«أحمد» طالب حقوق صباحاً.. وبائع «غزل بنات» بعد الفطار
«أحمد» مع عربته لبيع «غزل البنات»
بابتسامة لا تفارق وجهه، يقف «أحمد عادل» أمام عربته الصغيرة المزينة بأكياس غزل البنات الملونة، بشارع المتوكل فى طنطا، التى يوفر من خلالها مصاريف دراسته بكلية الحقوق جامعة المنصورة، لعل الجنيهات المتوافرة من عائده تعينه على تخفيف عبئه من على كاهل أسرته، حتى لو كانت الأسرة رافضة لهذا المشروع ومتمسكة بالعبء ومعترضة على «البيع على العربية».
يخرج الشاب العشرينى كل يوم من منزله بعد أذان المغرب بنصف الساعة، بعد أن ينتهى من تناول إفطاره متجهاً بعربته الصغيرة الموجودة بنفس المكان منذ 3 سنوات: «فى رمضان بقف بعد الفطار لحد الفجر وبتسحر عليها، وفى الأيام العادية بقف عليها أكتر من 12 ساعة فى اليوم وبعمل غزل البنات بنفسى»، اختيار «أحمد» لصنع وبيع غزل البنات يرجع لحب تناوله: «زى كل الأطفال من زمان بحبه جداً، ولما كبرت شُفت واحد بيعمله عندنا فى الشارع فعجبتنى الفكرة وكبرت فى دماغى وقررت أعمل مشروع غزل بنات أكسب منه، ومن يومها واقف على العربية والدنيا مشيت معايا الحمد لله».
يفخر «أحمد» بأن مكسبه الصافى يومياً قد يتجاوز الـ35 جنيهاً، يراه مبلغاً لا يحصل عليه الخريج ولا الموظف، لكنها فى الوقت نفسه لا تزيد لديه عن مجرد وسيلة بهدف الوصول لغاية أسمى وأرقى، لذا يتعمد الشاب تقديم نفسه لكل زبائنه بأنه طالب هندسة، وأن عمله هو جزء من مشروعه الأكبر لبناء نفسه بنفسه دون اعتماد على الأسرة: «لازم أعتمد على نفسى لأن فى النهاية مش عارف لما أتخرج مصيرى هيكون إيه، وأصلاً الشغل مش عيب ومفيش حاجة تمنع المهندس أو خريج طب أو حقوق أو أى كليات قمة إنه يشتغل أى حاجة، أحسن من قعدة البيت»، مظهره الراقى وابتسامته الدائمة تشجع الجميع على التعامل معه: «الناس كلها عرفانى، ومن وأنا عندى 12 سنة وأنا بشتغل وبعتمد على نفسى، وأكتر شهر بكسب فيه هو رمضان».