إلى أن كلاً من دول الخليج والولايات المتحدة الأمريكية تدعم تنظيماً مختلفاً لتحقيق مصالح بعينها وهو ما شهدته الأوضاع على أرض سوريا فى الفترة الأخيرة، فقبل تكوين تنظيم ما يسمى الدولة الإسلامية، كانت السعودية تمول أفراد وعناصر داخل سوريا لتحقيق أهداف معينة، لكن بعد إعلان دولة الخلافة وتنظيم الدولة انضمت تلك العناصر تحت لواء تنظيم الدولة.
التصدى للدول الداعمة والممولة
أحمد بان، الخبير فى شئون الجماعات الإسلامية، أكد أن الحديث عن مواجهة الدول الداعمة للتنظيمات الإرهابية ينقصه محور مهم هو ضرورة تطبيق الإصلاح السياسى الكامل وتوطين قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان والقضاء على منظومتى الفساد والاستبداد، لأن هذه العوامل تعد البيئة الحاضنة للفكر الإرهابى والتنظيمات الإرهابية على اختلاف أنواعها. وأوضح أن غالبية دولنا العربية تفتقر إلى النظم الديمقراطية وإرساء مبادئ حقوق الإنسان، ويقترن بها الفساد والاستبداد، وأن مواجهة الدول الداعمة للتنظيمات الإرهابية لن تتحقق إلا بعد نجاحنا فى مواجهة تلك المشكلات والمعوقات والتحرر من فيروس تلك التنظيمات، مردداً: «لن نتغير إلى الأفضل إلا إذا كنا الأفضل».
القضاء على قدرة الإرهابيين على جذب عناصر جديدة
الدكتورة نورهان الشيخ، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، قالت إن مواجهة التنظيمات الإرهابية وقدرتها على جذب عناصر جديدة، وخاصة فيما يتعلق بالشباب، لن يتم إلا من خلال التمكين الاقتصادى للشباب، لأن غياب التمكين الاقتصادى الذى يظهر بشكل كبير فى انتشار نسب البطالة والفقر بين قطاعات الشباب، يكون أكبر عامل من عوامل التأثير عليه، وبيئة خصبة لجعل التنظيمات الإرهابية أكثر تأثيراً وقوة على استقطاب قطاع كبير من الشباب. وأضافت «الشيخ» أن القوانين والتشريعات الأخيرة حققت مكاسب كبيرة جداً على مستوى القطاع الشبابى، على سبيل المثال أن تبدأ سن الترشح فى الانتخابات البرلمانية للشباب من سن 25 سنة، وهو مكسب كبير للشباب، إلا أن هذا المكسب لن ينعكس على الشاب.
تسوية أزمات المنطقة وحل القضية الفلسطينية
الدكتور جمال سلامة، أستاذ ورئيس قسم العلوم السياسية بجامعة قناة السويس، قال إن تطرق الرئيس عبدالفتاح السيسى، إلى تناول القضية الفلسطينية وتأكيده حل الدولتين، كان أمراً شجاعاً من قِبَل الرئيس، خصوصاً أن القضية الفلسطينية لم تكن مطروحة على قائمة القمة الإسلامية - الأمريكية، لافتاً إلى أن تأكيد الرئيس السيسى ضرورة الوصول إلى حل عاجل وسريع بشأن القضية الفلسطينية، فاجأ الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، الذى وصف حركة حماس وحزب الله باعتبارهما من الجماعات الإرهابية، دون التطرق إلى الاحتلال الإسرائيلى. وأضاف «سلامة»، فى تصريحات لـ«الوطن»، أن ربط الرئيس السيسى بين حل القضية الفلسطينية والقضاء على الإرهاب فى المنطقة العربية كان «موفّقاً».