بالصور| "عم حمدي" يحول أشجار المانجو لقطع أثاث: تعلمتها وعمري 8 سنوات
"عم حمدي" النجار
بعيدا عن زحام الأهالي والمواصلات، خصوصا في شهر رمضان الكريم، اتخذ "عم حمدي" من ضفاف حدود الطريق الزراعي بطريق "المحلة – سمنود – المنصورة" مكانا لورشته لتصنيع الأخشاب، والتي غلب بها انتشار الأخشاب المقطعة من أشجار المانجو، محملا بسيارة ربع نقل أمام مطلع كوبري قرية الراهبين بدائرة مركز سمنود.
"عم حمدي": "أكثر من 40 سنة نجار.. وربنا كرمني بولدين في التعليم"
وداخل الورشة، التي تقع على مساحة 55 مترا مربعا، تحرك الشباب والصبية يمينا ويسارا، بعضهم يحمل قطع الأخشاب من أعلى السيارة ويضعها في أحد أركان الورشة، بينما وقف البعض الآخر أمام ماكينات الخراطة واستخدم المنشار والمطارق للدق بها على القطع الخشبية وتحويلها إلى قطع من الأثاث التي تتسم بصغر حجهما، بينما يلتف الجميع داخل الورشة حول رجل قد تخطى العقد الخامس من عمره غلب على بشرته السمراء التحدي والإرادة في العمل قبيل لحظات الإفطار، وتخلل شعره الكثيف الأتربة بسبب تناثرها بالطريق الزراعي نتيجة حركة النقل والمواصلات.
في مشهد آخر، أخذ الرجل ذو البشرة السمراء يحمل أعلى كتفه ألواحا من الخشب ويناولها إلى نجليه "أحمد ومحمود" لمساعدته فإذا بأحدهما يناديه بـ"عم الأسطى حمدي فتحي" وهو يرفع عينيه حال ارتدائه زي العمل الذي قد اتسخ من العرق والأتربة وأصبح مهلهلا لكنه لم يكترث كونه حرص على مواصله عمله الدؤوب لكسب قوته وإتقان المهنة التي تعلمها من أجداده طوال أكثر من 45 سنة من عمره.
"أكثر من 40 سنة مهنتي في النجارة وربنا كرمني بولدين في التعليم بجري على قوتهم وربنا بيكرمنا الحمد لله"، بتلك الكلمات بدأ "عم حمدي" الحديث مع "الوطن"، مضيفا أن له عادات وسلوكيات أخرى خلال شهر رمضان المبارك قد اعتاد عملها طوال العقود التي مضت من عمره، مستشهدا بحرصه على العمل خلال شهر رمضان في فترات المساء التي تعقب الإفطار حتى لحظات السحور وصلاة الفجر، نظرا لصعوبة العمل خلال أشعة الشمس والعطش خلال ساعات الصيام في ظل الطقس الحر، على حسب قوله.
العمال: "الورشة بتوسع وبتكبر عشان رضا ربنا علينا وبنراعي الإتقان في شغلنا"
وتابع عم "حمدي" بقوله: "أنا حرصت على العمل في مهنة النجارة رغم شقائها واتعلمتها من والدي وأنا عندي 8 سنوات كنت بقف معاه دايما في الورشة أناوله المنشار والشاكوش والمطرقة الحديدية وأتعلم كل خطوات تصنيع وتحوير الخشب إلى قطع من الأثاث والمقاعد الصغيرة والحمد لله ربنا كرمنا وكبرت وولادي وصبياني معايا في الورشة وبنكسب قوتنا من عرق جبينا".
وعلى بعد 5 أمتار، يقف صبي في العقد الثاني من عمره، يعمل على إحدى الماكينات التي تصدر أصواتا عالية وهي تخرط شجر المانجو، ويقول الصبي "محمود" إنه طالب في الثانوية، وهو نجل "عم حمدي": "إحنا في رمضان عملنا مختلف بنتجمع كلنا على السحور مع بعض ومع توقيت بدء العمل بنفطر سوا ونتحرك عشان نحدد شغلنا في الورشة، ودايما قوتنا في إنجاز الشغل في وجود مع بعض وربنا يحفظ أبويا سندي في الحياة".
وقال عمال الورشة وهم يتحركون خارج الورشة ويحملون الأخشاب: "رمضان كريم على كل الناس وإحنا بنتعب لما نشتغل وقت الصيام وإنتاجنا أكثر من 70% بنسوقه للبيع".
وأضاف عمال الورشة: "إحنا حاليا بنشتغل بقالنا سنين ودايما الحمد لله الورشة بتوسع وبتكبر، وكل ده عشان رضا ربنا علينا وعشان بنراعي الإتقان في شغلنا وإحنا أسعارنا مميزة ومش بنحب جشع في الأسعار وكلنا إيد واحدة عشان مصر بلدنا تعيش في أفضل دايما".