عمرو سعد: أقاوم الفساد المجتمعى فى «وضع أمنى» وأعيد الحارة المصرية لزمن أفلام «عبدالحليم حافظ»
عمرو سعد
يواصل النجم عمرو سعد الإبحار فى موهبته، والدفع بموجات جديدة من الإبداع لعالم الدراما التليفزيونية، ومع بطولته لمسلسل «وضع أمنى»، الذى خطف الأنظار منذ حلقاته الأولى، تبين أنه أبى الوقوف عند نجاح مسلسله الأخير «يونس ولد فضة»، وقرر التغيير بشخصية «حسن الغريب» التى سيتكشف العديد من تفاصيلها خلال الحلقات المقبلة. «سعد» فى حواره مع «الوطن» يكشف أسباب موافقته على بطولة «وضع أمنى»، ويعلن عن تفكيره فى تقديم مسلسل تليفزيونى للترفيه فقط فى رمضان المقبل، ويوضح أسباب تغيير اسم المسلسل من «أيام حسن الغريب» إلى «وضع أمنى» والعديد من التفاصيل خلال السطور المقبلة.
أتقمص أدوارى على طريقة تحضير العفريت.. وأفكر فى تقديم مسلسل لـ«الترفيه» العام المقبل ومهارة الممثل هى التنقل بين الشخصيات.. واهتمامى بالتعبير عن الناس جعلنى أنسى نفسى
■ ما الذى جذبك للموافقة على بطولة «وضع أمنى»؟
- أسباب عدة، أبرزها إعجابى بالسيناريو وطبيعة دورى فيه، لا سيما أن «حسن» يُعد بطلاً «هيرو» بحسب الأحداث، وهذه الشخصية يحتاجها الشارع فى هذا التوقيت، وانطلاقاً من هذه العوامل، تساءلت فى قرارة نفسى: «لماذا لم أجسد مثل هذه الشخصية فى أعمال سابقة؟ خاصة أنها أشبه بالجرار الذى يجر القطار، فضلاً عن محاكاتها لواقع الشباب المصرى، الذين ينتمون إلى أحياء شعبية ويلتحقون بالجامعات، ويجيدون الفهم فى السياسة والثقافة إثر سنوات تعليمهم، ولكنهم ليسوا قادرين على الإيفاء بمتطلباتهم، ويجدون صعوبة فى تحقيق طموحاتهم، علماً بأن هذه الطبقة عريضة جداً فى المجتمع المصرى، وهى بمثابة رأس الجرار الذى يجر المجتمع وبإمكانها النهوض به.
■ ألم يُغرك نجاحك فى «يونس ولد فضة» لتكرار تجربة الدراما الصعيدية مجدداً هذا العام؟
- طالبنى الكثيرون بما جاء فى سؤالك، ولكنى آثرت التغيير بسبب حبى للتحدى، ورغبتى فى تجسيد شخصية مختلفة، لأن مهارة الممثل هى التنقل بين الشخصيات، علماً بأن هناك كثيرين طالبونى بتقديم جزءٍ ثانٍ من «يونس ولد فضة»، ولكنى اخترت شخصية «حسن» لإيمانى بأن الفنان هو الذى يصنع الشخصية وليس العكس، وطالما أنه قادر على صنع شخصية جذابة وناجحة فيمكنه تقديم مثلها مجدداً، ولذلك نجد أن من صنع «مولانا» هو الذى صنع «يونس».. إلخ، وهو ما أرجعه إلى أننى أحب تشغيل المصنع دائماً، وعدم الوقوف عند منطقة تمثيلية بعينها.
■ وما إمكانية تقديمك لجزء ثان من «يونس ولد فضة» استجابة لرغبة جمهورك؟
- حقاً لا أدرى، ولكننى أفكر فى تقديم عمل للتسلية والإمتاع خلال العام المقبل، ولا أعرف إن كنت سأخوض هذه التجربة أم لا، ولكن ما أرغبه هو تقديم مسلسل «للضحك فقط»، أو الاندهاش من حالة رومانسية معينة.
