أميمة تمام: تعرفت على أسامة الباز لأول مرة فى رمضان ودعانى لحضور معرض فمشيت جنبه «مكسوفة»
أميمة تمام مع زوجها الراحل أسامة الباز
«عندما يهل شهر رمضان تهل معه الذكريات الحلوة والأيام الجميلة التى عدّت»، هكذا تبدأ الإعلامية أميمة تمام حديثها عن ذكرياتها مع الشهر الكريم، حين تعرفت للمرة الأولى على زوجها السياسى الراحل أسامة الباز، سكرتير الرئيس الأسبق «مبارك»، تقول: «فى رمضان قابلت أسامة الباز فى صالون ثقافى فى وسط البلد، كان أول مرة أراه على الحقيقة، فهو شخصية متواضعة ومثقف رغم منصبه وقتها فى عام 1996، إلا أن تواضعه نسّانى أنا قدام مين، فأصبح رمضان يمثل لى ذكرى حب لا تنسى، كان أول لقاء بيننا بعد الإفطار، لذلك رمضان يمثل ليا الكثير من الذكريات الجميلة».
عشت سنواتى الأولى فى المغرب وكنا نفطر على شوربة حريرة وباستيلا وفراخ مغربى بالزيتون
تتذكر «أميمة» أنها كانت وقتها تعمل فى برنامج «صباح الخير يا مصر»، وأرادت التسجيل مع الدكتور أسامة، بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية فى أمريكا وقتها، وكان خالها صديقاً له وقتها، فسهل لها الاتصال به ولقاءه فى وزارة الخارجية، وكانت تلك هى البداية الحقيقية، فقد أجرت تسجيلاً معه، وبعدها بشهور قابلته مرة ثانية وتوطدت العلاقة سريعاً: «منذ اللحظة الأولى أعجبت بشخصيته، ولم يكن بالنسبة لى شخصاً عادياً، عرفنا بعضنا أكثر، ولم نأخذ وقتاً حتى أصبح الإعجاب متبادلاً، ووجه لى دعوة لحضور معرض فى المركز الثقافى التايلاندى، وهو بشكل عام شخص يحب الأصدقاء، وفجأة وجدت أننا أصبحنا أكثر قرباً، وفى آخر عام 96 كان الارتباط العاطفى قد حدث بالفعل، ذهبت معه إلى المركز الثقافى وكنا فى رمضان، وكنت مكسوفة جداً، لدرجة أننى كنت أمشى بعيداً عنه، وحاول وقتها أن يشركنى معه ويمحو خجلى، شعرت باهتمام وعطف وتقدير كبير منه، وكانت تلك الفترة بين عامَى 1996 و1998 أسعد أيام حياتى».
عشت طفولتى فى المغرب وكلما شاهدت مسلسلاً رمضانياً عن مصر كان يزيد اشتياقى للعودة
وبعيداً عن علاقتها بزوجها الراحل، تعود «أميمة» سنوات للوراء لتتذكر رمضان قديماً، فتقول: «عشت طفولتى فى دولة المغرب، وفى رمضان كانت والدتى تملأ المنزل بهجة بمجرد حلول الشهر، وكنا نتبع الطقوس المغربية فى الطعام المغربى، كنا نشرب شوربة الحريرة ثم نأكل الباستيلا والدجاج المغربى بالزيتون، عشت فى المغرب سنوات طفولتى كلها، وكان نفسى أعود لمصر، وكلما شاهدت مسلسلاً رمضانياً عن مصر كان يزيد اشتياقى للعودة».
لم يمر وقت طويل حتى عادت أسرة «أميمة» من المغرب، لتقيم فى مصر، وقتها كان عمرها 16 عاماً، وجدت «أميمة» لرمضان فى المغرب طابعاً مختلفاً تماماً عما اعتادت عليه فى المغرب، رغم أن العادات والتقاليد فى البلدين متشابهة إلى حد كبير بحسب «أميمة»، حتى فى زينة الشوارع والفوانيس الرمضانية، لكن رغم التشابه فإن رمضان فى مصر بالنسبة لـ«أميمة» كان له مذاق وطابع مختلف ومنفرد.
أكثر ما يثير ذكريات رمضان عند «أميمة» هو وقت الإفطار، تتذكر: «دائماً فى رمضان لا يختفى من ذهنى هذا المشهد، وقت الإفطار ونحن نقوم بتحضير الطعام على السفرة، والجميع يساعد فى وضع الطعام، هذا المشهد لم يختفِ من ذاكرتى طوال هذه السنوات، وكان أول شىء أفطر عليه هو النسكافيه، وهذا أمر غير صحى بالمرة، وكانت والدتى دايماً تغضب منى بسبب شربى النسكافيه حتى قبل أن أضع أى شىء فى فمى»، أما والدها، فقد كانت له طقوس خاصة به فى رمضان، وهو أن يبدأ بشرب الشوربة فقط، ثم يقوم لأداء الصلاة بهم، وبعدها يفطر الجميع.
بعد انتهائها من مرحلة الدراسة، ودخولها مجال العمل، أصبح رمضان مختلفاً جداً بالنسبة لها، كان من الممكن أن يأتى عليها رمضان وهى فى مهمة عمل خارج مصر، فى السودان أو إيران، أثناء تغطية حدث ما، وقتها كان رمضان يأخذ طابعاً عملياً، ما أضاف إليها شعوراً مختلفاً بالشهر، وقيمة العمل فيه.
ومع زواجها من الراحل أسامة الباز، وانتقالها للحياة معه صار لرمضان طعم جديد، ظلت والدتها تشترى لها الفانوس، وتصر على أن ترسله لها فى منزلها، أما الزوج أسامة الباز، فكان يحب رمضان جداً، وكان ينتظره من السنة للسنة ليستمتع بكل دقيقة فيه، وكان معتاداً على أن يشترى احتياجات المنزل قبل بداية الشهر الكريم، وخاصة ما يتعلق منها برمضان مثل الطورشى والمكسرات، ومن ضمن طقوسه على مدار الشهر، كان «الباز» يتناول طعام الإفطار، ثم ينام قليلاً، ويستيقظ للسحور قبل أذان الفجر بفترة كافية ليتناول طعامه ثم يصلى الفجر حاضراً وينام بعدها. اختلف الأمر قليلاً فى المنزل بعد إنجاب «أميمة» لطفلتها الوحيدة «مريم»، تطوف ابتسامة واسعة على وجهها وهى تتذكر البهجة التى خلّفها وجود «مريم» فى المنزل: «بالنسبة لى أو بالنسبة لأسامة، وجود طفل فى المنزل فى رمضان أصبح مبهجاً، وكان دورى إنى أضيف بهجة لابنتى، فكنت حريصة على تعليق زينة رمضان، أو الفانوس»، تختفى الابتسامة من على وجه «أميمة» فجأة، وتعلوه سحابة حزن قبل أن تقول: «برحيل أسامة اختفت عادات كثيرة كنا نقوم بها فى رمضان، غير أننى لا أستطيع أن أنسى تلك الأيام الجميلة التى مرت على أسرتنا أثناء حياته معنا، أنا ومريم».