«جورج إسحاق»: كنت بالعب فى طفولتى بـ«الفانوس».. وبافطر أول يوم مع «عليش»
جورج إسحق
«رمضان شهر لكل المصريين»، كانت أولى الكلمات التى بدأ بها جورج إسحاق، عضو المجلس القومى لحقوق الإنسان، حديثه لـ«الوطن»، حول شهر رمضان وما يمثله للأقباط، «طول الوقت لا أتناول إلا وجبة واحدة فى الصباح، وأنتظر حتى آخر النهار بتكون فيه ولائم عند أصدقائنا من المسلمين، وأنا معتاد على قضاء أول يوم فى شهر رمضان مع الدكتور سمير عليش، وبفطر معاه، الذى تربطنى به علاقة متينة، حتى أصبح الأمر تقليداً معروفاً من زمان، وأقضيه بشكل لطيف جداً»، يعود «إسحاق» إلى «بورسعيد» حيث نشأ ليسرد لـ«الوطن» حكاياته مع الشهر، «أنا من بورسعيد، وكنت حريصاً فى الطفولة إنى أشارك الأطفال المسلمين فى اللعب بالفانوس بعد الفطار، لم يُشعرنى أحد بأى حرج، ولم أشعر يوماً أننى لست منهم.. أو إنى مش مسلم.. بل لم يحدث أبداً فى حياتى»، الحى الشعبى الذى نشأ فيه «إسحاق» كان له أثر بالغ فى معاملاته واحتكاكه بباقى الرفاق المسلمين: «تربيت فى حى شعبى فى بورسعيد، قريب من شارع عبادى أمام (المسجد العباسى)، وكنا نشارك مشاركة فعلية وتعودت منذ الصغر على هذه المشاركة، ولم أشعر باغتراب، لم يحدث أبداً أن أى شخص يقولى انت مش معانا، كنا ننتظر شهر رمضان بلهفة، وحتى الأيام التى كنا نقضيها فى البيت بدون (عزومات) لم نكن نأكل إلا ساعة الفطار، وهذه سمة من سمات المصريين الجميلة، كان من ينظر إلينا يعرف أننا شعب واحد فعلاً من قبل فكرة (بيت العيلة) وكل هذا الكلام، كان الإحساس حقيقى جداً، ليس فى رمضان فقط، فقد كنت أنتظر آباء أصدقائى عندما يعودوا من الحج -تلاقى الواحد على وشه حاجة منورة وشعور جميل- خلاف ما نراه فى هذه الأيام الصعبة»، ويتحدث عن فكرة المواطنة الحقيقية: «عندما أسست حركة (كفاية) لم يشعرنى أحد الأعضاء أننى غير مسلم، أصبحت أرفض مصطلح (الوحدة الوطنية) وعنصرى الأمة، وهذا الكلام، فأنا مؤمن بشىء واحد وهو فكرة المواطنة».
لم يفت الرجل وهو يتحدث عن شهر رمضان أن يطرح رؤيته لإعادة هذه الصورة المثالية من العلاقات الطيبة بين المصريين بمختلف دياناتهم: «ليس هنالك سبيل إلا العمل المشترك، جمعيات أهلية.. موائد مشتركة.. ستجمع المصريين مرة أخرى، ونشارك مشاركة فعلية فى الأعياد ونبتعد عن الأمور الظاهرية التى نراها كثيراً».