عضو «النواب الليبى»: تركيا وقطر سلحتا مقاتلى «شورى المجاهدين»
أبوبكر مصطفى بعيرة
شنت مصر أمس ومساء أمس الأول ضربات جوية تستهدف مجموعات إرهابية فى مدينة «درنة» الليبية بعد ساعات من هجوم «المنيا» الإرهابى، وهى الضربات التى لاقت ترحيباً شرق ليبيا، وقال عضو «مجلس النواب الليبى» الدكتور أبوبكر مصطفى بعيرة إن «الضربات المصرية تأخرت، ولكن أن تأتى خير من ألا تأتى»، مضيفاً، فى حوار لـ«الوطن»، أن العناصر الإرهابية التابعة لما يسمى بـ«مجلس شورى المجاهدين» فى «درنة» تم تسليحهم من قطر وتركيا عن طريق مدينة «مصراتة»، لافتاً إلى أن عناصر من «المجلس الرئاسى الليبى»، المعترف به دولياً، يدعمون تلك العناصر الإرهابية ويصفونهم بـ«الثوار».. وإلى نص الحوار:
«بعيرة»: العناصر الإرهابية فى «درنة» قدموا من أفغانستان وسوريا
■ بداية، ما تعقيبك بخصوص الضربات المصرية على مواقع «شورى المجاهدين» الإرهابى فى «درنة»؟
- دائماً يقال «أمن ليبيا من أمن مصر وأمن مصر من أمن ليبيا»، إذا كان هناك أية إشكاليات أمنية داخل الحدود الشرقية الليبية، ستؤثر على الجانب الغربى منه (أى على الوطن المصرى)، وبالتالى التعاون بين الطرفين لا بد أن يكون موجوداً ومنسقاً، بحيث إنه كلما بدر أمر من جانب ضد الجانب الآخر يتم التصرف بما يخدم أمن البلدين. يقال إن عناصر متطرفة من الموجودين فى «درنة» كان لها يد فى ما حدث فى محافظة المنيا ووفاة عدد من إخواننا الأقباط، وبالتالى رد الفعل المصرى كان طبيعياً ضد هذا الأمر، وبالتأكيد فإن هذا يتم بالتنسيق مع القيادة العامة لـ«الجيش الوطنى الليبى».
■ من أين يأتى السلاح والعتاد لهذه المجموعات الإرهابية فى «درنة»؟
- أغلب هذه المجموعات سافرت فى السابق إلى أماكن القتال المعروفة فى أفغانستان وبعضهم إلى سوريا ثم عادوا إلى ليبيا فى فترة ما وكوّنوا بعض الخلايا الإرهابية، الجيش الليبى فى شرق ليبيا يحاربهم منذ عدة سنوات. السلاح للأسف يأتى لهم عن طريق بعض المناطق فى ليبيا، «مصراتة» تدعم هؤلاء سواء فى «درنة» أو «بنغازى» ترسل لهم الجرافات، ومنذ أقل من أسبوع مثلاً تم ضرب جرافة كانت على وشك أن تدخل «درنة» محملة بالأسلحة والمقاتلين، وبالتالى للأسف مدينة «مصراتة» لعبت دوراً سلبياً فى هذا الأمر. و«مصراتة» تأتى لها الأسلحة عن طريق بعض الدول مثل تركيا، حين إن كثيراً من الفارين يعودون إلى ليبيا. وهنا لا بد على مصر أن تأخذ موقفاً واضحاً، باعتبارها دولة قوية وبإمكانها أن تدعم ليبيا، الجيش الليبى الآن يحارب الإرهاب دون أن ينال دعماً من المجتمع الدولى، فمن ناحية المجتمع الدولى يريد أن يحارب الإرهاب ومن الناحية الثانية يحظر السلاح على «الجيش الليبى»!.
■هل تقصد أن الأسلحة تأتى إلى «مصراتة» من تركيا ثم بعد ذلك تنقل إلى العناصر الإرهابية فى «درنة»؟
- نعم، تأتى الأسلحة من تركيا ثم يتم توجيهها إلى «درنة وبنغازى» عن طريق جرافات وعبر البحرى، ومن وقت لآخر يضرب «الجيش الليبى» جرافة أو جرافتين معبأة بالمقاتلين، وتأتى بشكل مستمر وهناك مناطق معروفة فى «مصراتة» مثل ميناء الحديد والصلب لتجهيز هذه الجرافات للأسف.
■ وهل قطر لها أيضاً يد فى تسليح تلك العناصر؟
- نعم قطر أيضاً، قطر وتركيا للأسف، و«الدوحة» كثيراً ما أشادت بأعمال تلك العناصر الإرهابية، كما تعلم الآن قطر موقفها مختلف حتى مع دول الخليج الأخرى، «ربنا يهديهم»، هم دولة صغيرة فى الحجم وليس من صالحها أن تدخل فى هذه الإشكاليات، وهذه الأمور سيكون لها مردود سلبى بكل تأكيد.
■ وما رأيك بخصوص توقيت الضربات المصرية؟ هل أتت فى الوقت المناسب؟
- أعتقد أن الضربات المصرية تأخرت والتنسيق المصرى مع «الجيش الليبى» تأخر، ونحن عبر وسائل الإعلام كنا دائماً ندعو الإخوة فى مصر، لأن يقوموا بدعم «الجيش الليبى» خاصة فى «بنغازى»، نتيجة لأعمال هؤلاء الإرهابيين والجرافات التى تأتيهم محملة بالأسلحة والمقاتلين، وكان «الجيش الليبى» يقاتلهم بإمكانيات محدودة جداً، ونتج عن ذلك دمار كبير ولا يزال نحو 5% من مساحة «بنغازى» تحت سيطرة الإرهابيين و«الجيش الليبى» يحاربهم يومياً وهناك شهداء يومياً من الجيش، تأخر الدعم المصرى للجانب الليبى، ولكن على أية حال أن تأتى متأخراً خير من ألا تأتى بالمرة. بالتالى يجب أن يكون هناك تنسيق ودعم، لأن وجود هذه الجماعات الإرهابية ليس فى صالح أمن واستقرار البلدين.
■ ما موقف حكومة «الوفاق الوطنى» المعترف بها دولياً من هذه المجموعات الإرهابية فى «درنة»؟
- هناك أعضاء فى «المجلس الرئاسى الليبى» من الجماعات المتطرفة، وهم لا يخفون دعمهم للإرهاب، يسمون مثلاً الإرهابيين «مجلس شورى درنة» و«مجلس شورى بنغازى» أعضاء فى «المجلس الرئاسى» يسمون هؤلاء الإرهابيين «ثواراً» ويدعمونهم بالسلاح، وآخر شىء كان من نحو أسبوع كان هناك جرافة تسمى «المختار» أرسلت إلى مدينة «بنغازى» مقبلة من «مصراتة» وبدعم من «المجلس الرئاسى».