■ هل رغبتك فى خوض تجربة تليفزيونية كوميدية سببها عدم استغلال قدراتك بالشكل الكافى فى هذه المنطقة حتى الآن؟
- قدمت الكوميديا فى أعمال سابقة، ولكنى كنت أفكر بطريقة معينة وقتما بدأت، وكانت هذه الطريقة لها علاقة بالفيلم الواقعى والتعبير عن الناس، بغرض إسداء الدين الذى يطوق عنقى للجمهور «لأنى أنا منهم وجاى من عندهم»، فلم أنشغل حينها بفكرة صناعة نفسى وتغليفها برونق معين.
■ بالعودة إلى مسلسلك الجديد.. لماذا غيرت جهة الإنتاج من «الأخوة المتحدين» لـ«سينرجى»؟
- تلقيت عروضاً عديدة بعد «يونس ولد فضة»، ولكنى التزمت بكلمتى التى أعطيتها لصادق الصباح، لأننى أحترمه وأقدره، إلا أن مشروع الشراكة بين شركة الأخير وشركة «أى برودكيشن» تعذر لأسباب لا أعلمها، مما جعل المسلسل مهدداً بالتأجيل، وفكرت فعلياً فى تأجيله بسبب ضيق الوقت، ولكنى تراجعت عن تفكيرى وقررت تنفيذه مع المنتج تامر مرسى، وذلك بالاتفاق والتراضى مع صادق الصباح، الذى تربطنى معه علاقة صداقة قوية، وكنا نتحدث معاً حتى وقت قريب.
■ ولكن ألم تقلق من عدم استحواذ مسلسلك على اهتمام المنتج تامر مرسى بحكم انشغاله بإنتاج العديد من المسلسلات الأخرى فى رمضان الحالى؟
- على الإطلاق، لأنه يستشعر قيمة المسلسل وقوة أحداثه، ويدرك أن وجود بطل «هيرو» يشكل عنصر جذب للمحطات الفضائية، بحسب كلامه، فضلاً على أن شخصية «حسن» تمثل شريحة كبيرة من الناس التى تنجذب للضحك والبطل الذى يمثلها.
■ لماذا تغير اسم مسلسلك من «أيام حسن الغريب» لـ«وضع أمنى»؟
- لم أكن ميالاً لاسم «وضع أمنى» فى بداية التحضيرات، لأن ذوقى يتعارض مع هذه النوعية من الأسماء، فاقترح المخرج مجدى أحمد على اسم «حسن الغريب»، وشعرت حينها بعدم رغبتى فى تسمية المسلسل على اسم البطل على غرار «يونس» فى العام الماضى، فظللت أفكر فى اسم آخر والوقت يداهمنا، إلى أن جاءنى تامر مرسى وقال لى: «لازم ننزل باسم»، وكان هو معجباً بـ«وضع أمنى»، فاستقررنا عليه وقررت العمل وفقاً لاختيار المنتج والمؤلف للاسم، لأنه ليس بالضرورة أن أفكر بطريقتى طوال الوقت.
■ تتعرض لقضية تجارة الآثار فى مسلسلك الجديد..
مقاطعاً:
- لا نتعرض لقضية تجارة الآثار وحدها، خاصة أنها تمثل جزءاً صغيراً من الأحداث، وتأتى فى إطار رحلة «حسن»، الذى كان يعمل فى قطاع الآثار قبل أن يكتشف وجود فساد فيه، ولكننا نسلط الضوء على الفساد فى مختلف القطاعات، سواء فى التعليم أو الصحة.. إلخ، ونرصد الظلم الاجتماعى الذى يتسبب فيه أشخاص بحق آخرين، ورغم ذلك نرى محاولات البطل فى مقاومة الفساد بجهة عمله، حيث يتجه للإعلام الذى يشهد فساداً أيضاً.
■ لماذا تسلط الضوء على قضايا الإعلام فى أعمالك، لا سيما أن فيلمك الأخير «مولانا» تضمن مشهداً للشيخ «حاتم الشناوى» وهو يلقى بميكروفونات القنوات الفضائية؟
- أحب تناول فساد الإعلام فى أعمالى، لأن تأثير الأخير بمختلف أشكاله قوى للغاية، وهناك نسبة ليست بالقليلة لا تدرك مدى هذا التأثير، ولكن جزءاً من الإعلام حالياً وليس الكل أصبح إما ينافق السلطة أو الشارع، وهذا مؤشر خطر لا بد من الانتباه إليه، لأن مهمة الإعلام المنوط بها هى أن يرى بضمير المجموع دون انحياز لأحد، ولكن تداخل الإعلام مع البيزنس والمال مشكلة أخرى، لأنها تُفسد أخلاق الناس وتنعكس عليهم سلباً فى أمور عديدة، أما عن مشهد فيلم «مولانا» وإلقائى للميكروفونات فكان حركة لا إرادية، ولم تكن مكتوبة فى السيناريو من الأساس، ولكن المخرج مجدى أحمد على ترك المشهد كما هو، وحينما طلبت إعادته بعد أن اكتشفت استبدالى لجملتين بكلام مغاير يؤدى نفس الغرض رفض لإعجابه بطريقة أدائى للمشهد، وعدنا بعدها للكاتب إبراهيم عيسى الذى أعجب بما سمعه حينها.
