عبد الرحمن الأبنودى لـ"الوطن": الإخوان لن يتركوا الحكم إلا بالدم.. وأقول للمتظاهرين ثقوا فى أنفسكم
قال الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودى إن 30 يونيو لن يكون هو الحسم، بل بدايته، حتى يجرى انتزاع الإخوان من حكم مصر، مضيفاً: «هم على باطل، وانتهازيون يتآمرون على الوطن». وأوضح أن درجات الحرارة المرتفعة وشهر رمضان لن تُثنى المتظاهرين عن تحقيق هدفهم الذى بات واضحاً، وهو اقتلاع الإخوان دون التعويل فى ذلك على الشرطة أو الجيش، لأن تلك المعركة هى معركة الشعب الذى اختار أن يخوضها بكل شرف وعزيمة، مؤكداً أن هذه المعركة طويلة ورهيبة ستخلق وجوهاً جديدة وقيادات جديدة تسير بمصر إلى بر الأمان، مشيراً إلى أن الإخوان لن يتركوا حكم مصر إلا بالدم، ووجّه رسالة إلى الثوار، قال فيها: «ثقوا فى أنفسكم، فأنتم أبناء مصر الحقيقيون، ستنتصرون فى النهاية لأنكم المخلصون».
■ كيف ترى خروج المصريين فى 30 يونيو لإزاحة نظام «مرسى» وإخوانه؟
- 30 يونيو لم يأتِ بعد، ومع ذلك نحن نرى حالة الاستعجال وإن الناس بدأت مبكراً قبله بأيام، وأهم شىء هو الالتصاق بالموقف، فالإخوان على باطل وانتهازيون ويتآمرون على جوهر الوطن وأصالته وخصوصية مصريته. نحن نعشق الوطن وأبناءه ومخلصون له جداً وندافع عنه إلى أقصى الحدود، ولا بد من النزول والصمود، ولا يهمنا إن كانت أعدادنا قليلة وأعدادهم كثيرة، ولا أظن أن هذا حقيقى وإنما يجب ألا ننتظر كل من وقّع على استمارة «تمرد» فى الميدان، لأن الناس فى مواقفها درجات: بداية من المتعاطف حتى الشهيد، فيجب ألا ننظر إلى مقاييسنا التقليدية، ولكن إلى صمودنا واستمرارنا وخوضنا بصبر كل المؤامرات التى يحيكها الإخوان ومن حالفهم، وسوف نهزمهم، ولا نظن أن الإخوان سوف يتركونها بسهولة، ولكن لا بد من اقتلاعهم وانتزاعهم انتزاعاً، ليس لسبب إلا لأنهم يستحقونها، ولأنهم يتآمرون على مصر، ونحن لدينا من الشهداء ما «يخرق عين الشمس» أما هم، فمصلحتهم قبل كل شىء ثم يتسترون بالدين.
■ هم يجمعون الآلاف من جميع المحافظات، ولهم مؤيدون كثر؟
- حتى إن جمعوا الآلاف سنهزمهم، لأن طريقة جمع هؤلاء من الأقاليم والقرى معروفة، ونعرفها نحن أبناء القرى الفقراء، وهى أن الإخوان يقولون لأتباعهم: «من أراد أن يذهب إلى مصر ويأكل ويشرب ويقبض ويذهب ويأتى فى أتوبيس مكيّف فلينضم إلينا»، فيجب ألا نعتقد أن تجمعاتهم إرادية، نحن الذين لا يعرف أحدنا الآخر، نحن الحقيقيون الذين خرج كل منا من بيته واضعاً رقبته على كفه، ولم يعد الآباء قادرين على منعهم من الانجذاب لهذا الميدان.
■ وهل تعتقد أن 30 يونيو هو يوم الحسم؟
- لا، يجب ألا نقول إن 30 يونيو يوم الحسم، ولكنه يوم بداية معركة الحسم.
■ هناك من يعوّل على القوات المسلحة فى حسم المعركة مع الإخوان؟
- نحن نعتمد على أنفسنا ولا ننتظر مساعدة من أحد، ويجب أن نلغى كل الأفكار الخاصة بالشرطة والجيش ولا نعول عليهم، ونعتبر أن الجيش مسئول عن موقفه كما نحن مسئولون عن موقفنا تماماً، «كل واحد متعلق من عرقوبه»، لذلك يجب ألا نعتمد إلا على أنفسنا، ولى بيت من الشعر يقول: «ولا فيشى غير إيدك إنت ممدودة إليك»، وهكذا.
■ لكن هناك من يتخوّف من وقوع شهداء جدد؟
- أنا من الذين تنبأوا بالدم من أول لحظة، ومن الذين قالوا إن الإخوان بعدائهم الواضح لأبناء الأمة ولمقدراتها ولمستقبل الثورة، فإنهم لن يتركوها إلا بالدماء، ويجب أن نعرف أن أبناءنا الذين فى الميدان خرجوا إليه وهم يعرفون أنهم قد لا يعودون إلى بيوتهم مرة أخرى، ولا تنس ذلك المربع، الذى كتبته وسكن جدران الثورة الذى يقول: «نفسهم.. يكتّفونا تحتها والوطن يسكن سكاته تحتها، مش هنسكت فاقتلونا تحتها ماحناش أغلى من اللى ماتوا». وأنا أظن أنه لا يوجد شاب فى ميدان الثورة أو أرجاء الأمة المصرية لا يحمل نفس الإحساس ويعرف أنه قد يعود أو لا يعود، ولكن لا مفر من المواجهة.
■ وهل المعركة مع «مرسى» وجماعته فقط؟
- المعركة ليست فقط مع «مرسى» وجماعته، بل طويلة تنتهى بطلوع الروح وسوف تخلق زعماء «وهتعمل حاجة كويسة فينا»، وحتى الآن الثورة لم تخلق وجهاً يمثلها، وأعتقد أنه سيخرج من داخل تلك المعركة الرهيبة اللى جاية.
■ هناك من يعول على ارتفاع درجات الحرارة وإقبال رمضان لإخفاق المظاهرات التى خرجت ضد الرئيس؟
- لا صلة بكل ذلك بالمبدأ الذى خرج الناس من أجله، ونحن انتصرنا فى العاشر من رمضان فى نفس الظروف والأجواء الموجودة الآن، وكان الهدف واضحاً، فحققناه، والآن هدفنا واضح أيضاً.