«جلسة سرية» فى منتصف الليل تنتهى بمنح جوائز الدولة.. والحكومة ممنوعة من التصويت
وزير الثقافة خلال مؤتمر إعلان أسماء الفائزين بجوائز الدولة التقديرية بالأوبرا
فى «جلسة سرية» استثنائية بمناسبة شهر رمضان، ظلت منعقدة فى مقر «المجلس الأعلى للثقافة» بدار الأوبرا، حتى منتصف ليل الأحد الماضى، تم التصويت على اختيار الفائزين بجوائز الدولة «التقديرية والتشجيعية والتفوق والنيل» لهذا العام.
منع وزراء «السياحة والتعليم والشباب والرياضة والصحة» من التصويت لأول مرة.. و4 سيدات فقط ضمن الفائزين.. وغياب وسائل الإعلام عن الجلسة
وللمرة الأولى، تم خلال الجلسة تطبيق بعض البنود المعدّلة لأحكام القانون رقم (37) لعام 1958، بإنشاء جوائز الدولة للإنتاج الفكرى، ولتشجيع العلوم والفنون والآداب وتعديلاته للعام الحالى، التى صدّق عليها رئيس الجمهورية بعد موافقة مجلس النواب مؤخراً، حيث لم تشارك فى التصويت هذا العام قيادات وزارة الثقافة، ولا الوزراء، وعلى رأسهم وزراء «السياحة والتعليم والشباب والرياضة والصحة» مثلما كان يحدث فى السابق، كما تم رفع قيمة «جائزة النيل» إلى نصف مليون جنيه، بعدما كانت 400 ألف.
واكتمل النصاب القانونى خلال جلسة التصويت بحضور 61 عضواً، وتغيّب 5 أعضاء فقط، وبدأ «التصويت السرى» فى غياب تام لوسائل الإعلام، مما أثار حفيظة الصحفيين والإعلاميين الذين كانوا موجودين فى مقر المجلس لمتابعة التصويت، خصوصاً بعدما تم قطع البث المباشر عن القاعة المجاورة، وهو الأمر الذى تكرّر للعام الثانى على التوالى، حيث كانت نتائج التصويت الإلكترونى تُعرض من قبل على الشاشة لوسائل الإعلام المختلفة.
وللعام الثانى أيضاً، بدأت الجلسة بالوقوف دقيقة حداد على أرواح من فقدهم المجلس الأعلى للثقافة، وكان من المفارقات رحيلهم عقب حصولهم على الجوائز فى العام الماضى، حيث تكرّر هذا الأمر مع الراحلين جمال الغيطانى وفاروق شوشة، فضلاً عن رحيل الدكتور مصطفى العبادى والشاعر سيد حجاب والكاتب السيد ياسين والدكتور مصطفى سويف.
وقال حلمى النمنم، وزير الثقافة، فى تصريحات، إنه «تم اختيار أسماء وقامات فكرية لتحل مكان هؤلاء الراحلين، وهم الدكتورة مشيرة خطاب، ونبيل عبدالفتاح، وسعد الدين هلالى، وفتحى أبوعيانة». يأتى ذلك، فيما مُنحت أغلب الجوائز لمرشحين، ولم يحصل على الجوائز من قائمة الترشيحات سوى 4 سيدات فقط، إذ حصلت الدكتورة سهير عثمان، الفنانة التشكيلية، على «جائزة التفوق» فى الفنون، والدكتورة منى حجاج، الأستاذة بكلية الآثار، على الجائزة نفسها فى مجال العلوم الاجتماعية، فيما حصلت الدكتورة ماجدة شلبى، أستاذة الاقتصاد، على جائزة الدولة التشجيعية فى مجال السياسات الاقتصادية والعدالة الاجتماعية عن كتابها «المالية العامة واقتصاديات الرفاهية ودور الدولة فى تحقيق الكفاءات التخصّصية للموارد»، وحازت الشاعرة سلمى فايد جائزة تشجيعية الآداب عن ديوانها «ذاكرة نبى لم يُرسل».
من جهة أخرى، شهد هذا العام حجب الكثير من الجوائز وتقليص أعداد الحاصلين عليها فى أغلب الفروع، حيث كان العدد فى كل فرع من فروع جائزتى «التفوق والتقديرية» 3 أو 4 فائزين على الأقل، واقتصر الأمر فى هذه الدورة على فائز أو اثنين على الأكثر.
كما حُجبت أيضاً الجوائز التشجيعية المخصّصة لأدب الثورة والمسرحية الشعرية ومونتاج الفيلم الروائى والكتابة والنشر، وتم كذلك حجب الجوائز فى المجالات الآتية: فلسفة القانون وتاريخه، قوانين التجارة، الدراسات الشرق أوسطية، والفكر والنظرية السياسية، وسياسات مناهضة التمييز.
وتعليقاً على ذلك، قال «النمنم» إنه «سيتم تشكيل لجنة لدراسة ظاهرة الحجب، حيث لوحظ حجب الكثير من الجوائز، خصوصاً فى التخصصات العلمية، نتيجة قلة عدد المتقدمين للجائزة أو عدم التقدم لها من الأساس، وستضع هذه اللجنة تصورات لمواجهة هذه الظاهرة»، مؤكداً أن «هذا العام رغم ذلك هو الأقل فى عدد الجوائز التى يتم حجبها».
من جانبه، أعرب الكاتب ورسام الكاريكاتير محمد عطية عن سعادته بالفوز بجائزة الدولة التشجيعية فى مجال أدب ورسوم الطفل، وهى الجائزة التى رشحته لها دار «نهضة مصر للنشر» عن كتابه «كارم وحكايته المسحورة»، وهى مجموعة قصصية للأطفال.
وقال «عطية» لـ«الوطن» إن «وجود جائزة للأعمال الموجّهة للطفل يخلق نوعاً من التنافس بين الأدباء، ويحث على النجاح فى النطاق الفردى للفنان، من أجل خروج الأعمال الإبداعية بشكل جيد»، لافتاً إلى أن «وجود الجوائز يحث الكاتب على بذل مزيد من الجهد».
فيما قال الأديب جرجس شكرى، الحائز على الجائزة التشجيعية فى مجال النقد المسرحى عن كتابه «الخروج بملابس المسرح»، إن «الجائزة الحقيقية، التى أسعدتنى كثيراً هى أننى لم أتقدم للحصول على أى جائزة، بل منحتها اللجنة من تلقاء نفسها لكتابى، فشكراً جزيلاً لأعضاء اللجنة، والأجمل من ذلك كله هو حجم التهانى التى انهالت علىّ من الأصدقاء، فهذه بالنسبة لى هى الجائزة الكبرى».