وزير الأوقاف لـ«الوطن»: لا عداء بين الدولة والدين.. ولا نتعرض لعقائد الآخرين بسوء
جمعة
أكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أن العلاقة بين الدين والدولة ليست علاقة عداء، ولن تكون، والجماعات المتطرفة تسوق نفسها على أنها حامية الدين والحريصة عليه، مستغلة الفطرة النقية لدى بعض الناس والعاطفة الدينية المتدفقة لديهم لتخفى وراء ذلك وجهها الحقيقى وأغراضها وأهدافها التنظيمية. وأكد الوزير، خلال حواره مع «الوطن»، أن «الأوقاف» لن تقبل استغلال المنابر لإشعال الفتن بالدولة أو الإساءة لأى مصرى، وعقيدة قيادات الأوقاف احترام حرية المعتقد وعدم التعرض لعقائد الآخرين بسوء، وأن منفذى حادث المنيا خونة وجبناء وعلى المصريين أن يقفوا ضد محاولات شق الصف الوطنى. وطمأن الوزير المصريين على سيطرة الوزارة على الاعتكافات على مستوى الجمهورية، مؤكداً أن الوزارة لديها ما يقارب 4 آلاف مسجد للاعتكاف، كما تسعى لإعداد 2000 واعظة نهاية العام الحالى لمنع نساء الإخوان والسلفيين من السيطرة على مصليات النساء، وسد جميع المنافذ الدعوية والمجتمعية على الجماعات المتطرفة، وسحب البساط من المتطرفين الذين يستغلون حاجة الفقراء لتوجيههم فكرياً وأيديولوجياً، فهناك 40 مليون جنيه سنوياً إعانات للفقراء، و900 طن سلع غذائية تم توزيعها قبل رمضان. وأكد الوزير أن قانون الفتوى هو الحل للقضاء على فوضى الفتاوى، والوزارة تقود مواجهات فكرية على «السوشيال ميديا»، مؤكداً أنه يسعى لصنع إمام مثقف واعٍ بقضايا بلده ووطنه مع تعظيم الدور المجتمعى للمسجد الجامع.. وإلى نص الحوار:
مختار جمعة: منفذو حادث المنيا «خونة وجبناء».. ولن نقبل استغلال المنابر لإشعال الفتنة وشق الصف الوطنى
■ كيف تابعت الحادث الإرهابى بالمنيا؟
- الحادث أدمى قلوبنا جميعاً، المسلمين قبل المسيحيين، فهو عمل جبان، يسعى لمحاولة شق الصف الوطنى وإضعاف الوحدة الوطنية، لكن ذلك لن يحدث، والقصاص العاجل الذى قامت به القوات المسلحة كان الحل الأمثل، ورسالة واضحة وصريحة بأن الدولة المصرية طفح بها الكيل تجاه جماعات الإرهاب الخونة الجبناء العملاء، والدول المساندة لهم، وأى معسكرات ستدرب الإرهابيين سيتم استهدافها فوراً، وأقول للمصريين إنكم فى حالة حرب حقيقية مع الإرهاب، ونطالب بتحرك دولى لمحاسبة الدول الراعية للإرهاب والممولة له.
■ وكيف ترى محاولات بعض المتحدثين بالدين لنزع فتيل الفتنة الطائفية؟
- لن نقبل باستغلال المنابر لإشعال الفتن بالدولة أو الإساءة لأى مصرى، ولن نسمح لأحد بأن يصعد المنبر ليشق الصف الوطنى أو يحدث فتنة بين أبناء الوطن الواحد، فما لا أقبله علىّ لا أقبله لأخى المسيحى، فمبدأنا واضح فى احترام حرية المعتقد وحرية الاختيار وعدم التعرض لعقائد الآخرين بسوء، وضرورة ترسيخ المواطنة المتكافئة، فلا تمييز لأحد على آخر بسبب الدين أو اللون أو العرق أو الجنس فى ظل هذه المواطنة المتكافئة، ولا منة لأحد على آخر إنما هى حقوق متبادلة، فنسعى لترسيخ أسس العيش المشترك، ونؤكد أننا نقف جميعاً فى خندق واحد ضد الإرهاب، فجنودنا الذين يستشهدون فى حربهم ضد الإرهاب، لا يفرق الإرهابى بين الجندى المسلم والمسيحى.
