صناعة المفتى: 3 برامج علمية للمتدرب للتعامل مع السائلين
الوردانى
الإفتاء أمانة ثقيلة حذرت الكثير من النصوص الشرعية والعلماء من التصدى لها بدون علم، ولما كانت الفتوى صناعة دقيقة وعلماً كبيراً وتحتاج لتأهيل خاص، فإن دار الإفتاء أولت اهتماماً بصناعة المفتى الصغير ليكون رجل علم شرعى ودولة، حيث التأهيل العلمى والإنسانى، ويتم اختيار المفتين من بين خريجى كليتى الشريعة والدراسات الإسلامية، ويتلقون تدريباً مكثفاً يشمل دراسة 11 مادة علمية ما بين شرعية وإنسانية تساعده فى إنزال النص الشرعى على المسألة محل الفتوى.
وتهتم إدارة التدريب بدار الإفتاء بأنشطة مختلفة فى مجال التدريب لإيصال المفتى الصغير لمستوى راقٍ فى فهم الشريعة الإسلامية، وتقوم الإدارة أيضاً بتدريب الباحثين المتخصصين فى العمل الدعوى، وتدريب المبعوثين من مختلف البلاد الإسلامية على الإفتاء. وقال د. عمر الوردانى، أمين التدريب والتأهيل بالدار: عملنا قائم من إيماننا بأن الإفتاء فنٌّ تحتاج ممارسته إلى خبرة عالية تساعد صاحبها على التعامل مع المسائل على اختلافها وتنوعها، ويقوم قسم التدريب بتدريب المرشحين للانضمام لأمانة الفتوى، وذلك انطلاقاً من توجُّه الدار لرفع الكفاءة العلمية لأمناء الفتوى عن طريق التدريب العملى وتوارث الخبرة الإفتائية بين أجيال أمناء الفتوى بدار الإفتاء.
الاختيارات بين خريجى الدراسات الإسلامية والشريعة وأبناء الجاليات
وأضاف: يتم اختيار المرشحين من البداية من خريجى كليات دراسات إسلامية أو شريعة ونختار المميز ليتم تأهيله فى 11 علماً من العلوم الشرعية والإنسانية لتساعده فى إنزال الحكم الشرعى على الواقعة المستفتى فيها وكيف يلم بأحوال المستفتين، وهناك 3 برامج لتأهيل المفتين؛ الأول 6 شهور، والثانى عام، والثالث 3 سنوات، حيث يتم تدريس علوم الشرع إلى جانب العلوم الإنسانية التى تؤهل الخريج لأن يصبح مفتياً ويستطيع التعامل مع الناس كعلم النفس والاجتماع، وتدرس فى هذه الكورسات نفس المواد ولكن بتعمق مختلف ويبقى ميدان التدريب العملى هو الأهم، ويحدد اللقاء الشخصى فى البداية ما الكورس الأنسب الذى سيدخل إليه أمين الفتوى الجديد، وهناك برنامج خاص للمفتين من الخارج حيث تستعين جميع سفارات الدول الإسلامية وغير الإسلامية بخبرات الدار فى الإفتاء لتدريب أبنائها على مهارات الإفتاء، والدول غير الإسلامية تجلب أئمة ودعاة من بين جالياتها المسلمة التى تعيش بها للتدريب فى الدار.
وحول سبب تغير الفتوى من شيخ لآخر قال «الوردانى»: الفتوى تتغير بتغير الزمان والمكان والأحوال والأشخاص، فلا بد من معرفة حال الشخص وواقعه الذى يحيا فيه. وتابع: «التدريب والتأهيل بالدار للخارج بدأ منذ عشر سنوات، ويقدر عدد المتدربين من خارج مصر بنحو 2000 مفتٍ، وداخل مصر بدأنا العمل بها منذ أربع سنوات وتم تخريج العشرات من المؤهلين للإفتاء».
كما تقود دار الإفتاء ملفاً آخر وهو مركز إعداد المفتين عن بُعد ويتولى إدارته الشيخ محمود أبوالعزايم، الذى أكد لـ«الوطن» أن المركز يهدف إلى نشر مرجعية دار الإفتاء المصرية فى الفتوى، ودعم التواصل بين المتصدرين للفتوى فى العالم الإسلامى. ويشرف على هذا المركز لجنة علمية متخصصة، تقوم بإعداد المقررات، ومتابعة الدراسة بمرحلتيها: مرحلة الإجازة فى الإفتاء ومدتها ثلاث سنوات، ومرحلة الإجازة العالية ومدتها سنتان.
وتهتم دار الإفتاء بالأبحاث الشرعية وخصصت لها إدارة يتولاها، د. أحمد ممدوح، وتختص بعمل الأبحاث الشرعية المتخصصة وتأصيل الفتاوى تأصيلاً شرعياً، وتضم هذه الإدارة عدة شعب هى: شعبة الأبحاث الشرعية، وشعبة القضايا الإسلامية، وشعبة الرد على الشبهات، وشعبة الفكر الإسلامى، وإدارة الأبحاث الاجتماعية، وتهدف لفهمٍ عميقٍ لظواهر ومشكلات الواقع الاجتماعى الذى نعيشه؛ حتى يؤدى هذا الفهم العميق للمشكلات والظواهر الاجتماعية إلى تأكيد موضوعية الفتوى بشأنها، وكذلك إلى القبول الإيجابى بها من قبَل أطراف المشكلة.