مقترحات نقل القاعدة الأمريكية من قطر تعود إلى المشهد من جديد
صورة جوية لقاعدة «العديد» الأمريكية فى قطر
لم تكد الخلافات تتفجّر بين دول الخليج وقطر قبل يومين، حتى بات الجميع يتساءل عن مصير مقر قيادة القوات المركزية الأمريكية فى قاعدة «العديد» القطرية، خصوصاً بعد أن تزامنت هذه التساؤلات مع الوثائق المسرّبة بعد اختراق الإيميل الخاص بالسفير الإماراتى فى «واشنطن»، يوسف العتيبة، حيث جاء فى إحدى الرسائل المُسرّبة مباحثات بين المستشار الأسبق لقوات الدفاع عن الديمقراطية الأمريكية جون هانا و«العتيبة»، تطرق فيها «هانا» إلى الحديث عن قطر، معرباً عن انزعاجه من استضافتها اجتماع لحركة «حماس» فى فندق مملوك للدولة، ورد «العتيبة» عليه، قائلاً: «هذا ليس خطأ الحكومة الإماراتية، والقضية الحقيقية هى القاعدة العسكرية الأمريكية فى قطر».
رئيس «الشئون الخارجية» بـ«النواب»: «واشنطن» تعتزم نقل قاعدتها إلى بلد آخر إذا لم تتوقف «الدوحة» عن دعمها للجماعات المتشدّدة
ورصدت الوثائق المُسربة العلاقة الوثيقة بين «العتيبة» وصهر الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، ومستشاره جاريد كوشنر. وحسبما ورد فى الرسائل، فإن «العتيبة» أجرى اتصالاً هاتفياً بـ«كوشنر»، لدفع الولايات المتحدة إلى إغلاق قاعدتها العسكرية فى قطر، وإلحاقها بالقضايا التى قد تؤدى إلى مشكلات بين الولايات المتحدة وقطر. وحسب الوثائق التى نشرها موقع «إنترسبت» الأمريكى، فإن «العتيبة» أكد أن ولى عهد أبوظبى محمد بن زايد، يؤيد موجة من الانتقادات المناهضة لقطر فى الولايات المتحدة الأمريكية.
ولم تكن هذه هى المرة الأولى التى يتم فيها طرح إمكانية نقل القاعدة العسكرية الأمريكية من الدوحة إلى أى دولة أخرى، حيث سبق أن صرح رئيس لجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب الأمريكى إد رويس منذ ما يقرب من شهر، بأن الولايات المتحدة تعتزم نقل قاعدتها العسكرية الموجودة فى قطر إلى بلد آخر، إذا لم تُغيّر «الدوحة» من دعمها للجماعات المتشدّدة. وتابع «رويس»: «أعتقد أنه فى حال لم تتغير تصرفات قطر، فطبعاً ستكون لدينا إرادة بالتطلع إلى خيارات أخرى للقاعدة العسكرية»، معتبراً أنه من غير المنطقى أن تستضيف قطر القوات الأمريكية على أراضيها، وفى الوقت ذاته تدعم الجماعات الإرهابية المتشدّدة.
خبراء: أمريكا تدرس نقل القاعدة لأنها ستتكلف كثيراً لو استمرت التوترات.. والترشيحات «أربيل وسوريا ودولة خليجية»
من جانبه، قال الدكتور منصور عبدالوهاب، خبير الشئون الإسرائيلية، لـ«الوطن»، إن نقل القاعدة من قطر أمر وارد، لكن ليس بهذه السرعة. وأضاف «عبدالوهاب» أن «الأمريكان لن يتنازلوا عن القاعدة الكبيرة الموجودة فى قطر»، مشيراً إلى أنه من الممكن أن تتم الإطاحة بـ«تميم»، ويبقى نظام الحكم الموجود على البُعد الاستراتيجى مع الأمريكان من جهة، ومن جهة أخرى يحدث تغيير فى الأسرة الحاكمة، بما يتوافق مع إرضاء المملكة العربية السعودية بشكل أساسى، ودول الخليج بشكل تكميلى.
وقال الدكتور أيمن سمير المتخصّص فى العلاقات الدولية: «هناك تفكير أمريكى بالفعل لنقل القاعدة، وهناك نائب أمريكى فى مجلس الشيوخ، أعلن أنه فى حال استمرار قطر فى دعم الجماعات الإرهابية والمتطرّفة، فإن الولايات المتحدة الأمريكية ستقوم بنقل القاعدة الأمريكية من قطر إلى مكان آخر، وهناك معلومات تشير إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تفكر فى أكثر من مكان لنقل القاعدة فيه، منها إلى أربيل فى منطقة كردستان العراق أو إلى بعض المناطق التى تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية فى سوريا بعد أن يتم القضاء على (داعش)». وتابع: «هذا يفسر سعى الولايات المتحدة الأمريكية للقضاء على (داعش) فى منطقة الرقة، ومن ضمن الأماكن المرشحة أيضاً يمكن نقلها إلى دولة خليجية أخرى مثل الإمارات.
من جانبه، قال عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية الدكتور أحمد فؤاد أنور، إنه «خلال القمة الإسلامية العربية الأمريكية على الأرجح، تم الاتفاق مع (ترامب) على مواجهة شاملة للإرهاب.. وعلى هذا خاطب الرئيس السيسى (ترامب) مباشرة فى أعقاب حادث المنيا الإرهابى لتفعيل ما تم الاتفاق عليه.. وفى جميع الأحوال أصبح (تميم) عبئاً ثقيلاً وكارتاً محروقاً، ولا يمكن نقل أفراد أو بضائع مهما كان سعر التأمين المالى وسط أجواء وأساطيل معادية على طول الخط الملاحى». وأضاف: «كل ما سبق يوضح أن القاعدة الأمريكية لن تكون ذات جدوى، وتكلفة استمراها ستكون باهظة، ولن تتحمل الإدارة الجديدة وجود القاعدة فى بؤرة توتر خاصة أن سيناريو مقتل السفير الأمريكى فى بنغازى لا يزال فى الأذهان، فضلاً عن ملفات الفساد المالى والرشى، وحقيقة أن نصيب الفرد القطرى من الدين العام تجاوزت 29 ألف دولار، مما سيخلق حالة سخط شعبى لا تريد واشنطن أن تتورط بقاعدتها فيه».