■ هل تحارب الدولة المصرية الدين كما تدعى الجماعات التكفيرية؟
- من يقول ذلك لا يفقه شيئاً من الدين، فللأسف تحاول بعض الجماعات المتطرفة تسويق نفسها على أنها حامية الدين والحريصة عليه، مستغلة الفطرة النقية لدى بعض الناس والعاطفة الدينية المتدفقة لديهم، لتخفى وراء ذلك وجهها الحقيقى وأغراضها وأهدافها التنظيمية التى لا تخفى على عاقل أبداً، ولا يستطيع أحد أن ينكر ما اكتوينا به فى الماضى القريب من شر هذه الجماعات وعلى رأسها جماعة الإخوان الإرهابية وسائر الجماعات المتطرفة التى التفت حولها وتحالفت معها لتقاسم السلطة والغنيمة، ونؤكد أن العلاقة بين الدين والدولة ليست علاقة عداء ولن تكون، فتديننا رشيد واعٍ ووسطى والخطاب الدينى يساهم فى بناء الدولة واستقرارها، والإسلام أسس للمواطنة الراسخة الكاملة، فهناك فرق بين التدين والتطرف، فالتدين الرشيد يدفع صاحبه إلى التسامح، والرحمة، والصدق، ومكارم الأخلاق، والتعايش السلمى مع الذات والآخر، وهو ما ندعمه جميعاً، أما التطرف والإرهاب الذى يدعو إلى الفساد والإفساد، والتخريب والدمار، والهدم واستباحة الدماء والأموال، فهو الداء العضال الذى يجب أن نقاومه جميعاً وأن نقف له بالمرصاد، وأن نعمل بكل ما أوتينا من قوة للقضاء عليه حتى نجتثه من جذوره.
نسعى لتنشئة أئمة مثقفين لديهم وعى بقضايا بلدهم مع تعظيم الدور المجتمعى للمسجد الجامع.. وننظم 500 قافلة دعوية سنوياً للمحافظات الحدودية
■ وماذا عن استعداداتكم للاعتكاف والتهجد وصلاة العيد؟
- هناك استعدادات واسعة سواء فى المجال الدعوى من خلال الخطب والدروس والندوات والمحاضرات والملتقيات الفكرية، والإعداد لصلاة التراويح والتهجد ومصليات العيد، أما من حيث أعمال البر والتوسعة على الفقراء والمحتاجين فى هذا الشهر الكريم، فالوزارة كلها على قدم وساق فى الشهر الكريم، فسخرنا أنفسنا، وكامل جهودنا، للعمل على خدمة بيوت الله حق الخدمة، سواء فى نظافة المساجد والصيانة والإعداد الدعوى والتنظيم، والاهتمام بدروس العصر والفجر والتراويح والاعتكاف ومصليات العيد، فالوزارة بكل رجالها تخدم الدعوة والدين والوطن وبيوت الله وضيوف الرحمن عُمّار المساجد فى هذا الشهر الكريم، فلدينا أكثر من 5600 لقاء فكرى بالمساجد الكبرى على مستوى الجمهورية، بالإضافة للدروس والندوات، والقوافل المتتابعة للمناطق الحدودية والنائية على مستوى الجمهورية، كما تم توزيع 900 طن من السلع الغذائية على 200 ألف أسرة، وبالنسبة للاعتكاف فلدينا ما يقارب 4000 مسجد على مستوى الجمهورية خاصة بالاعتكاف، ويتم تجهيز ساحات العيد بالمحافظات، ولن نسمح بسيطرة أى جماعة متطرفة على الاعتكاف أو ساحات العيد.
