بروفايل: «خنفر» الفلسطينى «ظل الأمير»
صورة تعبيرية
«كل خطأ صغير، تقع فيه قناة (الجزيرة) تعتبره الأنظمة السياسية خطأً متعمّداً، وتقوم بسببه المعارك التى لا تنتهى».. هكذا وصف وضاح خنفر، سنوات عمله فى قناة «الجزيرة»، خصوصاً بعد توليه إدارة شبكات القناة لمدة 8 سنوات، لدرجة أنه بات يُعرف بـ«ظل الأمير».
شاب فلسطينى طموح، حقّق نجاحات سريعة متتالية، هكذا يصفه متابعوه، أما سيرته الذاتية فتتلخص فى ميلاده بقرية الرامة بفلسطين، درس فى الجامعة الأردنية، وتخرج فى كلية الهندسة عام 1990، وذاعت أقاويل عن ارتباطه بجماعة الإخوان فى الأردن فى ذلك الوقت، التحق بالعمل فى قناة «الجزيرة» عام 1997، وعمل مراسلاً فى جنوب أفريقيا، ثم انتقل إلى أفغانستان لرصد تداعيات الحرب لمدة 5 أشهر، وسطع نجمه فى تغطية حرب العراق، وعمل فى ظروف، وصفها بـ«الأصعب»، حيث تم قصف مكتب «الجزيرة» فى العراق من قِبَل القوات الأمريكية، وقتها أعاد تأسيس المكتب مرة أخرى، وعُيّن مديراً لمكتب «الجزيرة» فى العراق. وتمكن من تقديم برنامج يُذاع مباشرة من بغداد بعنوان «المشهد العراقى»، الذى لاقى نجاحاً سريعاً، وكان يظهر خلاله بملابس مهندمة، ولغة عربية منضبطة، ونظرة عين ثاقبة أثناء الحوار.
نقلة مهنية جديدة، حدثت لـ«خنفر»، حين تم تعيينه مديراً لقناة «الجزيرة» فى عام 2003، هنا ترك كل ذكرياته فى العراق، وانتقل لحياة رغدة بـ«الدوحة» فى قطر، 3 سنوات مرت من العمل المستمر، لم يفقد «خنفر» تركيزه لحظة، حتى أصبح مديراً لشبكات قنوات «الجزيرة»، يقول «خنفر»: «قدمت استقالتى من إدارة شبكة (الجزيرة) عام 2011، تركت (الجزيرة) صرحاً عالمياً، أول قناة عربية تصل إلى العالمية، تركت شبكة (الجزيرة)، وهى مكونة من 25 قناة».
ذاع كثير من الأقاويل حول استقالة «خنفر» من «الجزيرة»، وفى كل مقابلة إعلامية كان يراوغ بذكاء ثعلب، يُفنّد وينفى كل الفرضيات التى يفترضها المذيع، وكان من أشهر تلك المزاعم، ظهور وثائق «ويكيليكس» التى تؤكد العلاقة بين «خنفر»، مدير شبكة «الجزيرة»، ووكالة الاستخبارات الأمريكية، وكان رد «خنفر» حول تلك الاتهامات: «عدو (الجزيرة) الأكبر كان أمريكا خلال فترة عملى بها، مكاتبنا كانت القوات الأمريكية تقصفها عن عمد فى أفغانستان والعراق، تم اعتقال أكثر من 20 صحفياً فى العراق، وبعضهم تعرّض للتعذيب فى جوانتنامو، كانت تأتينا رسائل الغضب والرفض من جورج بوش يومياً، حتى إن هناك قيادات سياسية أمريكية، أعلنت أن جورج بوش يرغب فى ضرب المقر الرئيسى لقناة (الجزيرة) فى قطر».
وعن دور «الجزيرة» فى تغطية ثورات الربيع العربى، واجه «خنفر» كثيراً من الاتهامات، عن دعم قناة «الجزيرة» للثورة فى مصر وتونس وسوريا، وموقفها المتخاذل من التظاهرات فى البحرين، كالعادة راوغ «خنفر» فى إجاباته، حول قدرة «الجزيرة» على نقد الأوضاع العربية، وعدم اقترابها من الأوضاع السياسية فى البلدان الخليجية، قائلاً: «البلدان الخليجية، خصوصاً قطر، وزنها وتدفق الأحداث السياسية بها ضعيف جداً، مقارنة بدول كبيرة مثل العراق ومصر وسوريا، وبالتالى فنحن نصب تركيزنا على الأوضاع هناك».
فترة الهدوء التى عاشها وضاح خنفر، بعيداً عن وسائل الإعلام، انتهت فى عام 2015، حين ظهر «وضاح» وهو يفتتح مشروعاً إعلامياً جديداً، اعتبره التحدى الذى كان ينتظره، وهو «هافنجتون بوست العربى»، ليكون النسخة العربية من موقع هافنجتون بوست الأمريكى، وحدّد «خنفر» مدينة لندن، لتكون مقراً لهذا المشروع، وكذلك توجه موقع هافنجتون بوست العربى، مدعياً أن وجود المقر بعيداً عن الشرق الأوسط، سيسهم فى صدور محتوى متوازن بعيداً عن الصراعات السياسية فى المنطقة.
الموقع الذى أنشأه «خنفر» حديثاً، لم يمر كثير من الوقت حتى ظهرت مساندته لجماعة الإخوان فى كل الدول العربية، كما أعلنت الحكومة المصرية، رغبتها فى حجب موقع هافنجتون بوست من ضمن 20 موقعاً إليكترونياً، لقيامها ببث أخبار خاطئة وغير منضبطة.