«أبورضا» بائع عرقسوس «سابق» فى طنطا: «الكوباية كانت بمليم والشيكارة بـ6 قروش»
أبورضا
وجه مربع، يعلوه شعر أبيض تراجع إلى الخلف قليلاً، اعتزل صاحبه منذ فترة قصيرة بيع مشروب العرقسوس والتمر هندى، فى مدينة طنطا بمحافظة الغربية، بسبب تقدم عمره، وعدم قدرته على ممارسة الحرفة التى ظل يمارسها على مدار نصف قرن، وكان من أشهر بائعى العرقسوس بالغربية.
محمد عبدالحميد، صاحب الـ85 عاماً، يقول إنه كان يبيع العرقسوس والتمر هندى طول السنة لسكان مدينة طنطا والقرى والمراكز المجاورة، لكن بيع التمر هندى والعرقسوس فى شهر رمضان له مذاق خاص: «الشغل فى رمضان كان له طعم خاص، كانت الكوباية بمليم، وشيكارة العرقسوس والتمر هندى كانت بـ6 قروش».
يضيف «عبدالحميد» بنبرة منخفضة ممزوجة بالسعادة: «كنت أشترى مستلزمات العصير قبل شهر رمضان بـ15 يوماً، خوفاً من ارتفاع الأسعار فى شهر رمضان أو عدم توفره فى الأسواق».
ويتابع الرجل الثمانينى: «كوباية العرقسوس زمان كان لها مذاق وطعم مختلف ورائع، والزبون فى رمضان كان بيقف طابور علشانها، لكن دلوقتى بسبب الغش عزف الكثير عن شرائها»، لافتاً إلى أن عدد البائعين كان قليلاً جداً، حيث توارث هؤلاء المهنة عن الآباء والأجداد، وكانوا يتمتعون بالخبرة والمهارة العالية فى تجهيز العرقسوس والتمر هندى.
اشتهر «محمد» بين زبائنه بلقب «أبو رضا»، نسبة إلى ابنه الأكبر رضا، وكان معظم زبائنه من سكان طنطا والقرى المجاورة يأتون إليه خصيصاً لشراء التمر هندى والعرقسوس: «كان فيه ناس كتير بتشرب العرقسوس والتمر، قبل ما تركب العربية وترجع بلدها، وكان فيه ناس تانية أول حاجة كانوا بيعملوها لما ينزلوا طنطا إنهم بييجوا يرووا عطشهم ويشربوا تمر وعرقسوس من عندى، لأنى كنت ببيع العصير على عربية خشب أمام موقف سيارات الجملة، أحد أشهر مواقف السيارات فى وسط الدلتا، قبل أذان المغرب بـ3 ساعات فى رمضان».
ويختتم كلامه قائلاً: «فى شهر رمضان كنت بفطر أنا والركاب والسائقين مع بعض فى موقف السيارات، كانت فيه لمة جميلة وبركة، غير دلوقتى كل واحد واقف مع نفسه وبيفطر لوحده، رمضان زمان كان أحلى بكتير».