■ ثلاث سنوات ونصف السنة على توليكم مسئولية وزارة الأوقاف.. ما الذى تسعى لاستكماله خلال الفترة المقبلة؟
- أسعى لتعميم نشر الفكر الوسطى، ورفع المستوى العلمى والثقافى للأئمة من خلال الدورات المكثفة والتوسع فى عمل الواعظات ومكاتب تحفيظ القرآن الكريم العصرية، ومراكز الثقافة الإسلامية، وإنهاء جميع قواعد البيانات الإلكترونية لكل ما يتصل بأعمال الوزارة وهيئة الأوقاف وبخاصة قاعدة بيانات الأئمة المتميزين، وتعظيم دور الوقف وخدمات البر فى تكوين المجتمع، كذلك أسعى للعمل على ترسيخ منزلة شيخ المسجد الجامع كما كان قديماً من خلال صنع إمام مثقف واعٍ بقضايا بلده ووطنه مع تعظيم الدور المجتمعى للمسجد الجامع، وذلك من خلال الدورات العلمية، واختيار دقيق لمن يريد أن يشغل وظيفة إمام وخطيب من خريجى الكليات الأزهرية المتخصصة.
■ انتقد البعض وجود خطة لمدة خمس سنوات لخطبة الجمعة.. كيف ترى ذلك؟
- خطة خطبة الجمعة من محاور الخطة الدعوية الشاملة التى تقوم فلسفتها على التنوع وعدم الإفراط فى جانب دعوى أو فكرى على حساب الجانب الآخر أو إهماله، فقد عنيت الخطة بمختلف المحاور الفكرية فضمت القيم الأخلاقية، والقيم الوطنية، ومعالجة قضايا التطرف والإرهاب، وتناول قضايا العمل والإنتاج، والشباب والأسرة والمرأة وذوى الاحتياجات الخاصة، والإيمانيات، والمناسبات الدينية والوطنية، والقضايا العامة، وشارك فى إعدادها نخبة من كبار العلماء والمثقفين، وشملت كل جوانب الحياة، وتهدف إلى إعادة تشكيل الوعى المستنير، وترسيخ الانتماء الوطنى، وتصحيح المفاهيم الخاطئة، وإعلاء وترسيخ القيم الأخلاقية، بالإضافة إلى أنها لن تغفل أمر الطوارئ والمستجدات والمتغيرات وتتسم بالمرونة، بحيث يتم تخصيص الخطبة الثانية لمعالجتها فى حدود ما تقتضيه وتحتمه طبيعة كل ظرف على حدة، إضافة إلى ما تتسع له الخطة الدعوية من الدروس والندوات والملتقيات الفكرية والدورات التدريبية، ودور مراكز الثقافة الإسلامية، وجهود المجلس الأعلى للشئون الإسلامية فى مجالى النشر والترجمة.
لدينا 4 آلاف مسجد للاعتكاف.. وبنهاية العام سيكون لدينا 2000 واعظة لمنع الأخوات والسلفيات من السيطرة على مصليات النساء
■ وماذا عن خطتكم الدعوية بالمناطق الحدودية والنائية؟
- لدينا خطة دعوية نقوم من خلالها بتوزيع الأئمة المؤهلين على حسب الاحتياج، إضافة إلى تسيير نحو 500 قافلة دعوية من قيادات وأئمة الوزارة بالإضافة إلى الأمسيات الدينية والملتقيات الفكرية بجميع محافظات الجمهورية، خاصة المناطق الحدودية (شمال سيناء، جنوب سيناء، البحر الأحمر، أسوان، حلايب وشلاتين، وادى النطرون، مرسى مطروح) لنشر الفكر الإسلامى الوسطى الصحيح وتصحيح المفاهيم الخاطئة والمغلوطة، وهذه المناطق تُشكل أولوية مهمة بالنسبة لنا وننسق فى ذلك مع السادة المحافظين باستمرار.
■ هل المؤسسات الدينية عاجزة عن الوجود بالبيوت المصرية؟
- هذا النقد فى غير محله فوزارة الأوقاف لديها أئمة متميزون ومن بينهم شباب استطاعوا بفضل جهدهم دخول البيوت المصرية عن طريق التواصل المباشر مع الناس من خلال المساجد والمدارس ومراكز الشباب، ومن خلال وسائل الإعلام المختلفة، ولدينا برامج دينية مختلفة يشارك فيها شباب علماء الأوقاف فى الإذاعة والتليفزيون، وعلى سبيل المثال، برنامج «من ماسبيرو» على القناة الأولى والفضائية المصرية، وبرنامج «صباح الخير يا مصر»، وإذاعة البرنامج العام، والقرآن الكريم، وبعض الخطب والبرامج الأخرى، كما أن الواعظات يكون لهن دور مميز فى هذا المجال، إضافة إلى التواصل مع النشء ومع الشباب عبر المدارس والجامعات.
