اللواء حسان أبوعلى: هناك «حرب خفية» ضد شباب مصر
اللواء أركان حرب حسان أبوعلى
أكد اللواء أركان حرب حسان أبوعلى، أحد رجال القوات المسلحة فى الحروب التى خاضتها مصر فى العصر الحديث، مستشار أكاديمية ناصر العسكرية العليا، أن مصر تعيش «حرباً خفية» موجهة لشبابها بغرض تدميرهم، مضيفاً: «حينما أنظر لمصر والأوضاع حالياً أشفق على جيش بلادى لأننا كنا نواجه عدواً نعرفه، أما الآن فالعدو يستخدم أدوات معينة لمحاولة هدم مصر»، وإلى نص الحوار:
■ كنت أحد الضباط الذين حاربوا فى معارك مصر الحديثة.. كيف تتذكر ذلك ونحن فى ذكرى حربين منها فى اليوم نفسه؟
- كنت أحد المقاتلين المصريين فى وسط سيناء أثناء حرب أكتوبر عام 1967، ورأيت الهزيمة بعينى، ثم رأيت ما أذاعته وسائل الإعلام الغربية بأن الجيش المصرى خسر قرابة 80% من معداته وإمكانياته، ورغم ذلك قمنا بعدة عمليات فى أعقاب هزيمة عام 1967، وكان درساً للعالم كله، وللشباب الذين يعيشون فى عصرنا، بأن المصريين فى رباط إلى يوم الدين، وأنه لا يأس مع الإرادة والعمل.
مستشار «أكاديمية ناصر» لـ«الوطن»: المصريون فى رباط إلى يوم الدين
■ وكيف انتقلنا من «الانكسار» إلى «الانتصار»؟
- دخلنا حرب استنزاف ضارية بذل فيها جيشنا الغالى والنفيس، وكان أحد أهم الأشياء التى نجحنا فيها هو التغلب على الدعاية المضادة، والتى تقول إن مصر انتهت، وإن حدود إسرائيل أصبحت من قناة السويس، حيث إن الحرب لم نعد لها عسكرياً فقط، ولكن نفسياً، وعلمياً، وبدنياً، ولوجيستياً. وأعلنت إسرائيل يوم 9 أكتوبر بعد 3 أيام من بدء الحرب أنها فقدت السيطرة على حرب أكتوبر تماماً بعد عبور القوات المصرية لقناة السويس فى 3 أيام وكما حققنا خسارة لها فى أسطول طائراتها بما يفوق 87 طائرة وهى أرقام موثقة وذلك بفضل التعاون بين الدفاع الجوى والقوات الجوية وفى نهاية الحرب إسرائيل فقدت ما يزيد على 300 طائرة.
مقاتلو العاشر من رمضان يروون ذكريات الهزيمة والانتصار
■ وهل النصر كان معجزة فى أذهانكم؟
- إذا كنا نسرد تاريخياً أريد أن أوصل رسالة للشباب أننا عشنا 6 سنوات عجافاً حظيت فيها القوات المسلحة المصرية بدعم كل المصريين، ومثابرتهم، وشارك فيها العديد من العمال بنوا حائط الصواريخ، وعندما تم التفكير فى هدم الساتر الترابى كانت فكرة مقدم باقى زكى، وهو درس نعلمه فى كلياتنا الحربية، وكان قعد يفكر، رغم أنه كان متردداً فى بداية عرض فكرته بعد أن أكد الروس أننا بحاجة إلى قنبلتين ذريتين، فالقائد المحترم أخذ هذه الكلمة بجدية وكتبها وأوصلها للقيادة العامة والقائد الأعلى وهو درس فى القيادة، فدائماً هناك أفكار خارج الصندوق وتم عمل ماكيت والتدريب عليه وخططنا لاختراقه ونجحنا. وأرى أن حرب الاستنزاف درس للشباب، خاصة أن كثيراً من القوات كانت تعمل خلف خطوط العدو فى وسط سيناء وبالتعاون مع أهالى سيناء.
■ وكيف تكون رؤيتك للتحديات التى تواجهها مصر حالياً مقارنة بما عشتموه؟
- رغم ضراوة معركة الاستنزاف و1973 فإننى أشفق الآن على القوات المسلحة لأننى كنت أحارب عدواً أراه، وأعرفه، وأدرس كل كبيرة وصغيرة لديه فكرياً ونفسياً وعسكرياً واقتصادياً، ولكن الآن العدو غير معروف وما يحدث فى سيناء جاءت هذه العناصر فى فترات السكون وحمتها عناصر الإرهاب التى تأتى من جنسيات متعددة، وأقول للشباب نحن مستهدفون.
يجب ألا نيأس وأن يكون لدينا ثقة بـ«النصر».. ومصر تفاوض العالم حالياً من «مركز قوة»
■ وهل يمكن أن يحدث ذلك؟
- نحن نعيش بالفعل حرباً خفية؛ فشباب الأغنياء تم تدميرهم بالرذيلة والمخدرات، ونحن فعلاً أمام حرب حقيقية، وهناك كتاب فى السبعينات صدر لكسينجر ونيكسون، واسمه «نصر بلا حرب»، وقال هذا الكتاب فى الجزء الخاص بالشرق الأوسط إنه لا بد أن تقوم الدول الغنية بإحداث الفتن والترويع لتلك الدول لتهيئة المناخ لقيام حروب فى الشرق الأوسط لإحكام السيطرة عليها، ومن هنا جاءت ثورات الربيع العربى. وفى رسالة حوار بين الرئيس الأمريكى ورئيسة الوزراء الإسرائيلية بعد حرب 1956، عبدالناصر قال إحنا بنبى السد، فقالت جولدا مائير: هو احنا لسه هنستنى لحد ما مصر تبنى نفسها، وبدأت الخطة، ولكن الدرس الذى وجهته مصر لنفسها وللعالم أننا نفضنا الغبار سريعاً وبسرعة فى 30 يونيو وبالتالى يجب ألا نيأس ونكون على ثقة وإيمان بالنصر، خاصة أن مصر الآن تتفاوض مع كل دول العالم وهى فى مركز قوة وليست فى مركز ضعف.