«مولى»: التنظيمات الإرهابية من «القاعدة» إلى «داعش» لم تستهدف إيران لارتباطهما بعلاقات منفعة
أحمد مولى
أكد أحمد مولى، رئيس حركة النضال العربى لتحرير الأحواز، أن إيران لم يتم استهدافها من قبَل أى تنظيم إرهابى بداية من القاعدة وانتهاء بداعش، نظراً لارتباطها بعلاقة نفعية مع تلك التنظيمات، مشيراً إلى أن إيران بعد تصنيفها فى قمة الرياض على أنها دولة راعية للإرهاب إقليمياً ودولياً، أصبحت بحاجة إلى عمليات مسلحة من هذا النوع لكى تبين للعالم أنها ضحية للإرهاب، وتطرّق «مولى» إلى العديد من القضايا على الصعيد الداخلى والخارجى، فإلى نص الحوار:
رئيس «تحرير الأحواز»: النظام دبر تفجيرات «المرقد والبرلمان».. وعلاقة «داعش» و«مخابرات إيران» وثيقة
■ بداية، حدّثنا عن الحادثين الإرهابيين اللذين وقعا فى طهران، تفجير قبر الخمينى وواقعة إطلاق النار فى البرلمان؟
- كان الهجوم عبارة عن عمليتين متزامنتين منفصلتين من قبَل مجموعتين مسلحتين إحداهما استهدفت البرلمان الإيرانى والمجموعة الثانية اقتحمت قبر الخمينى مرشد الثورة السابق، وبحسب المعلومات الواردة من العاصمة طهران فإن الحصيلة النهائية لهاتين العمليتين مقتل 12 شخصاً وجرح آخرين تتراوح جروحهم بين الخطرة والخفيفة، بالإضافة إلى مقتل ستة من المهاجمين واعتقال واحد منهم. كما استمر الهجومان من الساعة الثامنة صباحاً بتوقيت طهران حتى الساعة الواحدة ظهراً، وذلك يوم الأربعاء 7 يونيو 2017. وبحسب الرواية الإيرانية كان فى المجموعة التى اقتحمت قبر الخمينى والمتشكلة من ثلاثة مسلحين انتحاريان يحملان أحزمة ناسفة فجّرا نفسيهما فى وسط ساحة خالية من الأشخاص دون وقوع خسائر مادية أو بشرية، بالرغم من وجود المئات من الزوار فى قبر الخمينى. واللافت فى الأمر أن مراسل قناة إيران الرسمية أبدى استغرابه من الانفجارين اللذين قام بهما الانتحاريان اللذان فجرا نفسيهما فى ساحة قبر الخمينى، حيث قال متسائلاً: لماذا يفجر هذان الانتحاريان نفسيهما فى مكان لا يوجد فيه شخص واحد؟.
■ هل هذه أول حادثة إرهابية تحدث فى إيران؟ ومن وراءها وما مصلحته أو أهدافه؟
- من المؤكد أنه حتى اليوم لم يتم استهداف إيران بعمليات مسلحة من الخارج. وحتى هذه العملية التى نفذتها مجموعتان منفصلتان وتبناها داعش، يوجد فيها الكثير من البراهين العقلية والمادية التى تشير وتدل على تورط المخابرات الإيرانية فى تنفيذها، حيث إن داعش عندما احتلت العديد من المحافظات العراقية قبل ثلاث سنوات أصبح وجودها لا يفصله عن الحدود الإيرانية سوى أربعين كيلومتراً، فلماذا لم تنفذ عمليات مسلحة ضد إيران؟ هذا من جانب، ومن جانب آخر كانت مناسبة رحيل الخمينى قبل يومين فقط من تنفيذ هذه العملية، وكانت ساحة قبره يوجد فيها الآلاف من الإيرانيين فلماذا لم تنفذ داعش عملياتها آنذاك؟ من الواضح أن إيران بعد تصنيفها فى قمة الرياض، بالراعية للإرهاب إقليمياً ودولياً، أصبحت بحاجة إلى عمليات مسلحة من هذا النوع لكى تبين للعالم أنها ضحية للإرهاب. لكن اسمح لى أن أسجل ملاحظة حول العمليات المسلحة التى تحدث فى إيران بين الحين والآخر، والتى تقوم بها تنظيمات الشعوب غير الفارسية، مثل التنظيمات الأحوازية أو الكردية أو البلوشية، بهدف تحرير أوطانها من الاحتلال الإيرانى. إن هذه العمليات لا يمكن تصنيفها ضمن العمل الإرهابى لأنها تستند على المقاومة المشروعة التى تشرعها القوانين والمواثيق الدولية.
■ هل هناك سوابق للنظام الإيرانى فى تدبير التفجيرات أو استهداف الشعب الإيرانى المسالم بعمليات إرهابية بغرض تحقيق أهداف سياسية؟
- نعم، هناك نماذج كثيرة نذكر البعض منها، على سبيل المثال فى 20 يونيو 1994، وقع انفجار مهيب فى مرقد الإمام على بن موسى الرضا فى مدينة مشهد، وهو الإمام الثامن للشيعة، ويتمتع بقدسية خاصة لدى الإيرانيين، وقُتل فى ذلك الانفجار 27 وجُرح نحو 300 حاج إيرانى بين رجل وامرأة وأطفال، وأعلنت المخابرات الفارسية بعد الانفجار بيومين عن اعتقال مجموعة من منظمة «مجاهدى خلق» الإيرانية وبثت اعترافاتهم من خلال التليفزيون الرسمى باعتبارهم من نفّذ هذه العملية الإرهابية، بينما انكشفت الحقيقة أثناء الأزمة التى حصلت بين التيار الإصلاحى بزعامة الرئيس السابق محمد خاتمى والتيار المتشدد الذى يقوده المرشد خامنئى فى 1996، حيث اعترف منظر الإصلاحيين سعيد حجاريان، بأن العملية التى استهدفت مرقد الإمام على بن موسى الرضا هى من تدبير المخابرات الإيرانية التى تأتمر بأوامر المرشد، وذلك بهدف تشويه صورة المعارضة الإيرانية. والنموذج الثانى هو فضيحة الاغتيالات التى طالت شخصيات فكرية وسياسية فى إيران عام 1998 والتى كشف النقاب عنها الرئيس الإيرانى محمد خاتمى، والتى تم تنفيذها بأوامر من وزير المخابرات الأسبق على فلاحيان وبإشراف الإرهابى سعيد إمامى.
■ برأيك، هل هناك علاقة بين داعش وإيران؟ فالبعض يردد أن هناك علاقات تصل إلى حد الدعم، وإذا كان هذا صحيحاً، فما هو مبرر تلك العلاقة؟
- من الواضح للعيان أن هنالك ارتباطاً وثيقاً بين داعش والمخابرات الإيرانية، وعدم استهداف إيران فى أوج قدرة داعش حين سيطرت على أراض من العراق وسوريا تضاهى مساحة بريطانيا وحيث أصبحت حدودها الجغرافية ملاصقة لإيران فى العراق، هو دليل على ارتباط هذا التنظيم بإيران. هذا من جانب، ومن جانب آخر، إطلاق سراح المئات من المتشددين التابعين لداعش من السجون العراقية على يد رجل إيران الأول نورى المالكى، هو دليل آخر يبين مدى قوة التنسيق بين داعش والمخابرات الإيرانية.