بالصور| أهالي طفلة دمياط ضحية الاختطاف: القاتل كان يبحث عنها معنا
أم الطفلة
"ربنا ينتقم من الظالم حرمونا من بنتنا نور عيننا عشان فلوس، ذنبها إيه طفلة بريئة تروح هدر عشان مطامع آخرين، 43 يوم وإحنا عايشين في مرار لا نوم ولا راحة لم نترك مكانا إلا وبحثنا فيه والقتلة كانوا معنا وبنتنا مفيش بينا وبين جثتها متر صبرنا يا رب" بتلك الكلمات بدأت عائلة الطفلة ليلى شهاب الدين، شهيدة الغدر وجرائم الاختطاف، رواية تفاصيل مأساة نجلتهم لـ"الوطن".
جريمة بشعها شهدتها محافظة دمياط وأثارت الرأي العام ليس في دمياط فقط، حيث باتت حديث الساعة في كل منزل، طفلة لم يتخطَ عمرها الـ8 أعوام اختطفها 2 من جيرانها نهارا وقتلاها بعد وضع لاصق على فمها ووضعها في شيكارة في المنزل الملاصق لمنزل أسرتها.
بعينين دامعتين وصوت متحشرج جلست والدة الطفلة، زينب سليمان، 37 عاما، في منزلهم تتلقى واجب العزاء في طفلتها الوسطى مرددة "حسبي الله ونعم الوكيل في كل ظالم"، وتروي الأم الملكومة التفاصيل لـ"الوطن" قائلة: "اختفت نجلتي منذ يوم الثلاثاء الموافق 18 أبريل فجأة بعد نزولها أسفل المنزل حيث اعتادت اللهو مع شقيقاتها أو التوجه لمعرض والدها فجأة بحثت عنها فلم أجدها، في الخامسة عقب صلاة العصر يوم الحادث، ونزلت شقيقاتها للبحث عنها فلم يجدنها ولم نشك في اختطافها وقت الحادث وتوقعنا نزولها لشراء حاجة أو سيارة صدمتها ونقلت للمستشفى أو أغمى عليها أثناء لهوها فهذا كل ما توقعناه حينها، خاصة وأن والدها لا يوجد خلاف له مع أحد وتوجهنا لكل معارفنا وصديقاتها للبحث عنها حتى أكدت إحداهن قدوم ليلى لمنزلها وقت الحادث ولم تكن موجودة فعادت نجلتنا للمنزل ولم يساورنا الشك باختطافها إلا مساء يوم الحادث بعدما لم نترك مكانا إلا وبحثنا عنها في كل مكان وحررنا محضر تغيب".
وتضيف الأم: "تلقينا مكالمة هاتفية عقب اختفائها بـ3 أيام، حيث طلب المتصل من والدها فدية مليون جنيه، وبالفعل وافق زوجي على الدفع وقال له نصف ساعة وتكون الفلوس عندك بس أسمع صوت بنتي الأول، فكان رده لا ادفع وبعدها بـ3 ساعات هترجعلك بنتك ومفيش صوت هتسمعه قبل كده، ومن المكالمة ولم نتلقَ مكالمات منه لأن البنت كانت ماتت بالفعل هذا ما علمناه عقب ذلك ولم نعلم حينها من المتصل ولا مكانه وما قاله عن أوصافها كانت من خلال الصور التي نشرناها على مواقع التواصل الاجتماعي كي يساعدنا الناس في البحث عنها وأبلغنا الشرطة بكل ما تم معنا".
وتتابع الأم قائلة: "المتهم أقر خلال التحقيقات بمناداته ليلى وهي أسفل المنزل حيث كان يعمل بورشة مستأجرة بالمنزل الملاصق لنا ثم جذبها ووضع لاصق على فمها ووضعها في شيكارة بالورشة في محاولة منه لإخفائها كي لا يشعر به أحد، وخلال بحثي عن نجلتي بمساعدة الجيران في كل مكان دخلت عليه الورشة وجدته نائم ولم انتبه للشيكارة التي وضع بنتي بداخلها لكونها مخفية وتوفيت نجلتى عقب وضع اللاصق ووضعها في شيكارة بنصف ساعة، وعقب ذلك طلب الفدية، بل وكان يبحث معنا عن ليلى وهو خاطفها وقتلها.. في بجاحة أكثر من كده".