■ جزء من ملامح دورك فى «وضع أمنى» يدور عن فن النحت.. فكيف تحضرت لهذه الجزئية تحديداً؟
- أنا خريج كلية فنون تطبيقية قسم ديكور، وأجيد فنون الرسم والنحت من الأساس، ولكنى أمتاز بطريقة معينة فى التحضيرات لأدوارى، تتمثل فى قراءتى للدور وتفاصيله إلى أن تتملكنى الشخصية، بما يشبه من يُحضر العفريت حتى مجيئه، وحينما ألبس الشخصية أكسر كل القواعد، ويتحول السيناريو لمجرد دليل وليس نصاً، حيث أتسلل بقراءاتى فيه إلى الشخصية، ولذلك حينما أجرى بروفة حالياً أو أمثل مشهداً فلا بد أن أفهم الكلام وأشعر به، وحينها تنتفى فكرة النصية فى السيناريو.
■ ألم تر أن تعاونك مع المؤلف مصطفى حمدى فى أولى تجاربه بمجال التأليف مغامرة؟
- ليست مغامرة، لأن السيناريو لا يعترف بالأسماء، فربما تطلع على رواية أو نص لا يحمل اسم صاحبه وينال إعجابك، وفى المقابل قد تتلقى نصاً لمؤلف كبير ولا تراه مناسباً لشخصك، أما عن مصطفى حمدى فهو مؤلف واعد وأفكاره «سخنة طازة».
■ ما ردك على الآراء التى تعتبر أن طريقة إخراج مجدى أحمد على لا تتماشى مع تكنيك «وضع أمنى» المعتمد فى جزء من أحداثه على الأكشن والإثارة؟
- أملك وجهة نظر فى مجال الإخراج تحديداً، مفادها أن المخرج لا يكبر مهما بلغت سنوات عمره، لأنه صاحب رؤية فى الأساس، ولكن يظل اختياره لفريق عمله هو الفيصل، بدليل أن يوسف شاهين ظل يخرج لسنوات طويلة من عمره، أما مجدى أحمد على فهو صاحب خبرة كبيرة ويملك قدرات عالية فى الإخراج، وسبق أن عمل مساعد إخراج لعدد من المخرجين، أذكر منهم على سبيل الذكر لا الحصر يوسف شاهين وطارق العريان.
■ هل واجهت صعوبات عند تصويرك لعدد من المشاهد داخل منطقة شعبية؟
- صورنا مشاهد داخل منطقة اسمها «قايتباى»، وهى موجودة ما بين منطقتى منشية ناصر والجمالية، وواجهنا صعوبات فى التصوير خلال أول يومين فقط، وبعدها اعتاد أهل المنطقة على وجودنا، وتعاملوا معنا كجزء منهم لا يتجزأ، والحقيقة أننى حاولت إظهار الحارة المصرية القديمة وقت عبدالحليم حافظ، حيث كانت النظافة تحيط أرجاءها.
■ أخيراً.. هل استعنت ببديل «دوبلير» فى مشاهد الحركة الموجودة بمسلسلك الجديد؟
- لم أجد داعياً للاستعانة ببديل، رغم وجود مشاهد أكشن معقدة، وتحديداً فيما يخص إطلاق النار وكسر زجاج على مساحات كبيرة، مما تطلب تكنيكاً معيناً فى تنفيذها، كما أن «البديل» يغطى الممثل فى زاوية معينة، ولكن لن يكمله، فبالتالى من الأفضل أن تؤدى مشاهدك بنفسك.
عمرو سعد أثناء حواره لـ«الوطن»