مؤسس «بحوث اللحام»: لدينا فريق علمى مؤهل للتعامل مع «المحطات النووية».. والناجح «مايسيبش بلده ويسافر»
أحد العاملين فى اللحام بمركز بحوث الفلزات
«وسام الشمس المشرقة»، اسم أرفع وسام وطنى تمنحه حكومة اليابان لرؤساء الدول والشخصيات التى ساهمت فى دعم العلاقات معها، منحته منذ أسابيع للدكتور بهاء زغلول، مؤسس قسم بحوث اللحام بمركز بحوث وتطوير الفلزات، تكريماً لمشواره العلمى الذى يمتد لـ40 عاماً منذ حصوله على الدكتوراه عام 1977 من اليابان فى مجال السبائك المتفوقة.
ابتكر «زغلول» سبيكة «سيمت»، التى تستخدم حالياً فى صناعات عديدة، منها صناعات الأسمدة، والبتروكيماويات فى العديد من دول العالم، نظراً لخواصها المتميزة تحت درجات حرارة وضغوط عالية، وأنشأ شعبة بحوث اللحام، التى أصبحت أهم المراجع العلمية والتطبيقية فى مجال اللحام، وشارك فى مشروع تطوير الصناعات المعدنية فى مصر.
«زغلول»: قطاع الأعمال فى مصر «الله يرحمه» بسبب تراجع اعتماده على البحث العلمى أو التطوير من «أيام الخواجة»
نجح «زغلول» بمساعدة يابانية فى إنشاء معمل السبائك بمركز الفلزات، وتزويده بتقنيات حديثة، أهمها السباكة بتكنولوجيا «البثق»، وتقنيات الليزر فى مجالات قطع المعادن واللحام، وأفران متقدمة للمعالجة الحرارية، كما أنشأ قسماً للاختبارات غير الإتلافية، الذى أصبح له دور فعال فى أعمال الصيانة لمحطات الكهرباء، ومصانع الأسمدة، والبتروكيماويات، وساهم فى تنفيذ برامج تدريب لمعظم الدول الأفريقية، من خلال دورات تدريبية فى مجال اللحام تصل إلى 3 أشهر، امتدت لأكثر من خمسة عشر عاماً متواصلة بتمويل مشترك مع اليابان، كما أنشأ جمعية المنح الفنية اليابانية، التى تهتم بالتدريب فى مجال الجودة الشاملة، سواء بإرسال متدربين لليابان، بإرسال أكثر من 3 آلاف متدرب مصرى، وإرسال 32 باحثاً مصرياً إلى اليابان للحصول على درجات علمية.
وقال «زغلول» لـ«الوطن»، إن «قطاع الأعمال فى مصر الله يرحمه»، لافتاً إلى أنه منذ أن انتقل مركز الفلزات إلى التبين فى الستينات ليكون فى قلب قلعة صناعية كبيرة للصناعات الثقيلة آنذاك، إلا أن العديد من الشركات فى مصر استطاعت أن تستفيد من أبحاث مركز بحوث الفلزات عدا الشركات الموجودة فى منطقة التبين، التى تعد شركات قطاع أعمال.
وأرجع تراجع أداء شركات قطاع الأعمال لغياب اعتمادها على البحث العلمى، فمنذ شراء التكنولوجيا بهذه الشركات فى الستينات لم تطور من نفسها، بل مبدأ التطوير لم يعد موجوداً بها، ولو اعتمدوا على البحث العلمى لتغير الحال كثيراً، فلم تعد لديه ثقافة التطوير أو تدريب العمالة لتحسين الجودة، وظل أداؤه «من أيام الخواجة».
وقال مؤسس بيت الخبرة المصرى فى اللحام: «بدأت منذ تعيينى بالمركز عام 1967 فى الذهاب للشركات المختلفة، مثل معامل تكرير البترول لعرض ما توصلت له من أبحاث عن عيوب ومميزات السبائك، وكيفية تطوير العمر الافتراضى وتحسين أداء المعدات، واكتشاف أسباب الانهيارات أو تقليل وقوع تلفيات داخل المعدات المختلفة، وكيفية المعالجة السريعة لها، بخاصة أنه فى حال توقف المعدات تحسب خسائر الشركات بعدد الدقائق التى توقفت فيها المعدة عن العمل، ومن هنا بدأت تدرك الشركات أهمية قسم بحوث اللحام، ويغطى قسم اللحام حالياً جميع القطاعات الصناعية فى مصر، بما فيها الغاز والبترول، والصناعات المعدنية، والإنشائية، فلا أحد يستغنى عن اللحام، والتفتيش الدورى للتأكد من سلامته»، وأضاف: «كان قسم اللحام عضواً فى المعهد الدولى للحام، ما يؤهله لمنح شهادات موثقة عالمياً فى عمليات التدريب والتأهيل للفنيين والمهندسين والمفتشين طبقاً للمعايير العالمية، إلا أنه عقب الثورة لم تستطع الشركات تغطية اشتراك مصر فى هذا المعهد الذى يصل إلى 12 ألف يورو، رغم تحملها دفع الاشتراك طيلة 15 عاماً، ومن المتعارف عليه دولياً أن الشركات الصناعية هى التى تتحمل تكلفة الاشتراك بالمعهد الدولى للحام، لذا نعمد على تجميع الشركات الصناعية المصرية خلال الفترة الأخيرة فى محاولة لتسديد المديونيات التى تراكمت على عضوية مصر فى المعهد الدولى»، ولفت «زغلول» إلى أنه يعمد حالياً لإنشاء جمعية اللحام المصرية، برئاسة المهندس هانى ضاحى، وزير النقل الأسبق، لتصبح نواة مهمة فى مجال تنشيط المشروعات المرتبطة بعمليات اللحام، مضيفاً أنه «لدينا فرق مؤهلة للتعامل مع المحطات النووية»، موضحاً أن «اللحام» من المكونات الرئيسية فى صناعة قومية، بخاصة المحطات النووية، التى تختلف قواعد وشروط الصيانة والسلامة للحام بها عن أى نوع آخر من المحطات، وأن قسم اللحام لديه فريق مؤهل للتعامل مع هذه المحطات.
ويتطلب المساهمة بالمشروع القومى المصرى للمحطات النووية، كما ذكر «زغلول»، التعرف على نوعية السبائك المستخدمة فى تصنيع المحطة النووية بالضبعة، وخصائصها التى تختلف عن باقى السبائك، وطرق صيانتها، التى تختلف طرق لحامها وفقاً لشروط الجودة المرتبطة بالمحطات النووية، التى تؤثر بشدة على أى أعطال أو شروخ فى لحام محطاتها «مافيهاش هزار»، وفى حال إعلان بدء تنفيذ المحطات النووية سنبادر بالمشاركة فى تقييم أعمال صيانة اللحام بالمحطة النووية.
وقال مؤسس بيت الخبرة المصرى فى اللحام، إنه «مافكرتش أسيب مصر عشان أنا مصرى ومافيش حد ناجح فى شغله يسيب بلده ويمشى»، لافتاً إلى أن قسم اللحام يوجد به 25 باحثاً، و12 آخرون قرروا السفر إلى إحدى الدول العربية بحثاً عن فرص مالية أفضل، ولكننى أقول للباحث المصرى: «لا تقف أمام أى صعاب.. يجب أن تهزم أى تحديات أو مشكلات، وتطور من نفسك وأدائك بصفة مستمرة، وعليك بالتعليم ثم التعليم ثم التعليم، لا أحد يكبر على الاستمرار فى التعلم.. وأخيراً ضع لنفسك هدفاً وما تنامش غير لما تحققه».