«شريف» يصنع فوانيس رمضان من «سلك المواعين»
«شريف» وابنه يبيعان الفوانيس على الأرصفة
على رصيف شارع الدقى، يجلس «شريف» وسط فوانيسه المفرغة، التى اعتاد صنعها من أسلاك الألومنيوم السميك فى شهر رمضان، يغطيها بزينة باللون الذهبى والفضى، و«سلك» إضاءة متصل بالكهرباء، وبجانبه ابنه «عمر» ابن الـ12 عاماً، الذى يساعده فى تصميم الفوانيس لبيعها على الأرصفة. لم تكن صناعة الفوانيس للرجل الأربعينى مجرد «باب رزق»، فهى هواية يمتلكها منذ أكثر من 10 سنوات، يصمم الفوانيس بأشكالها المميزة بـ«سلك الألومنيوم» فى شهر رمضان: «شكل جديد للفوانيس بعمله بإيدى، لأن الشغل بسلك المواعين مفيش حد بيعرف يشتغله، وبقالى سنين بصنعه والناس بتشتريه منى». يستغل «شريف محمد» أغلب المواسم لعمل أشكال تتناسب معها عن طريق «سلك الألومنيوم»، ففى رمضان يصمم الفوانيس ذات الأشكال والأحجام المختلفة، وفى الاحتفال بالمولد النبوى الشريف يصمم عروسة وحصان المولد بأشكال مختلفة أيضاً: «محدش يقدر ينافسنى فيه، لأن مفيش كتير بيعرفوا يصمموا أشكال بسلك المواعين، لأنه بيشوّك وكمان محتاج يبقى حد عنده موهبة».
يبدو الفانوس بسيطاً فى شكله للوهلة الأوّلى، ولكن تصميمه يستغرق وقتاً طويلاً بحسب «شريف»، يقضى الرجل البسيط أكثر من 3 ساعات فى تصميم فانوس واحد: «تركيبه سهل لكن تزيينه ولفه بالسلك المدهب بياخد منى وقت طويل عشان يطلع بالشكل ده، لأنى بثبته بالزينة عشان يبقى فانوس شكله حلو زى باقى الفوانيس اللى بالخشب»، سعر فانوس «شريف» المصنوع من الألومنيوم ما بين 25 و75 جنيهاً، ما يدفع زبائنه للإقبال على شرائه دون فصال: «أقل فانوس دلوقتى بـ50 جنيه وصغير، لكن الفوانيس اللى بعملها حجمها كويس وبتنوّر، وسعرها بيبقى على قد الناس عشان كده الزباين عارفينى، لأنى مش بقف فى مكان ثابت والناس عرفانى بشريف ألومنيوم». سلك ألومنيوم، زينة ملونة، لحام، سلك نور.. أدوات «شريف» التى اعتاد استخدامها لصناعة الفوانيس الألومنيوم: «أسعار الخامات بقت غالية، عشان كده بقيت أبيع الفانوس الصغير بـ25 جنيه، على عكس السنين اللى فاتت، كان أغلى فانوس عندى ببيعه بـ15 جنيه، لكن دلوقتى المكسب مش على قد تعب إيدى».
لم يكتف «شريف» بوظيفته الثابتة ممرضاً بأحد المستشفيات الحكومية، لكنه قرر أن يمارس هوايته دون خجل: «الشغل مش عيب، وأنا ببيع الفوانيس لأنى بحب أصنعها بإيدى، بنفذها وقت فراغى فى البيت».