■ بالحديث عن الواعظات.. كيف تتم السيطرة على ساحات النساء؟
- قمنا باعتماد نحو مائتى واعظة كدفعة أولى للعمل بمصليات النساء بالمساجد الكبرى، وتكليفهن بالتركيز على القيم والأخلاق والهوية الوطنية وكل ما يتعلق بتعميق الولاء والانتماء الوطنى، لنشر الفكر الوسطى مع منع نساء جماعة الإخوان الإرهابية وغيرهن من السلفيات فلن نسمح لهن بالسيطرة على مصليات النساء، ونستهدف اعتماد ألفى واعظة هذا العام.
■ هناك اتهامات موجهة للأوقاف بالعجز عن السيطرة على الزوايا.. كيف ترى ذلك.. وهل يمكن هدمها؟
- الأوقاف نظمت العمل بالزوايا، وتم التنبيه على أن تكون خطبة الجمعة بالمساجد الجامعة دون الزوايا والمصليات، وما بُنى لله مسجداً فيظل على صفته المسجدية لا يجوز تغيير هذه الصفة إلى أى صفة أخرى أو استخدام آخر إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
الجماعات المتطرفة تسوّق نفسها كـ«حامية للإسلام».. ونقود مواجهات فكرية ضد المتطرفين على الـ«سوشيال ميديا»
■ هل أنت راضٍ عن أداء خطباء المنابر؟
- هناك تطور ملحوظ فى ثقافة وأداء الأئمة وبخاصة من اجتازوا اختبارات الإيفاد والتميز والعديد من المسابقات والدورات التدريبية، ومما لا شك فيه أن المسابقات أفرزت كفاءات وكوادر متميزة من الأئمة الذين يتمتعون بمستوى راقٍ دعوياً وثقافياً، مع الاستمرار فى عمل دورات مكثفة حول تصحيح المفاهيم الخاطئة ونشر تعاليم الإسلام السمح والفكر الوسطى المعتدل فى مواجهة الإرهاب، كما تم تعيين 704 أئمة من أفضل الخريجين المتميزين، وجارٍ استكمال تعيين 3000 إمام، وتعمل الوزارة على سد العجز من خلال المسابقات من جهة والاستعانة بخطباء المكافأة من جهة أخرى، وقد فتحنا الباب للأمرين معاً، تعيين دفعة جديدة من الأئمة، وفتح باب التقدم للخطبة بالمكافأة، ولكل مهمته وطبيعة عمله.
■ وكيف سيتم التعامل مع المتطرفين الذين يصعدون المنابر؟
- لا يوجد متطرف يصعد المنابر، فمهما حاولت تلك الجماعات تغيير جلودها فهى ثعابين وحيّات لا يكون لتغيير جلودها أى أثر فى كونها سُميّة قاتلة لا أمان لها ولا للدغتها، فيجب ألا ننخدع مرة أخرى بحلو الكلام ومعسول القول والمتاجرة بالدين ومحاولة توظيفه لاحتلال مواقع سياسية جديدة أو تحصيل منافع ومكاسب شخصية وتنظيمية، أو استجلاب مزيد من التمويلات من خلال إبراز قوة مفتعلة على الأرض بالجعجعة والصوت العالى.
