شاكر عبدالحميد: جوائز الدولة «غير مسيسة» وبعض الفائزين يعارضون السياسات الحالية
الدكتور شاكر عبدالحميد، وزير الثقافة الأسبق، الأستاذ بأكاديمية الفنون
قال الدكتور شاكر عبدالحميد، وزير الثقافة الأسبق، الأستاذ بأكاديمية الفنون، عقب فوزة بـ«جائزة الدولة التقديرية» فى مجال العلوم الاجتماعية، إن جوائز الدولة «غير مسيسة»، منوهاً بأن البعض فاز بهذه الجوائز هذا العام على الرغم من معارضته للسياسات الحالية، ورغم خلافهم العلنى مع بعض القرارات، ما يعنى أن هناك «قدراً من الحرية فى إبداء الرأى».
الفائز بجائزة الدولة التقديرية للعلوم الاجتماعية: التكريم المصرى له «مذاق خاص»
■ كيف استقبلت خبر فوزك بجائزة الدولة التقديرية؟
- الحقيقة أن الكلام يعجز عن وصف حالة الفرحة التى انتابتنى عقب الإعلان عن فوزى بهذه الجائزة، فرغم كل التكريمات والجوائز التى حصلت عليها عربياً دولياً، ومنها جائزة «الشيخ زايد» الإماراتية، فإن التكريم المصرى يظل له مذاق خاص، وفرحة ليس مثلها فرحة، فهذا هو تكريم الدولة المصرية، والجائزة التقديرية تعتبر الجائزة الأرفع والأهم، والتى كانت هى الأعلى قدراً حتى وقت قريب قبل البدء بمنح «جوائز النيل».
■ وهل هذه هى الجائزة المصرية الأولى لك؟
- حصلت على «جائزة التفوق» عام 2003، أى إن الفاصل الزمنى بين الجائزتين 14 عاماً، وأشعر أن هذا يكفى، ولا أريد أى شىء آخر، فقد حصلت على التقدير الكافى بالنسبة لى.
■ ومن كان أول من أبلغك بخبر الحصول على الجائزة؟
- الدكتور أشرف زكى، نقيب السينمائيين، وبعدها انهالت علىّ التهانى حتى صباح أمس، وقد أسعدنى كم المحبة التى غمرنى بها الجميع.
■ نحن فى توقيت حرج نعانى فيه من حالة فقدان للهوية الثقافية.. هل تعالج جوائز الدولة جزءاً من الصدع الثقافى؟
- هناك ثوابت لا تتزحزح عنها الدولة المصرية على الرغم من كل المشكلات، ومنها تشجيع الإبداع والمثقفين، وتلك ثوابت أعتقد أنها لا ترتبط بنظام سياسى ما، وأتمنى ألا تكون جلسة التصويت هى نهاية المطاف، وأن تحتفى الدولة المصرية بمثقفيها وتقام احتفالية يحضرها الرئيس عبدالفتاح السيسى لمنح جوائز الدولة
■ يرى البعض أن هذه الجوائز «مسيسة».. فما قولك؟
- هذا غير صحيح، فقد فاز البعض بجوائز الدولة هذا العام على الرغم من معارضتهم للسياسات الحالية، ورغم خلافهم العلنى مع بعض القرارات، ما يعنى أن هناك قدراً من الحرية فى إبداء الرأى، رغم حالة الالتباس التى تحتاج إلى الوضوح أكثر من ذلك.
■ وما مشروعك الفكرى المقبل؟
- للأسف، هناك مشروع مؤجل منذ أكثر من 4 سنوات لكتاب غير تقليدى عن الشخصية المصرية، وآمل الانتهاء منه قريباً، حيث يتناول الكتاب شخصية المصريين من منظور نفسى اجتماعى بعيداً عما قيل قبل ذلك من أنها شخصية تميل للفكاهة ومتدينة بالفطرة، إلى آخر القائمة المعروفة، وأعتقد أنها غير صحيحة مائة بالمائة، فالشخصية المصرية بها ثوابت وبها متغيرات مع الظروف، وسيلقى هذا الكتاب الضوء على تغيرات غريبة طرأت على الشخصية المصرية لأسباب اقتصادية واجتماعية، وهى تؤثر على هذه الشخصية وتجعلها تتصرف بغرابة أحياناً، كما أن هناك أشياء غريبة فى التاريخ المصرى تحتاج إلى وقفة.
■ ما أبرز تلك الأحداث الغريبة فى تقديرك؟
- هناك أحداث كثيرة غريبة منها «الشدة المستنصرية» التى وقعت فى عصر الخليفة الفاطمى المستنصر بالله، حين كنا نأكل بعضنا البعض، ومثلما حدث حينما ترك المصريون الزعيم عمر مكرم واختاروا محمد على لولاية مصر، وغير ذلك من الأشياء المثيرة للتأمل والتفكير.