طلاب الثانوية الأزهرية: «عايشين معاناة.. وبنمتحن فى صمت.. وفى الآخر يضيعوا تعبنا»
على
جانب آخر على هامش امتحانات «الثانوية العامة» يعيش أصحابه «معاناة» لم يتطرق إليها الكثيرون، وربما كانت مشكلاتهم أكبر حجماً، حسب ما يرى طلاب «الثانوية الأزهرية» الذين بدأوا امتحاناتهم قبل بداية «الماراثون الأشهر» بأسبوع كامل، ليقضوا امتحاناتهم فى «صمت» بعيداً عن تلك الضجة المثارة حول مدى صعوبة وسهولة امتحانات الثانوية العامة.
«إحنا مظلومين وبيطلع عنينا طول السنة وييجوا فى الآخر يضيعوا تعبنا ده بامتحانات محدش عارف ليها ملامح»، يقولها «عبده على» طالب فى القسم الأدبى من الثانوية الأزهرية بمحافظة دمياط، لم يتبقّ له فى امتحاناته سوى 3 مواد فقط، وخلال أيام الامتحانات الماضية كانت هناك العديد من المواد التى اشتكى «عبده» وكثير من زملائه من صعوبتها وخروجها عن المألوف، إلا أن أحداً لم يُلقِ لهم بالاً، حسب قوله: «بحس إننا مش موجودين فى المجتمع، وحتى الناس فى الشارع مش عارفة أى حاجة عن الامتحانات بتاعتنا، ومفروض يراعوا إن طالب الأزهر عنده مواد كتير».
إحدى الطالبات: «بنعيط قدام اللجان بس محدش بيسأل فينا»
18 مادة، هى إجمالى عدد المواد التى يدرسها طلاب الثانوية الأزهرية، حسب ما قالت «هبة السيد»، الطالبة بالصف الثالث الثانوى بأحد المعاهد الأزهرية بـ«حلوان»، التى أكدت على معاناتها وغيرها من التهميش على كل المستويات: «محدش بيسأل عننا ولا يعرفوا عننا حاجه والدنيا بتتقلب على (العام) واحنا نشيل مواد عادى جداً، والنهارده مثلاً نص الدفعة هتشيل المادة وأنا منهم بسبب الأسئلة اللى مش مفهومة ومن بره المنهج».
بكاء وصدمات تحكى عنها «هبة» أمام لجان الثانوية الأزهرية لم تختلف عن تلك الموجودة أمام لجان الثانوية العامة: «بنخرج نعيط من اللجان وجالنا أكتر من امتحان صعب جداً ومعملناش اللى هما عملوه وبنمتحن فى صمت ومبنتكلمش ومحدش بيسأل فينا».
«الأزهرى مظلوم والامتحانات بتيجى صعبة ومفيش أى وسيلة إعلام اتكلمت عننا».. جملة عبر بها «أحمد الباز» طالب القسم العلمى بأحد المعاهد الأزهرية فى محافظة الشرقية، عما بداخله من غضب نتيجة صعوبة الامتحانات مقارنة بما يسمعه ويراه عن امتحانات الثانوية العامة: «امتحان الإنجليزى اللى فضحوا عليه الدنيا كان فى مستوى الطالب المتوسط، لكن إحنا فى الأزهر لنا الله».
عدد كبير من الساعات يخصصها «أحمد» للمذاكرة حتى يتمكن من لم أكبر كم ممكن من هذه المواد «الكثيرة» التى يمتحن بها إلا أنها أيضاً لم تكن كافية له: «بذاكر من 8 الصبح لـ3 الفجر وبرضه مش مكفى، ونفسى لما يجيبوا امتحان يبقى فى مستوى الطالب المتوسط، مش زى امتحان الفيزيا اللى كان فى مستوى أينشتاين مش طالب فى ثانوى».