■ وماذا عن دوركم فى تفتيت الفكر المتطرف؟
- جميع العالمين بوزارة الأوقاف وعلى رأسهم الأئمة يسهمون فى بناء وجدان المواطن المصرى، وذلك بالتعاون مع مؤسسات الدولة الأخرى، ونمتلك عدة محاور لمواجهة الفكر المتطرف، ومن أهمها تخصيص أكثر من 60 خطبة لمواجهة الفكر المتطرف، وتصحيح المفاهيم الخاطئة، والعمل على ترسيخ مفاهيم القيم والأخلاق، وحقوق المواطنة، ودعوة الإسلام إلى التسامح ونبذ العنف، والتعايش السلمى، وبيان خطورة الإرهاب والتكفير، وطبع نصف مليون نسخة من كتاب «مفاهيم يجب أن تصحح»، وتوزيعه على شباب الجامعات، إضافة إلى تدريسه ببعض الأقسام العلمية ببعض الكليات وطباعة بعض الجامعات له وتوزيعه على طلابها كجامعة الفيوم (25 ألف نسخة)، وجامعة القاهرة (10 آلاف نسخة)، ونشر كتب «حماية الكنائس فى الإسلام»، و«نحو تفكيك الفكر المتطرف»، وكتاب «ضلالات الإرهابيين وتفنيدها» الذى يكشف أباطيل الجماعات الإرهابية والرد عليها، وكتاب «فى مواجهة الفكر المتطرف»، واطلاع الأئمة عليها؛ لتوعية الجماهير بمفاهيم الدين الصحيحة، وليرشدوهم إلى الدور المهم الذى يقوم به رجال الجيش والشرطة؛ فالمواجهة لا تقتصر على المواجهة الأمنية فحسب، فيجب الرد على دعاوى الجهاد الخاطئة والتكفير التى تستخدمها الجماعات المارقة لتضليل الشعب، وبث الرعب فى نفوس أبنائه، بالإضافة إلى إقامة العديد من اللقاءات المفتوحة مع الشباب بمقر وزارة الشباب والرياضة بمشاركة وزارات الأوقاف، والشباب والرياضة، والثقافة، والأزهر الشريف، والكنيسة المصرية، والاستماع إلى رؤى الشباب ووجهات نظرهم فى العمل على ترسيخ القيم والأخلاق والهوية الوطنية ومواجهة الإرهاب.
■ وماذا عن مواجهة فتاوى التحريض ضد القوات المسلحة ومؤسسات الدولة؟
- أصبح واضحاً لمعظم الناس أن الهدف من هذه الفتاوى الهدامة هو النيل من الدولة والعمل على هدمها أو تفكيكها لصالح هذه الجماعات المتطرفة ومن يستخدمها، وزعزعة الأمن والاستقرار الذى تنعم به بلادنا بفضل الله، ونأمل أن يقضى قانون الفتوى حال إخراجه على كثير من فوضى الفتاوى، خاصة تلك الفتاوى الضالة المضلة التى تطلقها أو تصدرها عناصر الجماعات المتشددة والمتطرفة.
■ وكيف تواجهون المعركة الفكرية على «السوشيال ميديا»؟
- نواجهها بمزيد من العمل الجاد الدءوب وعدم الانجرار إلى أى لون من ألوان التلاسن أو المعارك الكلامية.
■ جماعات الإسلام السياسى انتشرت من خلال دورها الخدمى للمواطنين.. كيف ستقضى الأوقاف على وجودهم؟
- وزارة الأوقاف أسهمت بشكل كبير فى سحب البساط من تلك الجماعات المتطرفة الذين كانوا يستغلون حاجة الفقراء وتوجيههم فكرياً وأيديولوجياً، وذلك من خلال العمل الدعوى والإسهام الفعال فى مجال البر من خلال توزيع نحو أربعين مليون جنيه سنوياً إعانات ومساعدات وتطبيق مستحقات شروط «الواقفين» على مستوى الجمهورية، ووزعنا نحو 500 طن لحوم على المناطق الأكثر احتياجاً على مستوى الجمهورية فى العام الهجرى الحالى، وتم توزيع نحو خمسة آلاف مقعد دراسى تكفى لـ15 ألف تلميذ على مدارس المناطق الحدودية والأكثر احتياجاً، كذلك تم توزيع أكثر من مليون طن سلع غذائية «أرز، ومكرونة، وسكر» قبل شهر رمضان الحالى، وذلك تخفيفاً للعبء عن المحتاجين حتى لا يقعوا فريسة للجماعات التى تعمل على استقطابهم من خلال المساعدات وأعمال البر، إضافة إلى ما تقوم به مجالس إدارات المساجد الكبرى من جهد كبير فى هذا المجال، وشراء 6 سيارات إسعاف وتسليمها لوزارة الصحة، وإعداد خطة واسعة لمزيد من أعمال البر وخدمة المجتمع، ونأمل أن نسد جميع المنافذ الدعوية والمجتمعية على جميع الجماعات المتطرفة.
