مائدة إفطار الإرهابيين في رمضان: دم الجنود الغلابة
صورة أرشيفية
بينما تعلو أصوات المساجد بأذان المغرب والفجر، عقب انطلاق مدفع الإفطار والإمساك، في شهر رمضان الكريم، يؤذن الإرهابيون بوابل من النيران والرصاص التي تخترق أجسام الصائمين من جنود مصر بغتة وتنهي حياتهم وهم في عز الشباب، فلم تمنعهم حرمة الشهر المبارك عن تلك العمليات الإجرامية المتعطشة للدماء، والتي كان آخرها فجر أمس، أثناء السحور، حيث انفجرت عبوة ناسفة مزروعة على جانب طريق الأتوستراد دائرة قسم شرطة البساتين أثناء سير سيارة تابعة لقطاع الأمن المركزي تُقل مجموعة من ضباط ومجندي الأمن المركزي، أسفرت عن استشهاد الملازم أول علي أحمد شوقي، وإصابة 4 آخرين "ضابط وثلاثة مجندين".
سلسلة العمليات الإرهابية، عقب ثورة 25 يناير أظهرت استباحة الإرهابية بشدة لدماء الجنود المصريين في الشهر الكريم أثناء تناولهم وجبة الإفطار، فكانت الواقعة الأولى، في 17 رمضان 1433، والموافق 6 أغسطس 2012، وبينما ينتظر الجنود أذان المغرب لتناول إفطارهم بأحد النقاط الحدودية بمنطقة رفح، انطلقت رصاصات الغدر من قبل جماعة "أنصار بيت المقدس" الإرهابية بعد استيلائها على مدرعتين تابعتين لقوات الجيش من كمين أمنى، لتختلط الدماء مع الطعام، بمقتل 16 جنديا وضابطا، وإصابة 7 آخرين، في واقعة عُرفت إعلاميا بـ"مجزرة رفح الأولى".
وفي 21 رمضان 1435، و19 يوليو 2014، وقبل دقائق معدودة من إنطلاق مدفع الإفطار، شن عدد من الإرهابيين المسلحين، هجوما على الكتيبة رقم 14 بمنطقة "الدهوس" في "الكيلو 100" بين واحة الفرافرة والواحات البحرية، راح ضحيتها 28 مجندا شهيدا، فيما عُرف بـ"مذبحة الفرافرة".
وفي العالم التالي، في الساعة السادسة و55 دقيقة، من 14 رمضان، هجم مجموعة تابعة لتنظيم ما يسمى بـ"ولاية سيناء" الإرهابية، على عدد من الكمائن الأمنية للقوات المسلحة المصرية بمنطقتي الشيخ زويد ورفح في توقيتات متزامنة، باستخدام عربات مفخخة وأسلحة ذات أعيرة مختلفة، ما أسفر عن استشهاد 17 من عناصر القوات المسلحة، منهم 4 ضباط وإصابة 13 آخرين.
"تكرار تلك الحوادث في وقت الفطار والسحور يحتاج إلى سرعة التحرك من قبل أجهزة الأمن".. هكذا يرى اللواء رفعت عبدالحميد، خبير العلوم الجنائية ومسرح الجريمة، الحل لمواجهة تلك الحوادث المتكررة، والتي يرجع سببها لانشغال الجنود في تلك الأوقات بتحضير وتناول الطعام ما يجعلهم هدفا سهلا.
وتابع عبدالحميد، في تصريح لـ"الوطن"، أن أجهزة الشرطة والأكمنة تعتبر هدفا واضحا للإرهابيين، ولذلك يجب طمس معالمها من خلال بدائل متعددة، كاستخدام سيارات عادية ليست تابعة للجيش أو الشرطة في نقلهم، بالإضافة إلى عدم ارتدائهم الزي العسكري أو الأمني، وغيرها من الوسائل، لتجنب إظهار هوية الضباط والمجندين واتباع نظام الكمائن الخفية على طريقة الردارات، على حد قوله.