وتستكمل الأم قائلة: "رغم إلقاء القوات حينها القبض على كل من هو مشتبه في علاقته بالواقعة، وكان من بينهم المتهم الرئيسي وخروجه بعدها بيومين، إلا أن الله أراد كشف الكارثة يوم زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي لدمياط، فخلال انتشار قوات الأمن في شوارع مدينة دمياط الجديدة فوجئت القوات بجري زغلول، أحد المتهمين في الشارع، حيث اشتبهت القوات فيه وصوبت السلاح نحوه ظنا منهم أنه إرهابي في بادئ الأمر فكان الرد كارثة أنا عندي معلومات مهمة عن طفلة المطار المختطفة، وألقت القوات القبض عليه وخلال ذلك اعترف بارتكاب جريمة الخطف مع المتهم الرئيسي ولم يكن يعلم هو الآخر أن الأخير قتل الفتاة على حد قوله، مضيفا خطفناها لابتزاز أسرتها والحصول على مبلغ مالي مليون جنيه".
وطالبت الأم بإعدام المتهم في ميدان عام لما فعله في طفلة بريئة لا حول لها ولا قوة، متابعة: "بنتي ذنبها إيه يحصل لها كده المتهمين كانوا شغالين في الورشة بجانبنا منذ عام ونصف ولم نشك فيهم، حيث تعمد اختطاف نجلتي لكون أغلب من استأجروا الورشة معه مشوا من زمان وهو الوحيد اللي ظل موجود حيث كان يدبر للجريمة من بدري"، وأوضحت قائلة: "شقيقات ليلى أصبحن خائفات من وقت الجريمة لم يخرجن من المنزل وباتت لديهن رهبة من الجميع حتى نجلتي الصغيرة البالغة من العمر 7 أعوام باتت لا تدخل الحمام إلا وأنا معها عندها شعور هي وشقيقتها الكبرى البالغة من العمر 11 عاما بأنهما سيتم اختطافهما وحدوث ماحدث لشقيقتهما الوسطى".
وختمت الأم حديثها قائلة: "مفيش ذل ولا بهدلة أد خطف طفل من أسرته وحرمانهم منه وهما مش عارفين مصيره إيه"، متابعة: "أنا كده ارتحت بعد ما جثة بنتي طلعت ودفنتها لقيت لبنتي جثة أخيرا بعد عذاب دام 43 يوما".
فيما طالبت هانم سليمان محمد، 40 عاما، خالة الطفلة، بإعدام المتهمين في ميدان عام بتعليقهم في عامود في الشارع ليموتوا متعفنين أمام مرأى ومسمع من الجميع، كي يكونوا عبرة لكل شخص يفكر في حرمان أب وأم من ضناهم.
وتضيف هانم: "لما الأمن ضبط أحد المتهمين كان عندنا أمل إن بنتنا عايشة وهترجع ولم نكن نعلم بوفاتها إلا بعد ضبط المتهم الرئيسي إبراهيم الذي خطف الطفلة وأخفاها وطلب فدية حيث أخفاها أسفل عقار تحت الإنشاء وتم نقلها لمستشفى الأزهر الجامعي لحين التعرف على الجثمان من قبل والدها"، متابعة: "إحنا بنتعب في ولادنا عشان يحصل كده ليهم في الآخر، دي طفلة والأطفال أحباب الله، وده قتلها بدم بارد بعد نصف ساعة من اختطافها".
وتقول هبة سليمان، خالة الطفلة: "نفسي المتهم يتعدم في ميدان زي ما موتها وحرق قلبنا كده، الإعدام قليل عليه بعد قتل طفلة بريئة".
وتتذكر جنة ياسر، شقيقة القتيلة، يوم الحادث قائلة: "بعد انتهاء الدرس عدت للمنزل فلم أجد شقيقتي وحينها ظن الجميع نزولها لشراء شيء فنزلت معهم للبحث عنها ولم نجدها".
وتضيف جنة: "آخر مرة شاهدت شقيقتي كان قبل الاختطاف بساعة، وكنا قد توجهنا في ذات اليوم صباحا للمعهد الأزهري لأداء الامتحان وعدنا سالمين، ثم توجهت ليلى للنوم حتى قبل الجريمة بساعة قامت تلعب وتم اختطافها وقتلها ولم تكن قد تناولت طعام أو شربت شيئا"، وتابعت جنة قائلة: "ليلى وحشتني، نفسي أشوفها وأخدها في حضني عايزة اللي حرموني من شقيقتي يتعدموا".
ويقول ياسر والد الطفلة: "المتهم كان خاطف بنتي ووضعها في شيكارة وقتلها في ورشة تبعد متر واحد ومنعرفش، وبكل جبروت كان يبحث معنا عن البنت ولا كأنه ارتكب جريمة"، مضيفا: "نفسي اللي عمل كده في بنتي وحرمني منها يتعدم".
وتمكنت قوات الأمن بدمياط بإشراف اللواء سيد العشماوي، مدير إدارة البحث الجنائي بالمديرية، من كشف ظروف وملابسات واقعة اختطاف طفلة وذلك في المحضر رقم 892 إداري مركز كفر البطيخ لسنة 2017.