■ هل نسير بخطوات ثابتة فى ملف تجديد الخطاب الدينى؟
- نسير بخطوات ثابتة فى ملف تجديد الخطاب الدينى، وهناك أمور كثيرة تحققت على أرض الواقع فنحن نعمل على التقارب بين أبناء الوطن والتكاتف فيما بينهم فى الأوقات العصيبة وترسيخ أسس المواطنة المتكافئة والعيش المشترك، والتصدى للإرهاب والفكر المتطرف وتصحيح المفاهيم الخاطئة ونشر الفكر الإسلامى الصحيح داخل مصر وخارجها، وقد أنشأنا مركز الأوقاف لمكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، يعنى بجميع البحوث والدراسات التى تواجه الفكر المتطرف والقضايا والمستجدات العصرية فى ذلك، كما يعنى المركز بإقامة الندوات والمحاضرات الخاصة بمواجهة الفكر المتطرف وتفنيد أباطيل المتطرفين كما يعمل على نشر ثقافة التسامح والسلام وتصحيح المفاهيم الخاطئة.
كذلك عقدنا ندوة فى أبريل الماضى على هامش المسابقة العالمية للقرآن الكريم تحت عنوان «خطر الإرهاب على الفرد والمجتمع وضرورة التصدى له» بحضور ممثلين لأكثر من أربعين دولة من المشاركين فى المسابقة العالمية الرابعة والعشرين للقرآن الكريم، كذلك ننتهى من إعداد المركز العالمى للسلام ليكون منارة للسلام العالمى تنطلق من مدينة الألف مئذنة قاهرة المعز إضافة إلى الأمر الأهم وهو إعداد وتأهيل السادة الأئمة علمياً وفكرياً ولغوياً بما يؤهلهم لمواجهة التحديات مع إشراكهم فى الجوانب البحثية والإعلامية والتأليف والنشر، وقد كان للمؤتمرات والندوات التى عقدتها الوزارة والكتب التى أصدرتها وآخرها كتاب «ضلالات الإرهابيين وتفنيدها» أثر كبير فى تصحيح كثير من المفاهيم الخاطئة، كما أننا ننسق مع وزارات الشباب والرياضة، والتربية والتعليم، والتعليم العالى والجامعات، واتحاد الإذاعة والتليفزيون، وكثير من مؤسسات الدولة فى نشر الفكر الإسلامى الصحيح، وتصحيح المفاهيم الخاطئة، وترسيخ أسس المواطنة، ومواجهة التطرف والإرهاب، والعمل على استئصال جذوره وتجميد روافده وسد منافذ تغذيته.
■ وكيف تتم مواجهة الفساد داخل الوزارة؟
- تم استحداث لجنة لمواجهة الفساد، وتتم مواجهة أى فساد بكل حسم وبالطرق القانونية، ولا نتكتم على أى فساد، ومن يثبت تورطه تتخذ ضده الإجراءات اللازمة دون أى استثناء أو تهاون.
■ وماذا عن خطتكم لتطوير ملف الأوقاف؟
- من المعلوم أن لهيئة الأوقاف دوراً استثمارياً وتنموياً فى كثير من المجالات الاقتصادية، وتعظيم موارد الأوقاف وتنميتها من أهم أهداف الوزارة التى نسعى سعياً جاداً ودءوباً لتحقيقها، من خلال حصر الأوقاف حصراً علمياً ورقمياً ومساحياً دقيقاً، وإزالة جميع التعديات الواقعة على أرض الأوقاف، وحسن استثمار أموالها من خلال الدفع بكوادر متميزة والتنسيق مع جهات متخصصة فى شئون الاستثمار.
«جمعة» يتحدث لـ«الوطن»