هجوم بقذائف «آر بى جى» على عدة أكمنة بسيناء ومصرع 2 وإصابة 7 بعد استهداف كمين سدر حيطان
انتهت فترة الهدوء التى تسبق العاصفة بسيناء، فبعد مرور يوم كامل استقرت فيه الأوضاع الأمنية نوعاً ما، استأنفت العناصر الجهادية المسلحة بالأمس هجومها بشراسة على عدة أكمنة بسيناء، استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة وقذائف «آر بى جى»، حيث هاجموا معسكر الأحراش برفح وكمين مطار العريش، وكمين سدر حيطان وسط سيناء والذى سقط فيه قتيلان و7 مصابين.
تم نقل المصابين لمستشفيات العريش العام والسويس العام لتلقى العلاج، فيما بدأت طائرات الأباتشى بتمشيط وسط وشمال سيناء عقب وقوع الهجمات، وتبادلت قوة من الشرطة النيران مع سيارة حاول قائدها الهرب بحى المساعيد بالعريش، وتمكنت القوات من إصابة أحد العناصر، بطلق نارى تم نقله لمستشفى العريش للعلاج.
بدأت هجمات العناصر المسلحة فى الساعة الواحدة والنصف من صباح أمس الأربعاء، بهجوم بقذائف «آر بى جى» والأسلحة الثقيلة على معسكر الأمن المركزى بالأحراش برفح، وبادلتهم قوات الأمن إطلاق النيران بشكل مكثف وشرس لمدة 15 دقيقة، حتى لاذوا بالفرار مستقلين سيارة دفع رباعى، ولم يسفر الهجوم عن أى خسائر بالأرواح، كما هاجم مسلحون كمين المطار بالقرب من مطار العريش، وتبادلوا إطلاق النار مع قوة الكمين قبل هروبهم دون سقوط أى إصابات.
على الجانب الآخر، شهد الكمين الأمنى بسدر الحيطان بمنطقة نخل وسط سيناء، مأساة حقيقية بسقوط 2 قتلى من المدنيين وإصابة 7 من العسكريين والمدنيين، بعد قيام عناصر مسلحة، بضرب الكمين بقذائف «آر بى جى» مرتين متتاليتين، المرة الأولى لم تسفر عن سقوط أى ضحايا، ثم عاودوا بعد توقف إطلاق النار تجاه الكمين لمدة نصف ساعة، وضربوا الكمين بشكل مكثف، وتصادف مرور سيارة نقل بالقرب من الكمين، تقل مجموعة من المدنيين، فاختلت عجلة القيادة فى يد السائق واصطدم بالكمين، الأمر الذى أسفر عنه مصرع كل من كرم محمد أحمد 22 عاماً، مجند، ومحمود محمد عبدالغنى، 27 عاماً، مدنى، وإصابة كل من الملازم أول أحمد صلاح العربى، 23 عاماً، بكسر فى القدم اليسرى، وفتحى عبدالوارث محمد، 36 عاماً، صف ضابط جيش مصاب بكسور فى ساقيه، ومحمد عيسى إسماعيل، 21 عاماً، مجند مصاب بارتجاج فى المخ، ورمضان محمد عبدالغنى، 30 عاماً، مدنى، مصاب بكسر بالقدم اليسرى، وجمال محمد محمود، 34 عاماً، مدنى، والسيد محمد عبدالعزيز، مصاب بقطع فى فروة الرأس، 33 عاماً، وتم نقل المتوفين للمشرحة والمصابين لمستشفيات نخل المركزى والعريش العام والسويس العام.
على الفور بدأت قوات الجيش والشرطة فى تمشيط وسط وشمال سيناء بعد وقوع هذا الهجوم، فى الوقت الذى كثفت فيه طائرات الأباتشى من التحليق لتمشيط المنطقة التى تحيط بكمين «سدر حيطان» للبحث عن العناصر التى هجمت على الكمين، واستخدمت القوات الطلقات المضيئة، وأثناء عملية التمشيط فوجئت قوات الأمن بكمين المساعيد بالعريش، بسيارة يحاول قائدها الهرب من الكمين، وبمطاردتها نجحت القوات فى إصابة أحد الهاربين داخل السيارة، نقل لمستشفى العريش العام للعلاج، فى الوقت الذى تركت فيه بقية العناصر السيارة ولاذوا بالفرار.
من جانبه، كشف مصدر أمنى بشمال سيناء، أن العناصر المسلحة بدأت تناوش معسكر الأحراش بالهجوم، حتى يتسنى لمجموعة أخرى القيام بهذا الهجوم الشرس على كمين «سدر حيطان» واستخدام الأسلحة الثقيلة فى الهجوم عليه، لافتاً أن هناك معلومات مؤكدة وصلت لهم بوجود بعض الأنفاق تعمل حتى الآن يمر منها عناصر مسلحة من غزة للقيام بأعمال إرهابية داخل سيناء.
وكشف المصدر، أن المعلومات المتوفرة لديهم، أن هذه العناصر تمتلك بطاقات للرقم القومى المصرى، ساعدهم على استخراجها فصيل يتبع التيار الإسلامى، وأنه حذر بعض القيادات من نجاح تلك العناصر لنقل العمليات الإرهابية، خلال الفترة المقبلة من سيناء، نتيجة لتشديد الخناق عليهم، لمدن القناة والقاهرة، مستغلين تلك البطاقات للمرور من الأكمنة على طرق سيناء السريعة، ونتيجة لذلك سيتم تشديد الإجراءات الأمنية بشكل غير مسبوق على المداخل التى تربط سيناء بالمحافظات المجاورة، ولا سيما نفق الشهيد أحمد حمدى.
من جهة أخرى، ووسط إجراءات أمنية مشددة وعمليات تفتيش دقيقة للعابرين من الجانبين، عاودت السلطات المصرية فتح معبر رفح البرى بين مصر وقطاع غزة بشكل جزئى ولمدة 6 ساعات فقط، وخلال يومى الأربعاء والخميس فقط، حيث فتح المعبر أبوابه منذ الثامنة والنصف من صباح أمس الأربعاء وذلك لاستقبال العائدين من الفلسطينيين جميعاً، ومن جميع الفئات، وخاصة المعتمرين العالقين فى السعودية.
وسوف يستقبل المعبر من الجانب الفلسطينى المرضى والحالات الإنسانية ومرافقيهم والمصريين الذين كانوا عالقين فى غزة والأجانب المغادرين منها، وذلك طبقاً للتعليمات التى وصلت إلى المسئولين من القاهرة.
وصرح مصدر أمنى مصرى أن التعليمات التى وصلت من القاهرة تتضمن فتح المعبر لمدة يومين فقط.
وأضاف المصدر الأمنى أن الموافقة على فتح معبر رفح لمدة يومين وبشكل جزئى للحالات الإنسانية والمرضى والمعتمرين فقط جاءت عقب الاتصالات المكثفة التى جرت بين قيادات فى الحكومة المقالة فى غزة والسفارة الفلسطينية بالقاهرة التابعة للرئيس أبومازن.
كانت السلطات المصرية أغلقت معبر رفح إلى أجل غير مسمى ومن الجانبين منذ الجمعة الماضى عقب عمليات هجوم مسلح على كمائن للجيش والشرطة المصرية فى العريش ورفح راح ضحيتها مجند مصرى.