«تادرس قلدس»: «شهر رمضان ومولد النبى» مناسبات مصرية نحتفل بها دون تفرقة
تادرس قلدس
«شهر رمضان بيستناه كل المصريين.. المسيحيين قبل المسلمين.. كلنا بنستنى الكنافة اللى الناس بتعملها فى الحارة.. وفى الشارع، وبنستنى القطايف والحلويات والياميش، كلنا واحنا فى طفولتنا نزلنا الشارع اشترينا الحاجات الجميلة دى، وانتظرنا النور اللى بيتعلق فى الشارع مع الزينة، واستنينا الفانوس نجيبه ونعلقه فى شارعنا». بهذه الكلمات استهل اللواء تادرس قلدس، عضو مجلس النواب، حديثه لـ«الوطن» حول شهر رمضان فى حياة أقباط مصر.
يطير الرجل بجناحى الذاكرة البعيدة إلى مدينة أسيوط حيث نشأ: «أنا من الجيل اللى كان على أيامه فيه مدفع بيضرب فى كل مدينة ساعة الفطار، كان فيه مدفع غرب البلد جنب المدرسة الابتدائية كنا كلنا واحنا أطفال بنروح ساعة الفطار نتفرج على العسكرى وهو بيضرب المدفع، ماكانش فيه حد يسأل مين ده ومين ده، ماحدش فرّق بيننا ولا سألنا انت دينك إيه.. كلنا أطفال بنلعب ونتفرج ونفرح، فأنا من جيل اتربى على التعايش والمحبة التى لا يمكن أن تضيع بين جيلنا».
ويعتز اللواء السابق عضو مجلس النواب بروح الوحدة التى تسود مدينة أسيوط المعروفة بالكثافة العالية فى أعداد المسيحيين: «إحنا كمسيحيين ومسلمين فى أسيوط لُحمة واحدة، ورمضان بيكون جميل بالنسبة لنا، والمولد النبوى كذلك، وننتظره حتى نشترى الحلوى ونحتفل كلنا، لأنها مناسبات مصرية تجمع الكل، وليست قاصرة على طائفة أو فئة معينة».
لم يفترق «تادرس» طوال حياته عن رفاقه وأصدقاء دربه من المسلمين: «لم يفرقنا غير الشعائر.. واحد بيصلى فى الجامع والتانى فى الكنيسة.. ياما مشيت مع أصحابى وأصدقائى وكان ييجى وقت الصلاة فالواحد منهم يدخل الجامع وأنا استناه برا لحد مايخلص.. وياما دخلت أصلى فى الكنيسة وكانوا أصحابى المسلمين ينتظرونى برا، هو ده اللى اتربينا عليه، لكن الجيل اللى طالع ده مش زى جيلنا.. هل هيقدروا يستحملوا زينا، ولا إيه اللى هيحصل؟.. لازم نلاقى إجابة للسؤال ده وننمى روح المحبة مرة أخرى».
حل مشاكل الكراهية والفتن الطائفية التى استشرت فى المجتمع يلخصه عضو مجلس النواب فى المبادرات الفردية وعدم انتظار المؤسسات.